تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

أزمة الكهرباء تتفاقم في بنغلاديش.. والدولة تفرض إجراءات لتقنين الاستهلاك

مي مجدي

تزداد أزمة الكهرباء في بنغلاديش سوءًا مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي واستياء الرأي العامّ، وبدأت المظاهرات تجتاح الشوارع اعتراضًا على سياسات الحزب الحاكم.

ولحلّ الأزمة وتهدئة الأوضاع، أعلنت بنغلاديش تنفيذ عدّة إجراءات لتقنين استهلاك الكهرباء، والتي تشمل فصل الأحمال لمدة ساعتين يوميًا، وإغلاق محطات الوقود مرة أسبوعيًا، فضلًا عن إغلاق محطات توليد الكهرباء بالديزل، حسبما نشرت مجلة سواراجيا (Swarajya).

وفي هذا الصدد، قال وزير الدولة للكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، نصر الحميد، إن فصل الأحمال لمدة ساعتين سيُنفَّذ مبدئيًا لمدة أسبوع، وإذا ساء الوضع، ستضطر الحكومة إلى زيادة مدة انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف الوزير أن الحكومة قررت وقف شراء الغاز من السوق العالمية بعد ارتفاع الأسعار الهائل، موضحًا أن البلاد لا يمكنها تحمُّل ذلك، لا سيما أنها تعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أزمة الوقود

أشار الوزير إلى أزمة الوقود في جميع أنحاء العالم التي سبّبتها الحرب الروسية الأوكرانية، ومع استمرارها قد تدفع الاقتصاد العالمي إلى حافة الركود.

وبناءً على ذلك، قررت الحكومة إغلاق محطات الوقود في البلاد يومًا واحدًا في الأسبوع، وستناقش شركة "بنغلاديش بتروليوم" مع مالكي المحطات وضع اللمسات الأخيرة على القرار.

أزمة الكهرباء
أسلاك كهربائية متشابكة في شارع بمدينة دكا- الصورة من موقع فويس أوف أميركا

في حين قالت وزارة الكهرباء، إن أسعار الوقود العالمية ارتفعت منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وأدى ذلك إلى تفاقم أزمة الكهرباء، إذ لجأت إلى إغلاق المحطات التي تعمل بالديزل، ووقف محطات الكهرباء العاملة بالغاز.

وتبلغ حصة الغاز في توليد الكهرباء ببنغلاديش 50.84%، وزيت الأفران 27.69%، والفحم 7.89%، والديزل 6%، وتشكّل المصادر الأخرى 7.58%.

وكشفت الوزارة، أمس الثلاثاء 19 يوليو/تموز (2022)، بأنها تعاني من نقص في القدرات يصل إلى 1000-1500 ميغاواط، وترى أن عملية فصل الأحمال في جميع أنحاء البلاد هي السبيل الوحيد لمعالجة أزمة الكهرباء.

كما قررت الحكومة اعتماد العمل من المنزل في المكاتب الحكومية والخاصة لتوفير الكهرباء، وتدرس تقليل ساعات العمل في المكاتب الحكومية.

وأفاد مسؤولون أن الحكومة أمرت -أيضًا- بإغلاق المتاجر بعد الساعة الـ8 مساءً، وحذّرت من قطع الكهرباء عن المحلات والمراكز التجارية المخالفة للقرار.

كما تضمنت الإجراءات تشغيل مكيفات الهواء في المساجد بجميع أنحاء البلاد، خلال الصلوات الـ5 فقط.

الطلب على الكهرباء

على الجانب الآخر، دفعت الحكومة ما يُعرف بـ"تكلفة القدرات الإنتاجية" لمحطات الكهرباء نحو 16 ألف و785 كرور تاكا (مليار و788 مليون دولار) خلال الأشهر الـ9 الأولى من السنة المالية الماضية، مقابل قدرات توليد يومية تبلغ 22 ألفًا و118 ميغاواط.

أزمة الكهرباء
محطة لتوليد الكهرباء- الصورة من موقع ديلي ستار

(التاكا البنغلاديشية = 0.011 دولارًا أميركيًا)

(الكرور وحدة تساوي 10 ملايين)

ووفقًا لاتفاقية الحكومة مع محطات الكهرباء، يتعين على الحكومة دفع "تكلفة القدرات الإنتاجية" بناءً على سعة المحطة وتكاليف إنشائها، بغضّ النظر عن شراء الكهرباء أو إنتاجها.

ويتراوح الطلب الحالي على الكهرباء بين 14 ألف ميغاواط و14 ألفًا و500 ميغاواط، لكن الحكومة تنتج بين 12 ألفًا إلى 13 ألف ميغاواط، ما يؤدي إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

ودفع مجلس تنمية الكهرباء في بنغلاديش، 18 ألفًا و977 كرور تاكا إلى 101 محطة كهرباء خلال عامي 2020-2021، ونحو 18 ألفًا و123 كرور تاكا إلى 102 محطة في عامي 2019-2020.

واضطرت الحكومة لإغلاق محطات الكهرباء التي تعمل بالديزل مع نفاد مخزون الوقود، ما يعني نقص بنحو 1000-1500 ميغاواط يوميًا، لكن الدفع مقابل القدرات الإنتاجية مستمر.

واقترح الخبراء إعادة التفاوض على مدفوعات القدرات مع مالكي محطات الكهرباء، خاصة أن الحكومة تعاني الآن من انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، ويجب دفع تكلفة القدرات الإنتاجية بالدولار.

وقالت رئيسة اللجنة البرلمانية الدائمة لوزارة الكهرباء، واسقة عائشة خان، إنه من الصعب إعادة التفاوض على مدفوعات القدرات الإنتاجية في الوقت الحالي، لكن اتفق المسؤولون على عدم الدفع في حال عدم شراء الكهرباء عند تجديد الاتفاق مع بعض المالكين.

استمرار أزمة الكهرباء

وفقًا لتقرير صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي عام 2020، لم تستغل البلاد نحو 57% من السعة المركبة في بنغلاديش خلال السنة المالية 2018-2019.

وجاء في التقرير أن مدفوعات القدرات الإنتاجية الضخمة لمحطات الكهرباء تسهم في زيادة الدعم الحكومي لمجلس تنمية الكهرباء لتغطية خسائره المالية، مضيفًا أن المشروعات الجديدة قيد الإعداد ستزيد من الضغوطات المالية.

ويرى مراقبو الطاقة أن المفارقة هي أن بنغلاديش لا تزال تعاني من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي رغم وفرة الكهرباء.

ووفقًا لقسم الكهرباء التابع لوزارة الكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، فإن جميع السكان البالغ عددهم 180 مليونًا متصلون بالشبكة، لكن البنية التحتية لنقل الكهرباء وتوزيعها غير كافية، ويؤدي ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق