أخبار منوعةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةمنوعات

بأمر قضائي.. خفض الانبعاثات يجبر بريطانيا على إعادة النظر في إستراتيجية المناخ

واتهام الحكومة ووزارة الطاقة بالإخلال بواجباتهما

هبة مصطفى

انتصرت أهداف خفض الانبعاثات في المعركة القائمة بين النشطاء البيئيين من جهة والحكومة البريطانية من جهة أخرى، وألزم حكم قضائي -صدر الأسبوع الجاري- الحكومة بإعادة النظر في إستراتيجية المناخ.

واستند قرار المحكمة العليا البريطانية إلى أن الحكومة تجاهلت إدراج الأهداف المتعلقة بالانبعاثات ضمن إستراتيجيتها المناخية لعام 2030، بحسب ما نشرته مجلة بي في ماغازين المعنية بشؤون الطاقة (pv magazine) اليوم الأربعاء 20 يوليو/تموز.

وأقر الحكم القضائي -أيضًا- بعدم ضم الإستراتيجية تقييمًا لمدى تأثير السياسات الفردية في أهدافها، ما يشكل عائقًا أمام تدقيق البرلمان في سياسات الحكومة ووزارة الطاقة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تفاصيل قرار المحكمة

نصّ الحكم القضائي -الصادر عن المحكمة العليا البريطانية- على أن إستراتيجية الحياد الكربوني التي طرحتها حكومة المملكة المتحدة افتقرت إلى أي تقييمات كمية حول إسهامات السياسات الفردية المتعلقة بخفض الانبعاثات.

خفض الانبعاثات
جانب من احتجاجات نشطاء المناخ في بريطانيا ضد الوقود الأحفوري - الصورة من (Extinction Rebellion)

وبالإضافة إلى ذلك، أورد الحكم أن التحليل الكمي للإستراتيجية لم يوضح حجم التخفيضات المطلوبة طبقًا لميزانية الكربون السادسة (سي بي 6) المعنية بتحديد حجم الانبعاثات المتوقعة خلال المدة ما بين عام 2033 و2037 بالمملكة المتحدة.

وأكد القاضي أن وزارة الأعمال والطاقة البريطانية لم تعتد -في إستراتيجيتها للمناخ- بالتأثير الكمي لتأثير السياسات الفردية في خفض الانبعاثات، وكذا لم تتطرق إلى إجراء أي تحليلات للسياسات المرتبطة بها، بحسب ما يلزمها قانون تغير المناخ الصادر عام 2008.

وأضاف أن المدعى عليهما (الحكومة البريطانية ووزارة الأعمال والطاقة) أخلتا بواجباتهما الواردة في المادة 13 من قانون تغير المناخ لعام 2008 حول تقدير حجم خفض الانبعاثات.

وشدد على أن إستراتيجية الحياد الكربوني للمملكة المتحدة لم تحظَ بتقييم واعٍ وكافٍ لآليات خفض الانبعاثات التي تُمكّن البرلمان من إجراء متابعة دقيقة لأداء الوزارة، كما أنها لم تتمتع بالشفافية الواضحة أمام المواطنين المتابعين لأداء الحكومة.

حكم تاريخي

وصفت المحامية المهتمة بالإجراءات القانونية للعدالة البيئية، كاتي دي كاوي، الحكم الصادر عن المحكمة العليا البريطانية بأنه حكم تاريخي ويشكل انتصارًا كبيرًا للتوجهات المناخية.

ورأت كاوي أن الحكم يُعد -أيضًا- مصدر فخر؛ لأن إعادة النظر في أهداف وإجراءات خفض الانبعاثات الكربونية تأتي لصالح النشطاء البيئيين والخطط الحكومية في الوقت ذاته.

وأكدت أن أهمية الحكم ترجع إلى حمايته للأهداف المناخية بالتوازي مع العمل على خفض التكلفة المعيشية للأسر البريطانية، إذ إنه يعزز في نهاية الأمر استهلاك الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة ذات التكلفة الملائمة.

وأضافت كاوي أن الحكم الرامي إلى التركيز على أهداف خفض الانبعاثات ضمن إستراتيجية الحكومة المناخية لعام 2030 يبرهن على أن قانون تغير المناخ له "أنياب"، ويمكنه التصدي لعدم امتثال الحكومة لواجباتها التشريعية عبر اللجوء إلى القضاء.

إجراءات فورية

لم يكتفِ الحكم القضائي بانتقاد أداء الحكومة البريطانية ووزارة الأعمال والطاقة خلال إعداد إستراتيجية المناخ في البلاد لعام 2030، لكنه ألزم الوزارة -أيضًا- بإعادة النظر في الإستراتيجية وإجراء تعديلات دقيقة عليها.

خفض الانبعاثات
احتفالات النشطاء أمام المحكمة عقب صدور الحكم - الصورة من (TWinFM)

وأوضحت المحكمة في حكمها أن التعديل المطلوب على الإستراتيجية يجب أن يتضمّن بصورة واضحة تحليل السياسات الفردية كميًا، ووضع إطار زمني للانتهاء من تلك الخطوات ينتهي في مارس/آذار العام المقبل (2023).

ورفضت المحكمة طلبًا من وزارة الأعمال والطاقة للاستئناف على حكمها، وألزمتها بنفقات القضية بكاملها.

يُشار إلى أن النشطاء البيئيين طالبوا في دعواهم بإعادة النظر في إستراتيجية المناخ، بما يضمن تجنّب تجاهل الحكومة والوزارة لهدف خفض الانبعاثات بنسبة 78% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 1990.

وكانت 4 منظمات بيئية وقانونية معنية بشؤون المناخ قد تقدمت إلى محاكم العدل الملكية بدعوى ضد الوزارة المعنية، ونُظرت القضية في شهر يونيو/حزيران الماضي قبل أن يصدر الحكم الأسبوع الجاري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق