التقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

صادرات الغاز والنفط الروسية إلى الهند والصين.. هل تعوض قيمة إمدادات موسكو لآسيا؟ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الإمدادات إلى آسيا فاقت نصف إجمالي صادرات النفط الروسية منذ غزو أوكرانيا
  • • نفط الأورال الروسي يُباع بأكبر خصم مقارنة بخام برنت القياسي
  • • ناقلات النفط الروسية تستغرق ما معدله 35 يومًا للوصول إلى شرق آسيا
  • • 39 % فقط من النفط الروسي ذهب إلى آسيا مقابل 53% اتجه إلى أوروبا

سجلت إمدادات الغاز والنفط الروسي إلى آسيا أدنى مستوى لها بمتوسط شهري في نحو 4 أشهر في المدة التي سبقت يوليو/تموز 2022.

وبلغت الإمدادات إلى آسيا أكثر من نصف إجمالي تدفقات النفط من موسكو، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.

وعلى الرغم من أن إنفاق الهند والصين على واردات الطاقة الروسية تضاعف هذا العام، فإن آسيا لا تستطيع استيعاب إمدادات سوق الغاز والنفط الروسي المتراجعة، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة ييل الأميركية.

وتفيد التقارير بأن ازدياد الإنفاق يساعد في تعويض انخفاض المشتريات من جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى التي أوقفت أو قللت الشراء لمعاقبة روسيا على حرب أوكرانيا، وفقًا لما نشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز" (economictimes) الهندية في 4 أغسطس/آب الجاري.

إنفاق الصين والهند

أنفقت الهند 8.8 مليار دولار على واردات النفط الروسي والفحم -أيضًا- من 24 فبراير/شباط إلى 30 يونيو/حزيران، وهو ما يزيد على ما أنفقته على جميع السلع الروسية للعام بأكمله في عام 2021، حسب تقرير اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.

وأظهرت أحدث بيانات جمركية أن الصين أنفقت 18.9 مليار دولار على واردات النفط والغاز والفحم الروسية في الأشهر الـ3 حتى نهاية مايو/أيار، أي ضعف المبلغ تقريبًا المدفوع قبل عام، وفقًا لما نشرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" (economictimes) الهندية في 4 أغسطس/آب الجاري.

النفط الروسي

في المقابل، تراجعت شحنات النفط الروسية إلى الصين والهند بنحو 30% منذ أن بلغت ذروتها بعد بدء الحرب في أوكرانيا.

منذ منتصف يونيو/حزيران، تراجعت تدفقات النفط الروسي المنقولة بحرًا على متوسط 4 أسابيع متدرجة للصادرات، بحسب بيانات وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وانخفضت التدفقات إلى 3.24 مليون برميل يوميًا حتى 15 يوليو/تموز، وشهدت انخفاضًا في الأسابيع الـ4 السابقة.

بيع النفط الروسي بخصم كبير

على الرغم من "توجه روسيا نحو الشرق" لاستبدال السوق الأولية المفقودة السابقة في أوروبا، فإن الدول الآسيوية مثل الهند والصين تدفع بخصم 35 دولارًا مقابل فائض النفط الروسي.

يأتي ذلك على الرغم من أن الفارق التاريخي بين سعر نفط الأورال الروسي وخام برنت لم يتعدَّ أبدًا 5 دولارات، ولا حتى خلال أزمة جزيرة القرم 2014، وفقًا لمؤسس ورئيس معهد ييل للقيادة التنفيذية، جيفري أ. سونينفيلد.

النفط الروسي

وقال جيفري أ. سونينفيلد إنه يجرى شراء الكميات الضخمة من النفط الروسي التي تشتريها الصين والهند بخصم كبير.

وأضاف أن نفط الأورال الروسي يُتداول بأكبر خصم مقارنة بمعيار برنت القياسي، وهو فارق سعر ضخم يبلغ 35 دولارًا، على الرغم من إن نفط الأورال وخام برنت يُتداولان إلى حد كبير بأسعار مماثلة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولا تزال روسيا منتجًا بتكلفة مرتفعة نسبيًا مقارنة بمنتجي النفط الرئيسين الآخرين: أي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وبالتالي فإن أي ضغط هامشي في الأسعار سيضرّ بروسيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة "الطاقة" المتخصصة.

وأشار سونينفيلد إلى أن الفارق بين سعر نفط الأورال برنت سيزداد إذا نجح الحلفاء الغربيون في تطبيق سقف محتمل للسعر في نطاق 40-60 دولارًا كما ورد مؤخرًا، إذ من المرجح أن تبرم الصين والهند صفقة صعبة بالنظر إلى تقييد سقف الأسعار.

وجهات صادرات روسيا النفطية

بوصفها واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم بنحو 10% من إجمالي السوق، يذهب نحو 50-60% من صادرات روسيا النفطية إلى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا، في حين يذهب 20% إلى الصين.

في المقابل، تواجه روسيا تحديات وجودية في أسواقها النفطية، نظرًا إلى وجود مجموعة متضائلة بسرعة من المشترين العالميين.

النفط الروسي

وقد أدت عقوبات الدول الغربية إلى تقويض الإستراتيجية الروسية في التفاوض مع الصين والهند، وهما مشتريان خبيران بالأسعار وتحتفظان بعلاقات وثيقة مع مصدري السلع الأساسية الرئيسين الآخرين.

وأشار تقرير صادر عن جامعة ييل الأميركية إلى أن الصين والهند لم تترددا في استغلال الدول المنبوذة الخاضعة للعقوبات من قبل، إذ تشتهر الصين بإبرام صفقات نفطية مخفضة بصورة كبيرة مع دول مثل إيران وفنزويلا بانتظام.

من ناحية ثانية، تستغرق ناقلات النفط الروسية ما معدله 35 يومًا للوصول إلى شرق آسيا، مقابل يومين إلى 7 أيام للوصول إلى أوروبا، ولهذا السبب، ذهب 39% فقط من النفط الروسي إلى آسيا مقابل 53% اتجه إلى أوروبا.

البنية التحتية تتجه إلى أوروبا

في المقابل، لا يمكن لروسيا إعادة توجيه الغاز الطبيعي عبر الأنابيب بعيدًا عن أوروبا، نظرًا إلى أن 90% من البنية التحتية لخطوط الأنابيب الحالية تتجه نحو أوروبا، وليس آسيا.

وتشكل 16.5 مليار متر مكعب من الغاز، الذي صدرته روسيا إلى الصين العام الماضي، أقل من 10% من أصل 170 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي أرسلتها روسيا إلى السوق الأوروبية.

ونظرًا إلى أن أقل من 10% من سعة الغاز في روسيا هو غاز طبيعي مسال، فإن صادرات الغاز الروسية تظل معتمدة على نظام من خطوط الأنابيب الثابتة التي تحمل الغاز عبر الأنابيب.

وتتجه الغالبية العظمى من خطوط الأنابيب الروسية نحو أوروبا؛ وتقع في غرب روسيا، وهي غير قابلة للتوصيل بشبكة منفصلة من خطوط الأنابيب التي تربط شرق سيبيريا بآسيا، والتي تحتوي فقط على 10% من سعة شبكة خطوط الأنابيب الأوروبية.

وستستغرق مشروعات خطوط الأنابيب الآسيوية -قيد الإنشاء حاليًا- سنوات لتصبح جاهزة للتشغيل، كما أن تمويل مشروعات خطوط أنابيب الغاز المكلفة هذه يضع روسيا الآن في وضع حرج للغاية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق