تقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

إنتاج النفط في غايانا يستعد للتفوق على فنزويلا والجزائر وأغلب دول أفريقيا (تقرير)

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • غايانا كانت تأمل في إنشاء شركة نفط تديرها الدولة، ولكنها فشلت
  • غايانا قد تتقدم على فنزويلا ومنتجي أفريقيا من حيث إنتاج النفط
  • غايانا قد تمتلك أعلى إنتاج نفطي للفرد في العالم، متقدمة على دول الخليج
  • غايانا تعتزم طرح كتل جديدة في سبتمبر/أيلول من العام الجاري
  • غايانا تُجري محادثات مع شركات شرق أوسطية بشأن شراكة محتملة في مجال النفط

ما تزال احتياطيات النفط في غايانا غير مستغلة على النحو الذي يمكّن البلاد من تأمين أفضل عائد، في ظل الارتفاع القياسي لأسعار النفط.

إذ تسارع غايانا لاستغلال احتياطياتها النفطية الهائلة، وكانت تأمل في إنشاء شركة نفط تديرها الدولة، لإدارة مرحلة التطوير التالية وإجراء المسوحات الزلزالية الخاصة بها للحقول غير المستكشفة، إلّا أن هذه الخطط تأجّلت، لأن الحكومة تواجه حقيقة عدم امتلاك المهارات أو الموارد اللازمة لإنجازها بسرعة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وقال نائب الرئيس بهارات جاغديو، عن قرار إلغاء خطط شركة النفط الحكومية: "ليس لدينا المال أو القدرة.. النموذج الذي تضع فيه الحكومة المال وتدير الأصول غير مطروح على الطاولة".

وأضاف جاغديو -الذي شغل سابقًا منصب الرئيس-: "نريد تسريع عمليات الاستكشاف حتى نتمكن من تطوير الاقتصاد بأسرع ما يمكن.. من المحتمل أن نحصل على أقلّ، لكن قد نتمكن من الحصول على تنمية أسرع".

النفط في غاياناتجنّب لعنة النفط في غايانا

بينما ضخّت شركة إكسون موبيل الأميركية إنتاج النفط في غايانا لأول مرة في عام 2019، وتعمل على زيادته، فإن الحكومة -التي وصلت إلى السلطة منذ ما يقرب من عامين بأغلبية ضئيلة في البرلمان- تتعرض لضغوط لتسريع التنمية الاقتصادية.

إذ قسّمت اتفاقيات مشاركة إنتاج النفط في غايانا التي وقّعتها الإدارة السابقة في عام 2016 أرباح النفط بنسبة 50/50 بين مجموعة إكسون موبيل وغايانا، لكن 75% من الإيرادات تذهب أولًا لتغطية تكاليف شركات النفط.

وهذا يجعل غايانا تمتلك فقط 12.5% فقط من الإنتاج، بالإضافة إلى 2% مدفوعات الإتاوة، وسيزداد نصيب البلاد عندما تنخفض تكاليف التطوير، وهو ما قد يستغرق عدّة سنوات.

سيكون هذا العام المرة الأولى التي تُستخدم فيها عائدات النفط في غايانا لتمويل مدارس وطرق ومحطة كهرباء جديدة، لكن ستعمل الحكومة عند عجز يبلغ نحو 470 مليون دولار في عام 2022، وهو قرار حذّر منه صندوق النقد الدولي.

وقال رئيس غايانا، محمد عرفان علي -في مقابلة مع رويترز-: "نريد تجنُّب لعنة النفط وبناء اقتصاد مرن يحقّق الرخاء للجميع.. ولكن مثل أيّ دولة نامية، لدينا العديد من التحديات".

إنتاج النفط في غايانا.. الأعلى بحلول 2027

منذ الاكتشاف الأول في عام 2015، وجد تحالف بقيادة شركة النفط الأميركية الكبرى إكسون موبيل، جنبًا إلى جنب مع شركائها هيس كورب الأميركية وسينوك الصينية، أكثر من 11 مليار برميل من النفط والغاز في كتلة شاسعة تغطي 6.6 مليون فدان، على بعد نحو 120 ميلًا ( 190 كم) قبالة الساحل.

بناءً على خطط التوسع الحالية، يتوقع التحالف ضخّ 1.2 مليون برميل نفط يوميًا في عام 2027، ما يجعل غايانا متقدمة على فنزويلا المجاورة من حيث الإنتاج، وكذلك على كل منتجي النفط في أفريقيا، باستثناء نيجيريا.

ووفقًا لأحدث بيانات حصص الإنتاج الصادرة عن تحالف أوبك+، فيما يتعلق بمنتجي النفط في أفريقيا، فإن فنزويلا ستتفوق على أنغولا التي يبلغ إنتاجها في يوليو/تموز الجاري نحو 1.502 مليون برميل يوميًا، وتعدّ ثاني أكبر منتج في أفريقيا، تليها الجزائر 1.039 مليون برميل يوميًا في يوليو، وهي ثالث أكبر منتج في القارّة السمراء، بينما تتصدّر نيجيريا بـ 1.799 مليون برميل يوميًا.

وسيمنح ذلك أيضًا غايانا أعلى إنتاج نفطي للفرد في العالم، متقدمة على دول الخليج، مثل الكويت وقطر والسعودية.

ولدى إكسون موبيل وشركائها خطط كبيرة تتعلق بالنفط في غايانا؛ إذ يوجد أكثر من 300 عامل على متن أول سفينتين ممّا يمكن أن يصل إلى 10 سفن إنتاج عائمة، بتكلفة نحو 2 مليار دولار لكل منها.

ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد غير النفطي في غايانا بنسبة 7.7% هذا العام، وفقًا لتقديرات شركة إرنست ويونغ للخدمات، على الرغم من أن هذا يعدّ بعيدًا عن النمو البالغ 47.5% الذي تتوقعه لإجمالي الناتج المحلي في غايانا، بما في ذلك النفط.

كان التحالف يضخّ 120 ألف برميل من النفط يوميًا في بداية عام 2022، ويخطط للوصول إلى 360 ألفًا بحلول نهاية العام.

كما يستعد لسفينة ثالثة تضيف 250 ألف برميل يوميًا بحلول أواخر عام 2023 -6 أشهر قبل الموعد المحدد-، وقد طرح خططًا لإنفاق 10 مليارات دولار لتطوير منطقة بحرية رابعة بسفينة أخرى.

النفط في غايانا
إحدى ناقلات نفط غايانا - أرشيفية

خطط دعم إنتاج النفط في غايانا

تحرص غايانا على بدء الاستكشاف والإنتاج في كتل خارجية غير مستغلة خارج نطاق إكسون موبيل، ربما بشروط أفضل، فضلًا عن التركيز على التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، والدفع لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري.

قال نائب الرئيس جاغديو: "من المهم في سياق الحياد الكربوني استكشاف الاحتياطيات، واكتشافها، وإثباتها، وتطويرها، في أسرع وقت ممكن".

ومع ذلك، فإن غايانا لم تعقد قط مزادًا لحقوق الحفر، وتفتقر إلى المهارات اللازمة، دون وجود شركة خارجية لإدارة العملية، على حدّ قوله.

الهدف الحالي هو البدء بطرح كتل جديدة في سبتمبر/أيلول من العام الجاري (2022)؛ إذ يُعدّ إنشاء شركة نفط حكومية، أو إجراء دراسات استقصائية، بمثابة عامل لتأخير الجدول الزمني، وفق ما نقلته رويترز.

وقال جاغديو، إن البديل عن المزاد الذي لا يزال قيد الدراسة، هو اختيار شريك خارجي لتمويل وتشغيل شركة تمتلك فيها حكومة غايانا حصة.

وشدد على أن أكثر من 30 نجاحًا في مجال الاستكشاف الذي حققته إكسون موبيل حتى الآن، اجتذب العديد من العروض من شركات أخرى للاستثمار في المناطق غير المستكشفة.

شراكات ومشروعات مرتقبة في غايانا

في وقت سابق من هذا العام، قال جاغديو، إن غايانا تُجري محادثات مع شركات شرق أوسطية بشأن شراكة محتملة في مجال النفط.

وكان وفد يضم نحو 40 ممثلًا من المملكة العربية السعودية -في جورج تاون الأسبوع الماضي- لحضور مؤتمر استثماري، وحصلت شركة أرامكو السعودية العملاقة على عقد مدّته عام واحد، في سبتمبر/أيلول، لتسويق النفط في غايانا.

كما اتفق المسؤولون على أن تقوم شركة إكسون موبيل ببناء خط أنابيب بطول 227 كيلومترًا (141 ميلًا) لجلب الغاز الطبيعي إلى الشاطئ لتزويد محطة كهرباء جديدة بالوقود في العاصمة.

وستكون إكسون موبيل قادرة على خصم تكلفة المشروع من عائدات النفط.

ودافع جاغديو عن القرار، قائلًا، إن الشركة الأميركية هي الأنسب لتسليم خط الأنابيب في الوقت المطلوب، منتقدًا القادة السابقين لعدم استعدادهم للمفاوضات مع فريق إكسون موبيل.

وستعمل محطة الكهرباء الجديدة، التي تبلغ تكلفتها 100 مليون دولار، على خفض تكلفة الكهرباء وتوفير إمدادات أكثر موثوقية في بلد كان يعتمد منذ مدة طويلة كليًا على الوقود المستورد، على الرغم من تأجيل التاريخ المقرر لتشغيلها إلى عام 2025.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق