تقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

النفط الروسي يملأ خزانات الشاحنات في أميركا.. والمواني الأوروبية تواصل استقباله

بسبب "عمليات الغسل العالمية"

حياة حسين

يواصل سائقو الشاحنات في أميركا ملء خزانات وقودهم من النفط الروسي رغم العقوبات الاقتصادية وحظر الواردات التي تفرضها واشنطن على موسكو.

في الوقت نفسه، ما زالت بريطانيا وأوروبا تستقبل ملايين البراميل من النفط من موسكو، وذلك بسبب ما يسمى بـ"عمليات الغسل العالمية".

وأشار تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الأحد 7 أغسطس/آب، إلى أن عوائد الغاز والنفط الروسي لم تتوقف منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، رغم ممارسة الدول الغربية ضغوطًا عليها لتوقف الحرب.

واتخذت الدول الغربية إجراءات عديدة لإجبار موسكو على وقف الحرب، مثل فرض العقوبات الاقتصادية على صادرات النفط الروسي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

انخفاض محدود

النفط الروسي
شحنات النفط الروسي - الصورة من منصة "ياهو فاينانس"

لم تخفض العقوبات الاقتصادية سوى 5% فقط من صادرات النفط الروسي، مقارنة بمستواها قبل الحرب، وفق التحليل؛ فعلى الرغم من تراجعها منذ منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي؛ فإنها لا تزال أعلى من مستواها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبحسب التحليل، ربما يكون استمرار تدفق النفط من روسيا إلى الدول الغربية بنسبة كبيرة -حتى الآن- شرعيًا؛ لأن بريطانيا وأوروبا لم تحظرا واردات النفط والغاز من موسكو حتى الآن، ولكنهما اتخذتا قرارًا بهذا الشأن، سيُفَعَّل في نهاية العام الجاري (2022).

إلا أن الغريب في هذا الأمر هو استمرار تدفق النفط الروسي إلى خزانات وقود المركبات الأميركية، رغم حظر الولايات المتحدة لواردات روسيا، التي تراها دولة معتدية، عقب الغزو بمدة محدودة.

ويرى المقال أن سائقي المركبات الأميركية ربما لا يعلمون أن هذا الوقود روسي أو مخلوط بخامات قادمة من موسكو، من خلال عمليات "غسل عالمية"، يصل فيها الخام الروسي إلى مصافٍ أجنبية، ويُعَاد تصدير مشتقاته إلى الولايات المتحدة بصفة شرعية، لا تخضع للعقوبات.

ملايين البراميل

يصل إلى أوروبا ما بين 10 و20 مليون برميل من الخام القادم من المواني الروسية أسبوعيًا، وفق تحليل صحيفة فايننشال تايمز.

ومن المتوقع أن تواصل بريطانيا استيراد الملايين من براميل النفط الروسي المخلوط مع خامات أخرى خلال الأشهر القليلة المقبلة، وحتى مع بدء تنفيذ الحظر على الواردات.

النفط الروسي - واردات أوروبا من النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية

ويأتي ذلك بسبب استمرار السماح باستيراد مزيج "سي بي سي"، وهو خام يتكون من خليط من النفط الروسي والقازاخستاني، ويُنقل في خط الأنابيب الممتد في بحر قزوين.

وربما -وفق التحليل- يكون ارتفاع سعر النفط قد قابل توقعات التجار السابقة بأن حظر الصادرات الروسية سيؤثر سلبًا، ويدفعها إلى أعلى، لكن الأسعار شهدت ارتفاعًا حتى من قبل الحرب، إلى أن بدأت موجة هبوط لخامي غرب تكساس وبرنت منذ نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي؛ ما يجعل تلك التوقعات غير دقيقة.

صدق التوقعات

النفط الروسي
صورة معبّرة عن حظر واردات الغاز الروسي - من "فير أوبزيرفر"

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا منذ بداية العام الماضي (2021)، بالتزامن مع بدء التعافي من جائحة كورونا، وارتفاع الطلب على الخامات والسلع، لكنها بلغت أرقامًا قياسية عقب غزو روسيا لأوكرانيا، ولامست 140 دولارًا للبرميل في مارس/آذار الماضي.

وبعدها، بدأت أسعار النفط تتراجع، وتحديدًا منذ شهرين، حتى أصبح سعر خام برنت يدور حول 100 دولار للبرميل، وذلك بسبب اتجاه العالم نحو ركود اقتصادي، وزيادة المعروض.

وكان مسؤولون في تحالف أوبك+ قد صرحوا مرارًا بأن السوق لا تعاني شح المعروض من النفط، خاصة عند طلب أميركا من التحالف زيادة الإنتاج لتخفيف الضغط على الأسعار.

ويرى التحليل أن الرابح الأكبر من العقوبات الاقتصادية وحظر تصدير النفط الروسي، والحرب وارتفاع الأسعار، هو الشركات الكبرى، وهي في الوقت نفسه المسؤولة بنسبة أكبر عن معاناة المستهلكين من زيادة أسعار الوقود والسلع.

وقال إن شركات -مثل شركة النفط البريطانية "بي بي" وشل- حققت أرباحًا قيمتها 8.5 مليار دولار، و11.5 مليار دولار على التوالي في الربع الثاني من العام الجاري، بينما حققت وينترشال في ألمانيا 1.9 مليار دولار، "لكن هذا ليس جديدًا على تلك الصناعة؛ فهي تجني أرباحًا منذ 50 عامًا".

وأضاف: "بدورها، لم تتضرر روسيا، وإلى أن يحمي الغرب أوكرانيا من الفظائع التي ترتكبها موسكو هناك، يجب أن تضع تلك الدول نظامًا فعالًا للعقوبات الاقتصادية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق