نفطأخبار النفطرئيسيةعاجل

متخطيًا السعودية.. النفط الروسي يواصل هيمنته على الواردات الصينية

للشهر الثاني على التوالي

مي مجدي

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، قفزت صادرات النفط الروسي إلى الصين عند مستويات قياسية، واستطاعت موسكو خلال الشهرين الماضيين سحب البساط من المملكة العربية السعودية بصفتها أكبر مورّد لبكين.

وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، اليوم الأربعاء 20 يوليو/تموز (2022)، أن روسيا حافظت على مكانتها كونها أكبر مصدّر للنفط إلى الصين للشهر الثاني بفضل الأسعار المنخفضة، وأدى ذلك إلى انخفاض الشحنات السعودية الأكثر تكلفة، حسب وكالة رويترز.

ووفقًا للبيانات، بلغ إجمالي وارادات النفط الروسي، بما في ذلك الإمدادات التي تُضخّ عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ والشحنات المنقولة بحرًا من موانئ روسيا في الشرق الأقصى، 1.77 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة 10% من العام السابق.

ومع ذلك، كانت الإمدادات الروسية في شهر يونيو/حزيران (2022) أقلّ من المستويات القياسية المسجلة في مايو/أيار (2022) البالغة نحو مليوني برميل يوميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الواردات الصينية

خلال شهر يونيو/حزيران (2022)، استوردت الصين 1.23 مليون برميل يوميًا من السعودية، انخفاضًا من 1.84 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار (2022)، وأقلّ بنسبة 30% مقارنة بمستويات يونيو/حزيران (2021).

النفط الروسي
عامل يفحص ناقلة تحمل النفط الخام المستورد في ميناء تشينغداو الصيني- الصورة من وكالة فويس أوف أميركا

وبلغ إجمالي واردات النفط الروسي منذ بداية العام نحو 41.3 مليون طن (1.67 مليون برميل يوميًا)، بزيادة 4% على أساس سنوي، ورغم ذلك ما تزال متخلفة عن الإمدادات السعودية التي بلغت 43.3 مليون طن (1.75 مليون برميل يوميًا)، والتي تراجعت بنسبة 1% عن مستويات العام الماضي.

بينما انخفض إجمالي واردات الصين من النفط الخام خلال شهر يونيو/حزيران (2022) ليقترب من أدنى مستوى له في 4 سنوات، إذ أدت عمليات الإغلاق الصارمة في محاولة لاحتواء تفشّي فيروس كورونا إلى انخفاض الطلب على الوقود.

بالإضافة إلى ذلك، تراجعت الإمدادات من أنغولا والبرازيل، ولم تصل أيّ واردات من فنزويلا، إذ تحاول شركات النفط الحكومية تجنّب شراء الخام الفنزويلي منذ أواخر عام 2019؛ خوفًا من العقوبات الأميركية الثانوية.

كما أظهرت البيانات استيراد الصين نحو 260 ألف طن من الخام الإيراني خلال شهر يونيو/حزيران (2022)، وهي رابع شحنة تصل إلى البلاد منذ ديسمبر/كانون الأول (2021).

وتواصل الصين استيراد النفط الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية، ويصل للبلاد عادة في شكل إمدادات من دول أخرى، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وهذه الإمدادات، التي تشكّل قرابة 7% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام، تواجه منافسة مع تزايد تدفقات النفط الروسي.

في حين ارتفعت الواردات من ماليزيا إلى 2.65 مليون طن، بنسبة 126% على أساس سنوي، والتي تعدّ وجهة لنقل الخام القادم من إيران وفنزويلا منذ العامين الماضيين.

واردات الغاز المسال

على صعيد آخر، كشفت البيانات أن واردات الصين من الغاز المسال الروسي بلغت 520 ألف و530 طنًا، وهي ثاني أعلى معدل شهري منذ بداية عام 2021، على الأقلّ.

وبموجب البيانات، كانت أغلب واردات الغاز المسال الروسي للنصف الأول من عام 2022 من مشروع سخالين-2، ويامال للغاز المسال، وارتفعت بنسبة 30% على أساس سنوي، عند 2.36 مليون طن.

في مقابل ذلك، انخفض إجمالي واردات البلاد من الغاز المسال خلال المدة نفسها بنسبة 21% على أساس سنوي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الروسي
موظف يفحص أنابيب النفط في مصفاة رأس تنورة- الصورة من بلومبرغ

صادرات السعودية

مع ذلك، تستعد صادرات المملكة العربية السعودية من النفط الخام للارتفاع إلى أعلى مستوي منذ أبريل/نيسان (2020)، حسب بلومبرغ.

وارتفع إنتاج الخام السعودي تدريجيًا منذ العام الماضي بموجب اتفاق أوبك+، ويبلغ هدف الإنتاج في المملكة لشهر يوليو/تموز (2022) 10.833 مليون برميل يوميًا، ومن المقرر أن يصل إلى 11 مليونًا في أغسطس/آب (2022).

ومن المتوقع أن تصل الشحنات إلى الصين قرابة 1.8 مليون برميل يوميًا خلال يوليو/تموز، وهو أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان (2022)، حسب بلومبرغ.

ومنذ يونيو/حزيران (2022)، ظلت صادرات الخام السعودية ثابتة نسبيًا إلى وجهات رئيسة أخرى، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند.

الموقف الصيني

في مارس/آذار (2022)، حظرت الولايات المتحدة استيراد النفط الروسي، وقرر الاتحاد الأوروبي أواخر شهر مايو/أيار (2022) حظر واردات الخام من روسيا بنسبة 90% بحلول نهاية العام (2022)، إلّا أن الصين والدول الأخرى لها الحرية في مواصلة الشراء من موسكو.

وبقيت الصين الداعم الرئيس لروسيا خلال الأشهر الأخيرة، وتجنّبت وصف غزو أوكرانيا بـ"الحرب"، وأشارت إليه بـ"القضية" أو "الصراع".

وفي الوقت الذي نددت فيه الصين بالعقوبات المفروضة على روسيا، كانت حريصة -أيضًا- على تجنّب انتهاكها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق