أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

مصابيح الطاقة الشمسية بارقة أمل لمواجهة نقص الكهرباء في أفريقيا

تساعد الطلاب من الأسر الفقيرة على الدراسة

مي مجدي

يعيش أكثر من 600 مليون شخص دون كهرباء في دول أفريقيا جنوب الصحراء وحدها، لذا تمثّل الطاقة المتجددة حلاً لإنهاء معاناتهم، وباتت مصابيح الطاقة الشمسية أملًا لتغيير حياتهم.

وكشفت مديرة قسم التسويق في مؤسسة سولار إيد الخيرية، صوفيا أولفيد، عن أن برنامج "لايت ليبراريز" أو "إضاءة المكتبات" يُعد حلًا مبتكرًا وفاعلًا من حيث التكلفة، وقادرًا على إدخال النور إلى المنازل الريفية في أفريقيا الغارقة في الظلام مع غروب الشمس.

وقالت أولفيد -خلال حوار مع موقع بي في ماغازين (PV Magazine)- إن تصميم برنامج "لايت ليبراريز" يهدف إلى تعزيز انتشار مصابيح الطاقة الشمسية وسط طلاب المجتمعات الريفية القادمين من أسر تعجز عن شراء الكهرباء.

وأشارت إلى أن البرنامج أسهم في تحسين درجات الطلاب -مؤخرًا-، ويهدف إلى تشجيع المزيد من المنظمات على تبني الفكرة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كيف يعمل البرنامج؟

قالت أولفيد إن مصابيح الطاقة الشمسية أصبحت في متناول اليد على نحو متزايد خلال الـ15 عامًا الماضية، إذ انخفضت الأسعار من 30 دولارًا إلى 5 دولارات فقط.

مصابيح الطاقة الشمسية
مصابيح الطاقة الشمسية من مؤسسة سولار إيد- الصورة من موقع المؤسسة

وأوضحت أن زيادة كفاءة وانخفاض تكلفة المكونات الرئيسة -مصابيح ليد وألواح شمسية وبطاريات ليثيوم قابلة لإعادة الشحن- أسهما في تحقيق ذلك.

ومع ذلك، لا تستطيع الأسر شديدة الفقر شراء هذه المصابيح، ويلجأ العديد من الأطفال إلى استخدام النيران أو الكيروسين السام للدراسة؛ لذا، باتت فكرة "لايت ليبراريز" ضرورة ملحة.

ويجهز البرنامج كل مدرسة بنحو 20 مصباحًا ونظام يعمل بالطاقة الشمسية لإضاءة الفصول الدراسية، ويمكن للطلاب استعارة المصابيح، وأخذها إلى المنزل للدراسة والقراءة.

وقالت: "بدأنا طرح البرنامج في عام 2019، ويمكن للطلاب استعارة المصابيح مقابل أقل من سنت واحد في اليوم، وهو أقل بكثير مما تنفقه العائلات على الشموع أو الكيروسين أو البطاريات".

وأضافت: "لا يقتصر استخدام مصابيح الطاقة الشمسية على الطلاب فقط، وإنما تستخدمه عائلاتهم لمساعدتهم في الأعمال المنزلية -أيضًا-".

وأما عن مدى تقبل المجتمعات الريفية للطاقة الشمسية، فقالت أولفيد: "عمومًا، أصبحت المجتمعات الريفية على علم بوجود الطاقة الشمسية، لكن القطاع يعاني انعدام الثقة وفهم كيفية عمله داخل هذه المجتمعات".

وأوضحت: "عند بدء العمل في المجتمعات الريفية، نركز على بناء الثقة في المنتج، وعادة نلاحظ تغييرًا بعد بضعة أشهر من العمل في المنطقة، ومن خلال ذلك نستطيع إيجاد روابط قوية بين مؤسستنا الاجتماعية والمجتمع".

مصابيح الطاقة الشمسية
مصابيح الطاقة الشمسية من مؤسسة سولار إيد- الصورة من موقع المؤسسة

أكبر عقبات تواجه المصابيح الشمسية

أشارت أولفيد إلى أن مصابيح الطاقة الشمسية أصبحت أقل في التكلفة مقارنة بالسنوات الماضية، لكن السعر ما يزال يمثّل عقبة أمام العديد من الأسر ذات الدخل المنخفص.

وقالت إن العديد من الشركات تجد أنها لن تحقق ربحًا من خلال عملها على نطاق واسع في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، ويؤدي ذلك إلى تحجيم انتشار المصابيح وتوافرها.

وأوضحت أن المسؤولين عن هذه المصابيح هم مدرسون أو طلاب أو أعضاء في رابطة الآباء والمعلمين، ولا يتلقون عمولة، إلا أن نسبة من عائدات مصابيح الطاقة الشمسية تذهب إلى المدارس المحلية.

وتابعت: "قمنا ببيع أكثر من 2.2 مليون مصباح شمسي في ملاوي وزامبيا وأوغندا وتنزانيا وكينيا والسنغال، ونعمل على توسيع أنشطتنا في ملاوي وزامبيا، ونطور شراكات في السنغال، كما ندرس إمكان إقامة شراكة في مدغشقر".

وأضافت: "نخطط للتركيز على البلدان التي يصعب فيها توفير الكهرباء، التي تمكننا من إضافة قيمة أكبر إلى الشركاء المحليين من المنظمات غير الحكومية ومؤسسات الطاقة الشمسية".

الطاقة الشمسية للرعاية الصحية

تعمل سولار إيد -أيضًا- على تطوير برامج الرعاية الصحية، إذ توفر أنظمة الطاقة الشمسية لتشغيل المرافق الطبية التي تفتقر إلى الكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مصابيح الطاقة الشمسية
مصابيح الطاقة الشمسية من مؤسسة سولار إيد- الصورة من موقع المؤسسة

وفي هذا الشأن، قالت أولفيد إن المؤسسة زوّدت أكثر من 30 مرفقًا صحيًا بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية والمعدات الطبية على مدار الشهور الـ12 الماضية.

وساعدت هذه الإسهامات في تحسين جودة الرعاية المقدمة، ولم تعد السيدات يشعرن بالقلق من الولادة في الظلام الدامس، أو تنفيذ الأطباء عمليات خطرة على ضوء الشموع.

ووفقًا لأحدث بيانات الرصد والتقييم، يعتقد 97% من موظفي الرعاية الصحية، و93% من المرضى في عيادات زامبيا، أن جودة الخدمات الصحية تحسّنت بفضل معدات الطاقة الشمسية.

وأوضحت أولفيد أن المؤسسة تواصل العمل مع السلطات في قطاع الصحة بكل من ملاوي وزامبيا لتوفير هذه المعدات على نطاق واسع.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق