نفطأسعار النفطتقارير النفطسلايدر الرئيسية

هل تتراجع أسعار النفط دون 50 دولارًا؟.. 3 خبراء يكشفون لـ"الطاقة"

مي مجدي

بات سؤال "هل ستتراجع أسعار النفط؟" محور الحديث في جميع الأسواق العالمية، في ظل التحذيرات من خطورة ارتفاع معدلات التضخم المصحوب بالركود الاقتصادي.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تراجعت أسعار الخام رغم انخفاض الصادرات والمشتقات المكررة من روسيا بسبب العقوبات الغربية، وتعطل الإمدادات في ليبيا.

وانخفضت الأسعار أكثر من 4 دولارات، يوم الخميس 14 يوليو/تموز (2022)، قبل أن تقلّص خسائرها في نهاية الجلسة، مع تركيز المستثمرين على احتمال رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بوقت لاحق من هذا الشهر، وستسفر هذه الخطوة عن الحد من التضخم، لكنها قد تلحق الضرر بالطلب على النفط.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت -تسليم شهر سبتمبر/أيلول- إلى 95.52 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس -تسليم أغسطس/آب- إلى 91.63 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:56 مساءً بتوقيت غرينتش (04:56 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ثم ارتفعت إلى 100.04 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش (09:30 بتوقيت مكة المكرمة).

ومن بين السيناريوهات المحتملة، قد تواصل أسعار النفط تراجعها إلى أقل من 50 دولارًا خلال فصل الصيف في ظل ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع الطلب على النفط، وانخفاض معدلات السفر، إذ كشف محللون للطاقة عن أنه قد يحدث ذلك في الحالات الآتية..

متى ستتراجع أسعار النفط؟

تعتقد مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، أن أسعار النفط لن تتراجع إلى 50 دولارًا أو أقل.

وقالت: "لكي تنخفض إلى هذه المستويات، سنحتاج رؤية تدمير واضح وحالي للطلب العالمي على النفط، وهو أمر لا يحدث الآن".

أسعار النفط
مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي

وتدمير الطلب هو اتجاه هبوطي دائم على منحنى الطلب لسلعة ما.

وأما خبير اقتصاديات الطاقة، مستشار تحرير منصة "الطاقة"، الدكتور أنس الحجي، فيرى أن الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على 3 نقاط، الأولى تتمثل في وجود ركود اقتصادي من عدمه، وفي حال وجود ركود اقتصادي، ما مدى حدة هذا الركود؟ وفي حالة الركود الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط، متى يتدخل تحالف أوبك+ والبدء في خفض الإنتاج؟

وأوضح الحجي أنه في حالة الركود الحاد تزداد احتمالية هبوط الأسعار تحت 70 دولارًا للبرميل، لكن احتمال انخفاضها تحت 50 دولارًا ضعيف جدًا في الوقت الحالي.

وقال الحجي: "أعتقد أن أوبك+ سيدافع عن الأسعار، وسيخفّض الإنتاج إذا اتجهت الأسعار إلى 60 دولارًا للبرميل".

واتفقت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، مع الحجي في هذه النقطة، وتوقعت أن يبدأ تحالف أوبك+ في خفض الإنتاج مرة أخرى في حال انخفاض الأسعار إلى 50 دولارًا أو أقل.

ماذا عن السنوات المقبلة؟

أما نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية سابقًا، الدكتور سداد الحسيني، فقد شكك في تراجع أسعار النفط دون 50 دولارًا للبرميل خلال السنوات الـ3-4 المقبلة.

وقال: "يتطلب انخفاض الأسعار إلى 70 دولارًا للبرميل إغراق السوق بنحو 3-4 ملايين برميل يوميًا من خارج أوبك+، متجاوزًا الطلب في نهاية العام (103-104 ملايين برميل يوميًا).. لكن هذا القدر من الإمدادات غير متوفر، لذا يجب انخفاض الطلب مرة أخرى إلى 94-95 مليون برميل يوميًا".

وتابع: "مع إنتاج يعادل 70 دولارًا، ووصول هوامش النفط إلى 20-25%، سيكون هناك انتعاش قوي ووفرة في الإمدادات، لكنك تحتاج إلى العثور على حل لأوكرانيا لإزاحة عقبة أقساط تأمين الإمدادات".

أسعار النفط
مؤسّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري

ماذا عن انخفاض الطلب؟

أشارت مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة، فاندانا هاري، إلى الضغوطات التي تتعرض لها إمدادات النفط، ونقص المخزونات، وترى أن أوروبا قد تعاني أزمة طاقة حادة في الشتاء المقبل، وسيترجم شح إمدادت الغاز في القارة إلى زيادة الطلب على النفط.

وأضافت: "نحتاج -أيضًا- إلى الوضع في الحسبان أن جزءًا من التباطؤ في الطلب الذي نشهده الآن يرجع إلى ضغط التضخم على المستهلكين عمومًا، وارتفاع الأسعار في محطات الوقود بصفة خاصة".

وقالت: "إذا رأينا الأسعار تنخفض لمدة طويلة، فقد يشجع ذلك على تعزيز نمو الطلب".

أسعار النفط
نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية سابقًا، الدكتور سداد الحسيني

ماذا لو حدث ركود اقتصادي؟

في هذا الصدد، أشار نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية سابقًا، الدكتور سداد الحسيني، إلى صدمة السوق وانهيارها خلال جائحة كورونا.

وقال: "النتائج الأولية لجائحة كورونا أدت إلى انخفاض الطلب ليتراوح بين 85-86 مليون برميل يوميًا، ولم يتراجع العرض بالسرعة الكافية، ومع انخفاض الطلب وغزارة العرض لعدة أشهر انهارت السوق".

وتابع: "في الوقت الراهن، ما لم نشهد جائحة أخرى بحجم يصعب السيطرة عليه وتضرب آسيا تحديدًا، من غير المرجح أن يؤدي ركود كبير إلى انخفاض الطلب بأكثر من 5-6 ملايين برميل يوميًا، وأعني بحديثي خلال عامي 2023-2024".

وأوضح: "لذلك أرى الطلب بنحو 94-95 مليون برميل يوميًا بمثابة حد أدنى في ظل حدوث ركود حاد خلال عامي 2023-2024، لكن احتمال حدوث ركود اقتصادي حاد خلال العامين المقبلين ما يزال مستبعدًا".

وأضاف: "من الممكن جدًا حدوث ركود (أقل حدة)، وسيؤدي إلى انخفاض يتراوح بين 97-98 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2023".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق