تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

انخفاض أسطول ناقلات النفط يضيق الخناق على أسواق الطاقة (تقرير)

والطلب على بناء ناقلات جديدة في أدنى مستوياته خلال النصف الأول من 2022

هبة مصطفى

تعدّ ناقلات النفط عنصرًا حيويًا ضمن خطوات إتمام عملية تصدير الخام بصورة سلسة وطبيعية وآمنة، ويبرز دورها في الوقت الذي تعاني خلاله الأسواق العالمية من نقص بالإمدادات وزيادة بالطلب.

وكأن الأسواق ينقصها عوامل ضغط إضافية، كشفت بيانات أن معدل نمو أسطول بناء الناقلات الجديدة -في الوقت الذي يشهد تخارج عدد منها- لا يتناسب مع حجم متطلبات الأسواق، ما قد يُضيف لأزمة الطاقة أعباء جديدة، بحسب ما نشرته صحيفة جي كابتن (gCaptain).

وفي ظل استمرار الحرب على أوكرانيا واضطراب إمدادات الطاقة الروسية، إثر العقوبات المفروضة عليها، بجانب التركيز على قطع شوط مهم في رحلات التخلص من الكربون، تظل آفاق حجم الطلب على الناقلات غير واضحة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الناقلات الجديدة والمتهالكة

رصد محللون واقعًا مغايرًا لتوقعات زيادة الطلب على بناء ناقلات النفط لتواكب حجم الطلب العالمي على الخام وتعطش الأسواق، وبخلاف ما هو متوقع، كان معدل تسجيل طلبات الناقلات الجديدة هو الأدنى منذ 25 عامًا، طبقًا لما ذكرته شركة كلارك سنز ريسيرش.

ناقلات النفط
ناقلة نفط روسية - الصورة من (M Online)

وتشير البيانات إلى أن النصف الأول من العام الجاري (يناير/كانون الثاني حتى نهاية يونيو/حزيران 2022)، شهد التعاقد على بناء 23 ناقلة فقط، بما تقارب حمولتها -فقط- نصف أدنى المستويات القياسية للناقلات بالمدة ذاتها خلال الأعوام الـ26 الماضية.

ولا تقتصر الآفاق الفعلية لتوقعات حجم أسطول ناقلات النفط على السفن المرتقب بناؤها فقط، ولكن يؤخذ بالحسبان أيضًا السفن المتهالكة التي يُستغنى عنها لاعتبارات العمر الافتراضي.

وبدوره، اتفق رئيس محللي الشحن في "بيمكو" -أكبر المنظمات العالمية التي تضم مالكي السفن والمعنيين بقطاع الشحن من مستأجرين ووكلاء- نيلز راسموسن، مع تلك التقديرات، مشيرًا إلى أسطول ناقلات الخام والمنتجات المكررة آخذ في التناقص.

آفاق الطلب

فيما يتعلق بتوقعات حجم الطلب خلال المدة المقبلة لإنقاذ الأسواق الغارقة بين نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار واضطراب سلاسل التوريد، أوضح نيلز راسموسن أن الطلب على بناء ناقلات النفط الجديدة خلال المديين القصير والمتوسط يلائم خطط التعافي من تداعيات جائحة كورونا.

وبالإضافة إلى ذلك، توقّع راسموسن أن يؤدي حظر النفط الروسي واضطراب إمدادات الطاقة من موسكو دورًا في زيادة الطلب على ناقلات الخام والمنتجات المكررة، لا سيما أن هناك حاجة مُلحّة لتعويض غياب وتوقّف خطوط أنابيب النقل من موسكو بشحنات بحرية ضخمة.

ويرى أنه لا يمكن تحديد حجم الطلب على الناقلات على المدى الطويل، لوجود عوامل عدة تؤثّر في الأسواق، أبرزها مواصلة خطط انتقال الطاقة والانحياز للطاقة النظيفة عن الوقود الأحفوري، بجانب السيناريوهات المستقبلية للطلب الأوروبي على الطاقة.

ومن جانب آخر، نشر المهتم بشؤون الشحن والناقلات، إي فينلي ريتشارد صن، في تغريدة له بموقع "تويتر" بيانات حول تراجع معدل الطلب الشهري على الناقلات، في يوليو/تموز الجاري.

وتوضح البيانات أنه خلال الشهر الجاري وحده، سجّل معدل الطلب على بناء الناقلات الجديدة تراجعًا يومًا بعد يوم، بحسب ما نقله ريتشارد صن عن بيانات مجموعة السمسرة المعنية بالصناعة البحرية "بي آر إس".

التأثير في الأسواق

حذّر محللون من تأثير انكماش أسطول ناقلات النفط (سواء لانخفاض معدل تعاقدات بناء السفن الجديدة، أو زيادة معدل تخارج السفن المتهالكة) في أسواق الطاقة المتأزمة، وامتدت توقعاتهم لتشمل السنوات الـ3 المقبلة، رغم ما تكابده شركات الطاقة من جهود لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب.

ناقلات النفط
ناقلة نفط ضخمة تابعة لشركة صينية - الصورة من (CGTN)

واستمر مالكو الناقلات في التراجع عن طلب سفن جديدة العام الجاري (2022)، رغم توقعات المعنيين بشؤون الصناعة البحرية ببلوغ ذروة تراجع الطلب مداها.

وقال نيلز راسموسن، إن تراجع الطلب على تعاقدات الناقلات الجديدة من شأنه تحجيم أسطول سفن نقل الخام والمنتجات المكررة خلال وقت وشيك بالسنوات المقبلة.

وأوضح أن تعاقدات بناء الناقلات الجديدة خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري تُعدّ الأدنى على الإطلاق، بخلاف السفن المقرَّر تخارجها لاعتبارات تناقص الأداء والقدرة المتوقع تراجعها بصورة أكبر الآونة المقبلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق