التقاريرتقارير الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةغاز

تركيا تساند الغاز الروسي وتوافق على الدفع بـ"الروبل".. صفعة جديدة للعقوبات الأميركية والأوروبية

يدعم تهاوي "الليرة التركية" أمام الدولار الأميركي

هبة مصطفى

أبدت تركيا موافقتها على الامتثال لقرارات نظام الدفع بالروبل مقابل إمدادات الغاز الروسي، في الوقت الذي تواصل فيه موسكو الحشد لتعزيز الصادرات ردًا على العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها عقب غزو أوكرانيا قبل ما يزيد على 5 أشهر.

ونقل مسؤول روسي موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تغيير عملة الدفع إلى "الروبل الروسي" بصورة تدريجية خلال التسليمات الجزئية، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".

واتفقت تصريحات المسؤول الروسي مع تصريحات أردوغان الإعلامية، عقب لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في حين تُشكل تلك الخطوة إنقاذًا لعملة أنقرة التي تتهاوى منذ مدة أمام الدولار الأميركي.

وتسعى روسيا لتوسعة نطاق المشترين لإمداداتها من الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء وفقدانها للسوق الأوروبية التي تُعد مستوردًا مهمًا لها، في الوقت الذي تجلس به تلك الأسواق على صفيح ساخن وتسعى لتوفير مصادر بديلة لإمدادات موسكو من أسواق أميركا والشرق الأوسط وغيرها، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الروبل والاقتصاد التركي

أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن لقاء الرئيسين شمل مناقشة الدفع مقابل شحنات الغاز الروسي إلى تركيا بالروبل (عملة موسكو)، واتفقا على بدء تلقي أنقرة لتسليمات جزئية من إمدادات الغاز بعد تغيير نظام الدفع.

وأوضح نوفاك أن حجم صادرات بلاده إلى تركيا من الغاز يصل إلى 26 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب ما نقلت عنه "تاس".

الغاز الروسي
الرئيسان الروسي والتركي - الصورة من (Eurasia Business News)

وأوضح الرئيس التركي -في تصريحات صحفية خلال العودة من زيارة مدينة سوتشي الروسية- أن أنقرة تعتزم بدء سداد مقابل جانب من واردات الغاز الروسي لها باستخدام عملة موسكو الرسمية "الروبل".

ومن زاوية أخرى بعيدة عن أسواق الغاز، يشكّل التحول التركي نحو الدفع بالروبل الروسي مقابل إمدادات الغاز من موسكو أداة لدعم اقتصاد أنقرة بالإبحار بعيدًا عن الاعتماد على الدولار الأميركي.

ويحمي تغيير عملة الدفع مقابل الغاز الروسي الاحتياطي النقدي للعملة الصعبة في أنقرة، الذي يشهد تضاؤلًا في ظل ارتفاع معدل الإنفاق الحكومي منه منذ مدة وسط دعم الليرة "العملة التركية".

وحول هذا الشأن، أشار أردوغان إلى أن تغيير عملة الدفع مقابل الإمدادات الروسية كان أبرز ما أفضت إليه زيارته إلى روسيا، موضحًا أن الاعتماد على الروبل يعود بالنفع على موسكو وأنقرة، وفق ما نقله "ياهو نيوز" عن فرانس برس.

الغاز الروسي والأسواق الأوروبية

جاءت خطوة الدعم التركي لقرار بوتين الذي أعلنه نهاية شهر مارس/آذار الماضي بتغيير عملة الدفع مقابل الغاز الروسي إلى "الروبل" بدلًا من الدولار الأميركي أو اليورو في توقيت بالغ الأهمية، إذ يتزامن مع سعي حثيث تبذله الدول الأوروبية لتأمين مصادر بديلة لإمدادات موسكو خلال مدة التخزين استعدادًا لتلبية الطلب في فصل الشتاء المقبل.

وتمكنت بعض دول القارة العجوز من ملء مخزوناتها، مثل سويسرا، في حين تكافح دول أخرى لتعويض غياب الغاز الروسي، إما عبر توفير مصادر بديلة لوارداته من أميركا والشرق الأوسط وغيرهما، وإما بإعادة إحياء دور الوقود الأحفوري خاصة الفحم، وهو الاتجاه الذي يبدو مفضلًا لدى ألمانيا أكبر الاقتصادات الأوروبية.

الغاز الروسي

وبينما تتعطش الأسواق الأوروبية لإمدادات الغاز قبيل ارتفاع معدل الطلب على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء ومواجهة غالبية بلدان القارة أزمة طاقة وشيكة، تقطع موسكو إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا دولة تلو الأخرى لرفضها الدفع بالروبل.

واتخذت شركة غازبروم الروسية خطوات جادة في هذا الشأن، وأغلقت خطوط التدفقات إلى 6 دول أوروبية هي (بولندا، وبلغاريا، وفنلندا، وهولندا، والدنمارك، ولاتفيا).

اتفاق الحبوب والأسمدة

لم تكن إمدادات الطاقة مصدر التعاون الوحيد بين روسيا وتركيا، إذ أدت أنقرة -أيضًا- دورًا مهمًا لتمرير اتفاق استئناف تصدير الحبوب عبر المواني الأوكرانية، الشهر الماضي.

وتوسطت تركيا لدى روسيا لرفع الحظر عن صادرات الحبوب من المواني الأوكرانية على البحر الأسود، بعد توقفها لمدة تزيد على شهر، وفق ما نشرته "رويترز".

الغاز الروسي
خطوط لنقل الغاز - الصورة من (APA.AZ)

وجدد بوتين وأردوغان خلال لقائهما الأخير، الذي أُعلنت تفاصيله أمس الجمعة 5 أغسطس/آب، التزامهما باتفاق استئناف صادرات الحبوب والأسمدة الموقع في إسطنبول.

ووطد الاتفاق من أواصر العلاقات بين روسيا وتركيا، لا سيما أن ارتفاع أسعار الطاقة وكذا العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على موسكو ألقيا بظلالهما على أسعار الأسمدة والحبوب ودفعاها نحو مستويات قياسية.

وأكد أردوغان أن وزارات روسية وتركية تعكف على متابعة عملية شحن ونقل الحبوب من المواني الروسية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق