رئيسيةأخبار منوعةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازطاقة متجددةغازمنوعات

ألمانيا تقرر تأجيل تفكيك محطات الفحم لتفادي أزمة الطاقة في الشتاء

وآر دبليو إي تستثمر 5.2 مليار دولار على مشروعات الطاقة المتجددة

أمل نبيل

دفعت أزمة الطاقة الدول الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا، إلى غضّ الطرف عن الأهداف المناخية الطموحة، ووقف تفكيك محطات الفحم؛ لتفادي تفاقم الأزمة خلال فصل الشتاء القادم.

قررت شركة آر دبليو إي تأجيل تفكيك إحدى محطات الفحم المغلقة في ألمانيا، في حالة الحاجة إلى تشغيلها مرة أخرى؛ لتوفير إمدادات إضافية من الطاقة خلال الشتاء المقبل.

وقالت شركة الطاقة الألمانية اليوم الخميس 11 أغسطس/آب (2022)، إنها ستبقي الخيار مفتوحًا، لإعادة تشغيل محطة "نيوراث إيه"، التي يبلغ عمرها 50 عامًا، والتي أُغلِقَت في 1 أبريل/نيسان الماضي، تماشيًا مع خطة الدولة للتخلص التدريجي من الفحم.

محطات الفحم
محطة توليد كهرباء بالفحم-الصورة من باور ماغازين

مواجهة أزمة الغاز

قالت الشركة الألمانية: "لن تُفَكَّك المحطة، الوقت الحالي، في ضوء الجدل الدائر حول تقليل استخدام الغاز بتوليد الكهرباء".

واحتفظت ألمانيا باحتياطي يبلغ 10 غيغاواط من محطات الفحم والنفط؛ لتقليل الاعتماد على المحطات التي تحرق الغاز الطبيعي، مع تضاؤل إمدادات الوقود من روسيا.

ومن بين هذه الاحتياطيات 1.9 غيغاواط من محطات الفحم من بينها 3 وحدات تابعة لشركة آر دبليو إي، بسعة 0.9 غيغاواط، ويمكن استخدام محطة نيوراث إيه، بالإضافة إلى الاحتياطي المخطّط.

الطلب على الكهرباء

قررت ألمانيا، في شهر يوليو/تموز الماضي، إعادة تشغيل 16 محطة توليد كهرباء تعمل بالوقود الأحفوري، وتحديدًا محطات الفحم والنفط، تجنبًا لشحّ الكهرباء.

هذه الخطوة لتأمين إمدادات الطاقة تعني مزيدًا من الانبعاثات على المدى القصير، وهي حقيقة اضطر صانعو السياسات إلى قبولها، إذ تسببّت الحرب الروسية على أوكرانيا في قطع إمدادات الغاز عن المنطقة، بحسب بلومبرغ.

وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، في تصريحات له الشهر الماضي، إن إعادة تشغيل 16 محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم والنفط ستكون مؤقتة.

وأضاف أن إعادة تشغيل تلك المحطات جاء بسبب شحّ مصادر الطاقة، نتيجة حرب روسيا لأوكرانيا، "لكن ما تزال بلاده ملتزمة بكل إجراءات محاربة تغير المناخ".

وقالت آر دبليو إي، إن الأمر متروك لمنظم سوق الطاقة لتحديد ما إذا كانت المحطة ستكون ضرورية لحماية أمن الإمدادات في البلاد، وفقًا لما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية في الآونة الأخيرة، إذ أدت أزمة المناخ إلى تقليص الشحنات على طول نهر الراين؛ وفي ألمانيا، حيث توجد معظم محطات توليد الكهرباء التابعة لشركة آر دبليو إي على ضفاف النهر، ظلت أحجام المياه أقلّ من المتوسط على المدى الطويل.

يشار إلى أن الأرباح المعدلة لشركة "آر دبليو إي" قبل الفوائد والضرائب قفزت بنسبة 60% إلى 2.9 مليار يورو.

الطاقة المتجددة

من جهة أخرى، تعتزم شركة آر دبليو إي، التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، لجعل أوروبا أكثر استقلالية في مجال الطاقة، إذ تهدّد الأزمات المتفاقمة اقتصاد المنطقة.

وتخطّط أكبر مُنتج للطاقة في ألمانيا لإنفاق أكثر من 5 مليارات يورو (5.2 مليار دولار)، على التقنيات الخضراء خلال العام المالي الحالي (2022)، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات، بالإضافة إلى تكثيف مشروعات الهيدروجين، وترتفع هذه النسبة بنحو 30% عمّا كان مخططًا له في البداية، بحسب بلومبرغ.

وتسارع أوروبا إلى تعزيز إمدادات الطاقة قبل فصل الشتاء، إذ تتطّلع القارة العجوز إلى تجنّب أزمة قد تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي وتقنين الاستخدام، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

تعويض إمدادات الوقود

تركّز الحكومات والسياسيون في الاتحاد الأوروبي أيضًا على تقليل الاستهلاك، مع تضاؤل تدفقات الغاز الطبيعي من روسيا وارتفاع أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية.

وقرر الاتحاد الأوروبي خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% بدءًا من أغسطس/آب 2022 وحتى مارس/آذار 2023، مقارنة بمتوسط الاستهلاك في الشهور نفسها خلال المدة من عام 2016 وحتى عام 2021.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "آر دبليو إي"، ماركوس كريببر، في بيان صحفي: "مطلوب تكثيف الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة بشكل عاجل؛ من أجل جعل إمدادات الطاقة أكثر استقلالًا وحيادًا مناخيًا".

محطات الفحم
مشروعات طاقة متجددة تابعة لشركة آر دبليو إي - صورة من موقع الشركة

تمامًا مثل نظرائها الأوروبيين، كانت شركة الطاقة الألمانية تتسابق لتأمين بدائل للوقود الروسي وإضافة المزيد من البنية التحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من جميع أنحاء العالم، ووقّعت آر دبليو إي اتفاقية مدتها 15 عامًا لاستيراد الغاز المسال من الولايات المتحدة الأميركية في مايو/أيار الماضي، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2027.

الشركة التي عززّت تجارة الغاز الطبيعي المسال، ترى أن منشأة الاستيراد العائمة في برونسبويتل في ألمانيا، والتي ستبدأ الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول (2022)، من المفترض أن تساعد البلاد هذا الشتاء، بعد أن خفضت روسيا تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أدنى مستوياتها منذ عدّة سنوات.

وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، أعلنت شركة غازبروم الروسية أن كميات الغاز المرسلة إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب نورد ستريم 1 ستنخفض إلى 20% من سعتها، لتصل إلى 33 مليون متر مكعب.

وتدفع المفوضية الأوروبية الدول إلى تسريع بناء مصادر الطاقة المتجددة؛ للمساعدة في فطم المنطقة عن الإمدادات الدولية للوقود الأحفوري.

 

(اليورو = 1.03 دولارًا)

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق