ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم تشهد تشغيل وحدة جديدة (فيديو)
بعد اجتياز اختبار تجريبي لمدة 72 ساعة
مي مجدي
تقترب الصين من الانتهاء من ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم لتوليد 34.5 مليار كيلوواط/ساعة من الطاقة النظيفة، ويتماشى ذلك مع مخطط البلاد لتقليل الاعتماد على الفحم، والبحث عن مصادر متجددة تلبي احتياجاتها.
وأعلنت البلاد بدء تشغيل وحدة توليد الكهرباء رقم 7 بمحطة "بايهيتان" للطاقة الكهرومائية جنوب غرب الصين يوم 5 أغسطس/آب (2022)، بعد اجتياز اختبار تجريبي لمدة 72 ساعة، حسبما نشرت شبكة سي جي تي إن الصينية (CGTN).
ووفقًا للتقارير، بلغ إجمالي السعة المركّبة للوحدات في المحطة -حاليًا- 10 ملايين كيلوواط، ووفرت أكثر من 34.5 مليار كيلوواط/ساعة من الطاقة النظيفة.
وبدأت الصين تطوير ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم خلال يوليو/تموز 2017، وخطت شركة تشاينا ثري غورغيس -أكبر مستثمر في مجال الطاقة الكهرومائية- خطوة كبيرة لتعزيز اعتماد الصين على الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الكربون مع افتتاح المحطة في يونيو/حزيران (2021)، وتشغيل أول وحدتين من أصل 16 وحدة في يوليو/تموز 2021.
ومع بدء تشغيل المحطة، التي تعدّ ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، بكامل طاقتها، سيكون متوسط الكهرباء المنتجة سنويًا يزيد عن 62.4 مليار كيلوواط/ساعة، وهو ما يكفي لتلبية الاحتياجات السنوية من الكهرباء لقرابة 75 مليون شخص، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
محطة بايهيتان للطاقة الكهرومائية
ستكون محطة بايهيتان ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في الصين، بعد سدّ "ثري غورغيس"، الذي افتُتح في عام 2003 على نهر اليانغتسي، أطول نهر في البلاد، بقدرة تصل إلى 22.5 مليون كيلوواط.
وتقع محطة بايهيتان على نهر جينشا، في الجزء العلوي من نهر اليانغتسي، وستسهم في نقل الكهرباء من المناطق الغربية الغنية بالموارد إلى المناطق المتعطشة للطاقة في شرق الصين.
وتحقيقًا لهذا الهدف، سيربط خط نقل الكهرباء فائق الجهد، المتوقع إطلاقه في عام 2022، محطة بايهيتان ومقاطعة جيانغسو الشرقية، في حين ينتظر خط آخر سيربط بين المحطة ومقاطعة جيجيانغ -في شرق الصين أيضًا- موافقة بكين.
وتعمل شركة تشاينا ثري غورغيس على تطوير ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، على الحدود بين مقاطعتي يونان وسيتشوان وجنوب غرب الصين.
وتعدّ أحد أكبر المشروعات الهندسية وأكثرها تحديًا في الصين، إذ يبلغ ارتفاع السدّ أكثر من 900 قدم، واستغرق بناؤه 4 سنوات.
ويحتوي المشروع على 16 وحدة، وتستطيع كل وحدة توليد قرابة 1000 ميغاواط من الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتبذل الدولة جهودًا حثيثة لإنهاء بناء وحدات المحطة، ودخول ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم حيز التشغيل.
تعزيز الأهداف الخضراء
تساعد محطة بايهيتان، ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم، -أيضًا- في دفع الصين نحو تحقيق أهدافها الخضراء، واستخدام مصادر منخفضة الكربون.
وبعد اكتمال ثاني أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في العالم وتشغيلها، يمكنها توفير 19.68 مليون طن من الفحم القياسي سنويًا، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 51.6 مليون طن، فضلًا عن 170 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت، وقرابة 150 ألف طن من أكسيد النيتروجين.
وكانت البلاد قد تعهدت بتحقيق ذروة الكربون في عام 2030، وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
ومن المتوقع أن تؤدي الطاقة الكهرومائية دورًا محوريًا في خطة الصين لاستبدال المصادر النظيفة بالفحم، خاصة أن زيادة الطلب على الكهرباء تشكّل أكبر التحديات التي تواجه الصين لتحقيق أهدافها.
وفي عام 2021، شكّلت الطاقة الكهرومائية 14.6% من إجمالي توليد الكهرباء في الصين، وقد تصل إلى 17% خلال عام 2022.
تحذيرات وأضرار بيئية
أدى تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2020 بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، إلى تسريع عمليات التطوير والبناء.
بيد أن الجماعات البيئية حذّرت من أن بناء السدود على نطاق واسع لنهر اليانغستي وروافده يهدد بيئة النباتات والحيوانات النادرة، بما في ذلك خنازير البحر اللّازعنفية في نهر اليانغتسي المهددة بالانقراض.
كما ألحقت هذه المشروعات الضرر بسهول الفيضانات الطبيعية، وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من المجتمعات المحلية، وأثارت القلق في البلدان المجاورة.
وسبق أن أعربت الهند وفيتنام عن مخاوف تتعلق بتوسيع سيطرة الصين على جزء كبير من إمدادات المياه، خاصة أنهما تعتمدان على المياه من روافد نهر اليانغستي.
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يملأ خزانات الشاحنات في أميركا.. والمواني الأوروبية تواصل استقباله
- مفاجأة.. صفقة بيع 60% من حصص نقل الغاز في بريطانيا تخضع للتحقيق
- محطة أكويو النووية.. تركيا وروسيا تحددان موعد تشغيل المفاعل الأول
