دعوة بريطانية إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مواجهة نقص إمدادات الوقود الروسي
نوار صبح
دعت لجنة الشؤون المالية في مجلس اللوردات البريطاني الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى التوصل العاجل لخطة تعاون في حالة الطوارئ في حال تسببت روسيا في ندرة شديدة جرّاء خفض صادرات الوقود إلى القارة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وحذّرت اللجنة -في بيان أصدرته مساء أمس الخميس 21 يوليو/تموز الجاري- من غياب اتفاق ملموس بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن إدارة مخزونات الطوارئ، بغض النظر عن اتفاقهما بشأن تجارة الوقود والكهرباء عن طريق الشبكات وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر.
وقال رئيس اللجنة اللورد جورج بريدجز، لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية: إن الحاجة ماسّة للتوصل العاجل إلى خطة تعاون مشتركة في حالة الطوارئ، حسبما أورد موقع نيوز إن سي آر (newsncr) في 21 يوليو/تموز الجاري.
وأضاف أن "ما كان يُعدّ احتمالًا غير مرجح قبل بضعة أشهر يبدو الآن أكثر ترجيحًا، وبالتالي يجب أن تكون لدينا خطة".
وجاءت تعليقات اللورد بريدجز بعد أن طلب الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء 20 يوليو/تموز من جميع الدول الأعضاء تقليص الطلب على الوقود بنسبة 15% بدءًا من 1 أغسطس/آب، محذرًا من الخطر الشديد المتمثل في إجراء تخفيضات إضافية على العروض الروسية.
نقل الغاز بين المملكة المتحدة وأوروبا
تعمل خطوط نقل الغاز بين المملكة المتحدة وأوروبا في الأشهر الأخيرة بأقصى سعة لمساعدة الاتحاد الأوروبي على ملء خزانات الوقود لديه قبل فصل الشتاء، مع وصول كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال إلى مواني المملكة المتحدة قبل إرسالها إلى أراضي المملكة المتحدة.
تُجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة، التي قيّدت سعة تخزين الوقود، تعتمد تاريخيًا على الواردات من الاتحاد الأوروبي خلال فصل الشتاء، عندما يرتفع الطلب، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأصبحت المملكة المتحدة منذ أبريل/نيسان مصدرًا للطاقة الكهربائية إلى الاتحاد الأوروبي، على غير العادة.
وتستفيد محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز من شحنات الغاز الطبيعي المسال المرتفعة لتوليد الطاقة الكهربائية الموجهة إلى الدول الأعضاء، يأتي ذلك بالإسهام مع فرنسا، التي يواجه أسطول المفاعلات النووية لديها صعوبات.
وعلاوة على ذلك، تعتمد المملكة المتحدة عادة على واردات الغاز الطبيعي من أراضيها، خصوصًا إذا كانت مزارع الرياح والطاقة الشمسية لا تنتج عادة كميات كافية.
أهمية التعاون بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي
تعكس دعوة لجنة الشؤون المالية في مجلس اللوردات البريطاني، لوضع خطة طوارئ لمعالجة نقص إمدادات الطاقة، ملاحظات الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الغاز (إي إن تي إس أو جي)، التي تمثل فِرَق الوقود الأوروبية.
وذكرت اللجنة، الشهر الماضي، أن الاستعدادات السياسية كانت مطلوبة في جميع أنحاء أوروبا "لمعرفة ما يمكن أن نتوقعه من بعضنا بعضا بصفتنا دولًا مجاورة في حالة حدوث أزمة حادة".
وعلى الرغم من أن لدى كل دولة منفردة خطط طوارئ، حذّرت شركات الطاقة من أن هذه الخطط قد صممت للتعامل مع الانقطاعات قصيرة الأجل في حقل غاز أو خط أنابيب، على سبيل المثال، بدلًا من النقص لمدة طويلة.
خطط الطوارئ في الاتحاد الأوروبي
أعلن الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء 20 يوليو/تموز، خطة الطوارئ لديه للحفاظ على الوقود، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وذكرت الخطة السبب الذي بدأ منذ 12 شهرًا، إلى أن الاتحاد الأوروبي حصل على 14 مليار متر مكعب من الوقود الإضافي عن طريق خطوط الأنابيب من 4 مناطق، جنبًا إلى جنب مع المملكة المتحدة، لكنها لم تشر إلى تسوية مع المملكة المتحدة.
وأضافت أن المفوضية الأوروبية ستظل يقظة لحماية السوق الموحدة.
وبموجب خطة الطوارئ الخاصة بالوقود في المملكة المتحدة، يمكن للشبكة الوطنية التي تشرف على نظام الإمدادات الحيوية إغلاق خطوط النقل البينية في حالة الندرة الشديدة التي تهدد استقرار النظام.
وأكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن المفوضية الأوروبية كانت "على اتصال وثيق مع حكومة المملكة المتحدة بشأن هذه القضايا"، بما في ذلك اتفاقية التجارة والتعاون بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وحددت تلك الاتفاقية مبادئ توجيهية "للتعاون في الاستعداد للمخاطر والالتزام بعدم تعريض أمن التوريد المتبادل للخطر".
وأصرًت المملكة المتحدة على أن البلاد ليست لديها مشكلات مع إمدادات الغاز أو الكهرباء وأنها "مستعدة تمامًا لأي سيناريو"، حسبما أورد موقع نيوز إن سي آر (newsncr) في 21 يوليو/تموز الجاري.
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات الغاز المغربي تنتعش بتطورات جديدة في 48 ساعة فقط
- بدء صب الخرسانة لأول مفاعلات محطة الضبعة النووية في مصر (صور)
- حريق في محطة للطاقة الشمسية بهولندا.. والسبب موجة الحر الأوروبية (صور وفيديو)
