النشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

بعد قرار أوبك+.. زيادة نفطية سعودية وإماراتية إذا واجه العالم أزمة حادة (تقرير)

دينا قدري

أظهر قرار تحالف أوبك+ زيادة سقف إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميًا في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، قدرة دول التحالف على ضخ مزيد من الخام في الأسواق.

إلا أن البيان -الذي أصدره التحالف أمس الأربعاء (3 أغسطس/آب)- شدد على أن التوافر المحدود للطاقة الفائضة يستلزم استخدامها بحذرٍ شديد؛ ما يعني الاحتفاظ بها في حالة الانقطاعات الشديدة في الإمدادات.

كما حذّر من أن الاستثمار غير الكافي في قطاع التنقيب والإنتاج عالميًا سيؤثّر في توفير المعروض الكافي في الوقت المناسب، لتلبية الطلب المتزايد إلى ما بعد عام 2023.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة رويترز -عن مصادر مطلعة- أن السعودية والإمارات مستعدتان لتقديم "زيادة كبيرة" في إنتاج النفط، إذا واجه العالم أزمة إمدادات حادة هذا الشتاء.

وأكدت أن الدولتين العضوتين في التحالف يمكن أن تضخا "أكثر بكثير"، لكنهما ستفعلان ذلك فقط إذا تفاقمت أزمة الإمدادات، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

توافر طاقة فائضة.. ولكن!

قالت رويترز: "مع احتمال عدم وجود غاز في أوروبا هذا الشتاء، ومع تحديد سقف محتمل لأسعار مبيعات النفط الروسي في العام الجديد، لا يمكننا طرح كل برميل في السوق في الوقت الحالي"، وفق ما صرحت به المصادر.

ولم تحدد المصادر كمية الزيادة، لكنها قالت إن السعودية والإمارات وبعض أعضاء أوبك الآخرين يمتلكون ما بين مليونين و2.7 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة.

وأضافت رويترز: "المرة الوحيدة التي يمكن أن نثبت فيها أن لدينا طاقة فائضة أكثر هي عندما يتعلق الأمر بأزمة طويلة الأمد"، نقلًا عن أحد المصادر الذي أوضح أن ذلك سيكون عندما يرفع أعضاء أوبك الإنتاج.

وقالت المصادر إن ذلك قد يحدث هذا الشتاء، إذ لا توجد أي بوادر لتراجع المواجهة السياسية والاقتصادية بين روسيا -العضو في أوبك+- والغرب بشأن الحرب الأوكرانية.

أوبك

كمية صغيرة.. وبادرة حسنة

أشارت وكالة رويترز إلى أن المحللين توقعوا أن يزيد تحالف أوبك+ الإمدادات، بعد أن زار الرئيس الأميركي جو بايدن، السعودية في يوليو/تموز، للضغط من أجل زيادة النفط لتهدئة الأسواق الدولية.

وحُدّد موعد الرحلة السعودية فقط بعد أن أعلن التحالف في أوائل يونيو/حزيران أنه سيزيد الإنتاج في يوليو/تموز وأغسطس/آب.

لذلك، شددت رويترز على أن قرار الأربعاء بزيادة أهداف الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا -وهي من أقل الزيادات منذ إدخال حصص أوبك في عام 1982- كان بادرة حسن نية.

وقالت: "إنها صغيرة، نعم، لكنها تظهر أن أوبك+ تمكن من حشد الإجماع والمضي قدمًا، بالنظر إلى حقيقة أنه يضم العديد من الدول، مثل روسيا وإيران وفنزويلا بكل مظالمها"، نقلًا عن أحد المصادر.

ماذا يعني قرار أوبك+؟

قدّم خبير اقتصادات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، شرحًا تفصيليًا لقرار التحالف بزيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا.

وأوضح أن هذه الزيادة تختص بسقف الإنتاج، وليس إنتاج النفط داخل دول التحالف، كما أنها تقتصر فقط على شهر سبتمبر/أيلول، وهذا يعني أن التحالف سيجتمع شهريًا ليقرر سياسة الإنتاج وفقًا لمعطيات السوق.

وعن تأثير القرار في أسعار النفط، أكد الحجي أنه يتعيّن الانتظار لحين إصدار أسعار البيع الرسمية لشركة أرامكو السعودية، لأن زيادة الإنتاج وحدها لا تؤثر في الأسعار.

وأضاف أن قرار التحالف أظهر أن الدول الأعضاء تستطيع وترغب في زيادة الإنتاج، ولكن لن تتم حال عدم وجود طلب.

وقال الدكتور أنس الحجي: "دول أوبك+ قررت زيادة الإنتاج، وهذا يرضي بايدن سياسيًا، ولكن إذا رفعت أرامكو الأسعار الرسمية بصورة كبيرة، فهذا يعني رسالة خاصة إلى الدول الآسيوية بأنه لا تشتري النفط مني. وإذا لم يكن هناك طلب، فهذا يعني أنه لا داعي لزيادة الإنتاج".

وأضاف أن دول الخليج تتجه إلى أوروبا للتعويض عن النفط الروسي، في حين تستورد الدول الآسيوية النفط الروسي بأسعار مخفضة.

أوبك
أرامكو السعودية - أرشيفية

أسعار بيع أرامكو

في هذا السياق، أعلنت شركة أرامكو السعودية -اليوم الخميس (4 أغسطس/آب)- رفع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف لشحنات شهر سبتمبر/أيلول المقبل إلى عملائها في آسيا.

إذ قررت أرامكو زيادة سعر البيع الرسمي إلى آسيا لخامها العربي الخفيف، للشهر الثالث على التوالي، إلى 9.80 دولارًا للبرميل فوق متوسط عمان/دبي لشهر سبتمبر/أيلول، بارتفاع 0.50 دولارًا عن أغسطس/آب الجاري، حسب وثيقة تسعير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتجاوزت الأسعار الجديدة التي كشفت عنها شركة أرامكو السعودية، اليوم الخميس، 4 أغسطس/آب، الرقم القياسي السابق البالغ 9.35 دولارًا للبرميل المسجل خلال شحنات شهر مايو/أيار.

وتُعَد السعودية هي أكبر مصدّر للنفط في العالم، وتبيع معظم خامها في آسيا؛ إذ يُنظر إلى قرارات التسعير الشهرية لأرامكو على أنها رائدة سوق النفط، وغالبًا ما تتبعها تحركات مماثلة من كبار المنتجين الآخرين في الخليج العربي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق