خبير: قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر يحقق تقدمًا.. وهذه هي الأسباب
داليا الهمشري
- مصر حققت تقدمًا كبيرًا في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة
- مصر شهدت أزمة كبرى في قطاع الكهرباء ما بين عامي 2011 و2013
- التشريعات المصرية نجحت في جذب المستثمرين إلى المشروعات الكبرى مثل محطة بنبان
- المغرب مؤهل للريادة في مجال الهيدروجين الأخضر
- السعودية والإمارات وقعتا مذكرتي تفاهم مع ألمانيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر
تحقق مصر -مؤخرًا- تقدمًا كبيرًا في قطاع الكهرباء، خاصة على مستوى التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وفق ما أكد الاستشاري في شركة "جايد هاوس" العالمية المتخصصة في مجال الطاقة والبنية الأساسية والاستدامة فرع ألمانيا ومقرها برلين، المهندس إسلام مهدي.
وتُنفّذ شركة "جايد هاوس" مشروعات مموّلة من مبادرة المناخ العالمية التابعة لوزارة البيئة الألمانية في مجال كفاءة الطاقة والاستدامة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل مصر ولبنان والأردن وتركيا وغيرها.
وأوضح المهندس إسلام مهدي -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن مصر كانت تشهد أزمة كهرباء كبرى على مستوى الدولة في المدة من 2010 وحتى 2013، إلا أن المشهد تغيّر بصورة كبيرة مع تولي الدكتور محمد شاكر وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في عام 2014.
تشريعات مُحفزة للاستثمارات
قال الاستشاري في شركة "جايد هاوس" العالمية إن الدكتور شاكر حقق إنجازات كبيرة في مجال الكهرباء، لا سيما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة المتجددة في مصر، لافتًا إلى أن الوزارة بدأت منذ عام 2014 العمل على 3 مستويات.
أولًا: وضع تشريعات جديدة لتحفيز الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في مصر، التي نجحت في جذب المستثمرين إلى المشروعات، مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان.
ثانيًا: وضع تشريعات مثل تعريف صافي القياس، وأسهمت هذه التطورات في وصول نسبة إسهام المصادر المتجددة في مصر إلى 20% من إجمالي مزيج الطاقة هذا العام.
وأشار المهندس إسلام مهدي إلى أنه على الرغم من أن هذا الرقم لم يكن ما تطمح إليه الوزارة، فإنه يظل رقمًا معقولًا، منوهًا بالجهود المبذولة لتمهيد الطريق وإعداد البيئة التشريعية المحفزة للتوسع في الطاقة المتجددة، التي تمخضت عن مجموعة من المشروعات الناجحة مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية في مدينة أسوان، أو محطة الزعفرانة في خليج السويس.
الهيدروجين الأخضر
قال الاستشاري في شركة "جايد هاوس" العالمية، المهندس إسلام مهدي: "يمكننا أن نقول إن وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة قد أسستا بيئة تشريعية مناسبة لجذب الاستثمارات إلى المشروعات الرائدة أو النموذجية، إلا أن الطريق لا يزال مفتوحًا لتحقيق المزيد".
وحول الخطوات التي اتخذتها مصر في مشروعات الهيدروجين الأخضر، أوضح مهدي أن بعض الدول في الإقليم قد سبقت مصر في هذا المضمار، لافتًا إلى أن المغرب قد تفوق في هذا المجال، وبدأ في تصدير الهيدروجين إلى البرتغال وألمانيا وإن كان بكميات محدودة، إلا أن المغرب مؤهل للريادة في هذا القطاع.
وأضاف مهدي أن السعودية -كذلك- وقعت العام الماضي مذكرة تفاهم مع ألمانيا حول إنتاج الهيدروجين الأخضر واستغلاله وستبدأ في إنتاجه، كما دخلت الإمارات هذا المجال بتوقيع اتفاقية مع الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا بيتر ألتماير للتعاون في هذا المجال.
وتابع أن الشركة القابضة لكهرباء مصر وقعت مذكرة تفاهم مع شركة سيمنس للطاقة لإنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وهناك خطط تعمل عليها الوزارة ولكن ليست هناك تفاصيل كافية بعد.
كفاءة الطاقة في المباني
أكد الاستشاري في فرع شركة "جايد هاوس" العالمية في برلين، المهندس إسلام مهدي، أن ألمانيا تعمل على تحسين كفاءة الطاقة من خلال تنفيذ عدد من السياسات والتشريعات.
وأشار مهدي -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى التزام الحكومة الألمانية بتطبيق كود لكفاءة الطاقة في المباني، يتضمّن مواصفات في منتهى القوة والدقة والكفاءة، يجري تطويرها ومراجعتها بصورة مستمرة كل عامين أو 3 أعوام، إذ تضمن مزيدًا من كفاءة المباني كل عام مع رؤية تحرك المباني نحو تحقيق الحياد الكربوني وعدم استهلاك الكثير من الكهرباء.
بالإضافة إلى الإجراءات التنفيذية لتطبيق هذه التشريعات من خلال حرص الجهاز الإداري أو البلديات على تطبيق أكواد المباني، وهناك إجراءات واضحة للتنفيذ والمراجعة قبل إشغال المباني للتأكد من معايير كفاءة الطاقة.
وأبرز مهدي وجود أكواد كفاءة الطاقة في مصر -كذلك- في المباني التجارية، موضحًا أن هذه الأكواد مصوغة بصورة جيدة، إلا أنها لا تزال في حاجة إلى تطبيق الإجراءات التنفيذية، ووزارة الإسكان في مصر لا تزال تعمل في هذا الاتجاه حاليًا، ومن المتوقع أن تخرج إلى النور خلال المدة المقبلة.
التبريد المستدام
أوضح المهندس إسلام مهدي أن شركة "جايد هاوس" العالمية تدعم مشروعات كفاءة الطاقة في الشرق الأوسط، بالتعاون مع عدد من الجهات، من بينها المركز الإقليمي لحفظ الطاقة والطاقة المتجددة (ركري) في مشروع ميتميد.
وقال مهدي إنه جاء في زيارة إلى مصر لعرض مشروع نشر تقنيات التبريد المستدام في الشرق الأوسط المُموّل من مبادرة المناخ العالمية التابعة لوزارة البيئة الألمانية، وبالتعاون مع "ركري" وجهاز شؤون البيئة في مصر.
وأضاف مهدي أن هذا المشروع يغطي في أنشطته عددًا من الدول من بينها مصر ولبنان والأردن وتركيا.
وتابع أن شركته تعمل على أكثر من محور من بينها محور الدراسات والسياسات المحفزة على استخدام غازات غير مضرة للبيئة وليست لديها درجة احتباس حراري عالية في مجالات التبريد، سواء الثلاجات التجارية أو تكييف المناطق والأماكن.
واستطرد أنه يبحث -في هذا الإطار- مع جهاز شؤون البيئة أنواع الغازات المستخدمة في قطاع التبريد في مصر، سواء التكييف أو الثلاجات، ومدى تأثير هذه الغازات على البيئة، وكيفية وضع تقنيات مستدامة في الصناعة تستخدم غازات ليس لها تأثير كبير على الاحتباس الحراري.
المحور المالي
قال المهندس إسلام مهدي: "نُجري -أيضًا- دراسات على محور التكنولوجيا بالتعاون مع مجموعة من المُصنعين، لمعرفة نوعية التكنولوجيا المُستخدمة، وكيفية التخلص من الغازات المستخدمة في الصناعة، ونقدم لهم نماذج لاستخدام غازات بديلة في التبريد ليست لها درجة احتباس حراري مرتفعة".
وحول المحور المالي، أشار مهدي إلى أن شركته تعمل مع شركاء آخرين مثل مدرسة فرانكفورت للتمويل، وهذه جامعة كبرى في ألمانيا، لصياغة النماذج المالية لدعم كيفية تمويل التبريد المستدام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن مدرسة فرانكفورت تعمل دراسات القابلية للتمويل، وتمكين الجهات أو أصحاب المصلحة من الوصول إلى فرص التمويل المتاحة من بنوك وطنية أو محلية أو بنوك تنمية تعمل في مجال الاستدامة.
وتابع مهدي أنه بالتوازي مع المحاور الـ3 السابقة، وهي محاور السياسات والتكنولوجيا والتمويل، فهناك مجموعة من الأنشطة الموازية من بينها أنشطة النشر وبناء القدرات.
كما سلّط الضوء على مشروع آخر يحمل اسم "البناء المستدام وكفاءة الطاقة في قطاع المباني في مصر"، الذي ترعاه شركته بالتعاون مع "ركري"، مضيفًا أن شركة "جايد هاوس" تعمل في مشروعات كبرى متعددة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والإمارات.
موضوعات متعلقة..
- أكبر الدول العربية توليدًا للكهرباء من الطاقة المتجددة (تقرير)
- بريق الطاقة المتجددة في مصر يجذب الشركات والمصارف البريطانية
- تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بكفاءة أعلى (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- غازبروم تؤكد ضخ الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا بمعدلات طبيعية
- المكسيك تخطط لدخول قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم
- نظرة متفائلة بشأن نمو الطلب على النفط في 2023 (تقرير)
- إنتاج النفط الليبي يشهد هبوطًا حادًا خلال 3 أشهر (تقرير)