التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

الوقود البيئي سلاح الكويت لمنافسة كبار مصدري المشتقات النفطية

مع إطلاق مشروع الوقود البيئي، خطت الكويت خطوات كبيرة، لمنافسة كبار منتجي ومصدّري المشتقات النفطية في أسواق الوقود عالية الجودة.

يعدّ المشروع، الذي تفوق استثماراته 15 مليار دولار، ودُشِّن رسميًا في مارس/آذار الماضي، أحد أهم وأضخم المشروعات في تاريخ قطاع النفط الكويتي، إذ يعوَّل عليه في تغيير واقع الدولة ومستقبلها، وتمكينها من تَبوُّء مكانة مرموقة بين منتجي ومصدّري المنتجات عالية الجودة والصديقة للبيئة.

يشكّل مشروع الوقود البيئي، الذي تنفّذه شركة البترول الكويتية، وحضر حفل التشغيل الرسمي له أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بمصفاة ميناء عبدالله، نقلة نوعية كبيرة من شأنها دعم مكانة الكويت بصفتها دولة مؤثرة ومنافسة قادرة على تلبية المتطلبات والاشتراطات التي تزداد صرامة في مختلف الأسواق العالمية.

تطوير مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي

في إطار مشروع الوقود البيئي، شهدت كل من مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي عمليات تطوير وتحديث غير مسبوقة، من خلال إنشاء وحدات حديثة بمواصفات تقنية عالية، بأحدث تكنولوجيا في صناعة التكرير.

كما نجحت عمليات التحديث في جعل المصفاتين تنتجان مشتقات نفطية عالية الجودة متوافقة مع الاشتراطات البيئية العالمية المعمول بها حاليًا في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا مثل (يورو 4) و(يورو 5)، مما يسهم في فتح أسواق جديدة أكثر ربحًا أمام منتجات الشركة.

يعدّ مشروع الوقود البيئي فريدًا من نوعه على مستوى العالم، إذ لم يسبق لشركة تكرير أن تمكنت من تنفيذ أعمال تحديث بهذه الضخامة في مصافيها القائمة، مع استمرارها بالوقت ذاته بعملية الإنتاج، والوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها في الداخل والخارج، ودون التأثير في سلامة عمليات التشغيل.

تجسدت ضخامة المشروع في كمية أعمال التصنيع الخاصة بمعدّاته، إذ شارك في تصنيع هذه المعدّات نحو 199 شركة تمثّل 23 دولة حول العالم، من خلال إصدار 526 أمر شراء، إضافة إلى إسهام العديد من الشركات العالمية المرخصة للتكنولوجيا المستخدمة في المشروع.

مشروع الوقود البيئي
مقرّ شركة البترول الكويتية

قدرات التكرير الكويتية

بعد التشغيل الرسمي لمشروع الوقود البيئي، ارتفعت الطاقة التكريرية لشركة البترول الوطنية إلى 800 ألف برميل يوميًا.

ونجح المشروع في رفع قدرة مصفاة ميناء عبدالله إلى 454 ألف برميل يوميًا، وأصبحت الطاقة التكريرية لمصفاة ميناء الأحمدي 346 ألف برميل يوميًا.

ومن المتوقع أن تضاف هذه الكمية إلى الإنتاج المنتظر لمصفاة الزور بعد تشغيلها، والبالغ نحو 600 ألف برميل يوميًا.

ومن المأمول أن ترتفع كميات النفط الخام المكررة إلى 104 ملايين برميل يوميًا للمصافي الثلاث، وهو ما يعني تحقيق أفضل قيمة وأعلى عائد ممكن للموارد الهيدروكربونية في الكويت.

منافسة شركات التكرير

قال نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية والتجارية، الناطق الرسمي لشركة البترول الوطنية الكويتية، عاهد الخريف، إنه مع تقدُّم الصناعة النفطية عالميًا، والتغير الحاصل في الاشتراطات البيئية المختلفة محليًا وعالميًا، قامت الشركة بتنفيذ مشروع الوقود البيئي، والارتقاء بمواصفات المنتجات المختلفة، بحيث تتطابق مع أحدث المواصفات المطلوبة عالميًا، فضلًا عن الاستجابة لمتطلبات أنظمة الصحة والسلامة والبيئة.

وأضاف أن المشروع يحقق الرؤية الإستراتيجية العامة للشركة؛ لتكون ضمن شركات التكرير الأكثر تنافسًا وتقدمًا في العالم، كما ينطلق من أحد أهم أهداف الإستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية، والمتمثل في تحقيق الاستغلال الأمثل لثروة البلاد النفطية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.

تمويل المشروع

أشار الخريف إلى أن التكلفة الرأسمالية للمشروع بلغت 4.68 مليار دينار كويتي (نحو 15.2 مليار دولار أميركي)، وجسَّدت خطة تمويله نهجًا جديدًا في مشروعات شركة البترول الكويتية، وتمويل المشروعات الكبرى في القطاع النفطي، إذ إنه للمرة الأولى تقوم المؤسسة بتوجيه الشركة للاعتماد على مصادر تمويل خارجية، بجزء أساس في تمويل مشروعاتها.

وبيّن أن عملية تمويل المشروع تعدّ أضخم صفقة تمويل للمشروعات الصناعية النفطية في تاريخ الكويت، إذ هدفت إلى تعظيم العائد على المشروع، وتخفيض العبء التمويلي عن المؤسسة، حتى يتسنى لها تمويل مشروعاتها الأخرى.

وأوضح أن مؤسسة البترول الكويتية قامت بتمويل 30% من قيمة المشروع ذاتيًا، في حين مُوِّلَت الـ 70% الباقية من مصادر تمويل خارجية.

مشروع الوقود البيئي
مشروع الوقود البيئي

3 مجموعات تعاقدية

نظرًا لضخامة حجم مشروع الوقود البيئي، قُسِّم تنفيذه إلى 3 مجموعات تعاقدية رئيسة، هي:

  • حزمة مصفاة ميناء عبد الله (1).
  • حزمة مصفاة ميناء عبد الله (2).
  • حزمة مصفاة ميناء الأحمدي.

وجرى التعاقد مع 3 تحالفات من المقاولين العالميين لتنفيذ هذه الحِزم، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

لفت الخريف إلى أن عدد وحدات التصنيع الجديدة التي نُفِّذَت ضمن المشروع في مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي بلغ 76 وحدة، تنقسم إلى 39 وحدة إنتاجية، و37 للخدمات والمرافق، بالإضافة إلى تطوير 30 وحدة تشمل 7 وحدات إنتاجية و23 وحدة للخدمات والمرافق، لتتماشى مع التقنيات المتطورة المستخدمة في المشروع.

وأشار إلى إيقاف 7 وحدات إنتاجية؛ لتقادمها وزيادة تكلفة صيانتها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.

مرافق التخزين

قال الخريف، إنه تمّ تجهيز وربط المرافق التخزينية والتصديرية بمصفاة الشعيبة مع مرافق مشروع الوقود البيئي في مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، وإجراء بعض التعديلات وتركيب معدّات جديدة لمواكبة نظام التشغيل الحديث في المشروع؛ ليجري استخدام مرفأ التصدير وحظيرة الخزانات؛ لتصبح جزءًا من المشروع لمصفاة ميناء عبدالله.

وأكد أن أحد الأهداف الرئيسة للمشروع هو زيادة القدرة التحويلية لمصافي الشركةـ بحيث تُحَوَّل المشتقات الثقيلة ذات القيمة الاقتصادية المنخفضة، كمادة زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي العالي التي كانت تنتج سابقًا بنسبة تصل إلى20.7% من مجمل الإنتاج لمنتجات نفطية ذات قيمة اقتصادية عالية الجودة كوقود الطائرات ووقود السيارات –البنزين-، فضلًا عن الارتقاء بمواصفات المنتجات الأخرى كافة.

وأفاد أن المشروع سيعمل كذلك على تقليص محتوى أكسيد النيتروجين والكبريت والملوثات الأخرى بمنتجات الشركة بشكل كبير، ويخفض محتوى الكبريت في البنزين من 500 جزء بالمليون إلى 10 أجزاء في المليون، وأيضًا يخفض محتوى الكبريت في الديزل من 5 آلاف جزء بالمليون إلى 10 أجزاء في المليون.

وبيّن أن البترول الوطنية أصبحت مهيّأة لإنتاج وقود سفن الذي يحتوي على 0.5% من الكبريت؛ تجاوبًا مع الشروط التي فرضتها المنظمة البحرية الدولية منذ مطلع 2020، لتخفيض الحدّ الأعلى العالمي لمحتوى الكبريت المسموح به في وقود السفن.

وأكد الخريف أن المنتجات التي أصبحت تنتجها الشركة تتوافق مع أرفع المعايير والاشتراطات البيئية العالمية، وبدأ توريدها وتصديرها إلى الأسواق العالمية، وطرحها في السوق المحلية.

وأشار إلى تلبية المشروع كذلك احتياجات محطات الكهرباء داخل البلاد، من الوقود النظيف منخفض المحتوى الكبريتي، مما يخفض من الآثار البيئية الضارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق