أخبار النفطرئيسيةنفط

ألمانيا تستقبل شحنة من النفط الأميركي الحامض للمرة الأولى

جزءًا من الاحتياطي الإستراتيجي

دينا قدري

وصلت شحنة من النفط الأميركي الحامض إلى ألمانيا، للمرة الأولى، في إطار سعي مصافي التكرير الألمانية إلى توفير بدائل للنفط الروسي.

وتُعدّ هذه الشحنة جزءًا من براميل النفط التي أعلنت الولايات المتحدة سحبها من احتياطي النفط الإستراتيجي، في مارس/آذار الماضي، بمواجهة ارتفاع أسعار البنزين القياسية.

وأفادت بيانات تتبّع السفن من رفينيتيف، بأن الناقلة "كابريكورن صن" قامت بتحميل خام مارس الحامض قبالة ساحل لويزيانا في الولايات المتحدة، وتفريغه في ميناء روستوك في 3 أغسطس/آب الجاري.

واستأجرت شركة شل البريطانية الناقلة، التي حمّلت نحو 570 ألف برميل من النفط الأميركي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز، بناءً على بيانات الشحن.

صادرات النفط الأميركي إلى ألمانيا

صدّرت الولايات المتحدة ما يقرب من 3 ملايين برميل من النفط يوميًا في عام 2021، لكن ألمانيا هي مشترٍ ثانوي إلى حدٍ ما، إذ تستورد فقط نحو 77 ألف برميل يوميًا من النفط الأميركي، وفقًا لأرقام وزارة الطاقة الأميركية.

وقال رئيس محللي النفط للأمريكيتين في رفينيتيف، جيم ميتشل: "على الرغم من أن هذه هي أول شحنة من خام مارس، فقد كانت هناك شحنات من غرب تكساس الحامض إلى ألمانيا في الماضي، وإن كانت قليلة ومتباعدة".

وأضاف: "خام مارس يحتوي على نواتج التقطير أعلى من خامات غرب تكساس الوسيط أو إيغل فورد، ومع اقتراب فصل الشتاء، ستزيد ألمانيا من طلبها على نواتج التقطير أينما يمكنها الحصول عليها"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تشمل نواتج التقطير المنتجات المكررة، مثل الديزل ووقود الطائرات وزيت الغاز المستخدم في التدفئة.

وتميل درجات النفط الحامضة الأثقل إلى إنتاج وقود مقطر أكثر من البنزين، وتعتمد ألمانيا على روسيا بوصفها مصدرًا رئيسًا للديزل.

النفط الأميركي
مصفاة تكرير النفط "شفيدت" - الصورة من موقع شركة روسنفط

أزمة مصفاة النفط في ألمانيا

يرتبط ميناء روستوك النفطي في بحر البلطيق عبر خط أنابيب، مع مصفاتي التكرير "بي سي كيه شفيدت"، بقدرة 233 ألف برميل يوميًا، و"لوينا" التابعة لشركة توتال إنرجي بقدرة 240 ألف برميل يوميًا.

ومصفاة شفيدت مملوكة بالأغلبية لشركة النفط الروسية الحكومية روسنفط، بينما تمتلك شل وإيني حصص أقلية.

وتواصل المصفاتان تلقّي النفط الروسي الرئيس، خام الأورال متوسط الحمضية، عبر خط أنابيب دروجبا؛ امتثالًا لعقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو لغزوها أوكرانيا.

في السابق، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إن البلاد تعمل على إيجاد حلول لمصفاة شفيدت، بما في ذلك السحب من احتياطيات النفط الوطنية، وكذلك الحصول على شحنات من ميناء روستوك الألماني، وربما ميناء غدانسك البولندي.

وتزوّد مصفاة شودت معظم وقود برلين، وتكافح ألمانيا للسيطرة على المحطة، خوفًا من انتقام موسكو إذا جرى تأميم الموقع، وتردُّد الشركات الغربية في التدخل.

بدائل النفط الروسي

بالمثل، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي، باتريك بويانيه، إن الشركة ستخفض كمية الخام الروسي عبر خط الأنابيب.

يأتي ذلك في إطار خطط الاتحاد الأوروبي لفرض حظر شبه كامل على البراميل الروسية بحلول نهاية العام، ويحاول أن يستغني عن واردات الخام الروسية، التي تغذّي مصافي التكرير الداخلية في ألمانيا وبولندا ودول وسط أوروبا الأخرى عبر خط أنابيب.

وتخطط شركات التكرير لاستبدال درجات خام نرويجية وسعودية وبريطانية وأميركية محمولة بحرًا بالنفط الروسي.

وقد أظهرت روسيا أنها مستعدة لقطع إمداداتها عن الوجهات الأوروبية، من خلال صادراتها من الغاز الطبيعي؛ ردًا على العقوبات المالية التي فرضها الاتحاد الأوروبي بعد غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط.

احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي

السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي

جاءت شحنة النفط الأميركي إلى ألمانيا بصفتها جزءًا من الخطة التي أعلنتها إدارة الرئيس جو بايدن، في مارس/آذار الماضي، لبيع 180 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي لمدّة 6 أشهر، في محاولة لخفض أسعار البنزين.

وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية بيع 30 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي خلال أبريل/نيسان الماضي، و90 مليون برميل أخرى بنهاية يوليو/تموز المقبل، و60 مليون برميل بحلول نهاية خريف العام الجاري (2022).

وتخطط وزارة الطاقة الأميركية لبدء عمليات إعادة شراء النفط مرة أخرى، فور اكتمال السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي هذا الخريف.

وتعمل الإدارة الأميركية على إعادة مخزون النفط الإستراتيجي إلى مستواه الحالي، عند 565 مليون برميل، في المستقبل القريب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق