التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

موجات الحر تدفع أوروبا إلى زيادة استهلاك الفحم

حياة حسين

تهدد موجات الحر دول أوروبا، ما يدفع القارة العجوز إلى دائرة مفرغة من استخدام مصادر طاقة ملوثة مثل الفحم، هي نفسها التي تزيد من حدة تغير المناخ وكوارثه الطبيعية.

ففي الوقت الذي تواجه فيه أوروبا كوارث تغير المناخ، ومنها موجات الحر، فإنها تعاني نقصًا في مصادر الطاقة جراء أزمة حرب روسيا على أوكرانيا، ما دفعها إلى مزيد من استهلاك الفحم، ورفع عدد محطات الغاز المسال، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، اليوم الخميس الموافق 14 يوليو/تموز.

ودول القارة العجوز، خاصة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كانت من بين أكبر المتحمسين والمتشددين، قبل عدة أشهر فقط، بشأن تغير المناخ، وضرورة التصرف حياله بإجراءات سريعة وعاجلة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الحصاد ليلًا

تضرب موجات الحر أنحاء أوروبا بصورة لا تترك فردًا من ساكنيها دون تأثر، سواءً المُزارع في حقله، أو العامل في مصنعه.

وعلى سبيل المثال، دفعت موجات الحر في جنوب فرنسا، المزارع سيلين إيمارت، إلى جني محصوله من بذور اللفت ليلًا، خوفًا من أن تشعل معدات الحصاد (الجرارات) الساخنة النيران في حقوله.

وجاء ذلك بعد أن أخطر مزارعون في مناطق أخرى عن اشتعال محاصيلهم الجافة، بعد ملامستها أجزاء من الجرارات في أثناء تشغيلها نهارًا، وسط ارتفاع الحرارة.

وضربت موجات الحر -التي وصلت إلى مستويات هي الأعلى- جزءًا كبيرًا من فرنسا وإسبانيا، وبعض مناطق إيطاليا.

وقال إيمارت -وهو يقطن بالقرب من مدينة تولوز، ويبلغ من العمر 39 عامًا- إن موجات الحر المبكرة تسببت في حصاد مبكر للقمح الذي يُستخدم في صناعة المكرونة بنحو أسبوعين، وخفض الإنتاج بنسبة 30%.

وأضاف قائلًا: "بين ليلة وضحاها تحولت من أمطار غزيرة لجفاف شديد.. هذه الظاهرة -يقصد تغير المناخ- تغير من طبيعة المحاصيل وفق ملاحظاتي عن حقلي، فمن عام لآخر نحصد المحاصيل مبكرًا عن الأوقات السابقة".

الحرارة في إسبانيا تلامس 45 درجة

موجات الحر
محطة فحم في أوروبا- الصورة من "بلفان غرين إنرجي"

تختبر أوروبا، منذ بداية الأسبوع الجاري، موجة حر جديدة، إذ تبلغ في بعض أجزاء فرنسا 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، ومن المتوقع أن تستمر عند هذا المستوى حتى الأسبوع المقبل.

وفي العاصمة البريطانية لندن، من المتوقع أن تبلغ 35 درجة مئوية الأسبوع المقبل، وقد تزيد على هذا المستوى في بعض المناطق الجنوبية بالبلاد.

بينما تشير التوقعات إلى أنها قد تقفز إلى 45 درجة مئوية في منطقة إشبيلية الإسبانية مع نهاية هذا الأسبوع.

وتواجه أوروبا -حاليًا- أسوأ كوارث تغير المناخ الطبيعية من موجات الحر القاسية.

وتعاني كل من إسبانيا والبرتغال أسوأ موجات جفاف في أكثر من ألف عام، في حين انخفض منسوب المياه في نهر بو الإيطالي إلى أقل مستوى في 70 عامًا، وهبط بالمثل في نهر الراين، وهو الأهم في غرب أوروبا، إلى أدنى مستوى في 15 عامًا.

ووسط الجفاف وموجات الحر، ذبلت المحاصيل، واضطر أصحاب محطات توليد الكهرباء إلى إغلاقها؛ ما يهدد بمزيد من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وتحليق معدلات التضخم.

الغاز الروسي

تعتمد أوروبا على الغاز الروسي في تلبية نسبة كبيرة من احتياجاتها، الذي عدته مرحلة انتقالية بين الوقود الأحفوري وصولًا إلى الطاقة المتجددة وتحقيق التحول الكامل والحياد الكربوني في 2050.

إلا أن غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، أضعف الإمدادات الروسية، وألقى بدول أوروبا ناحية حرق الفحم مجددًا لتأمين إمدادات الطاقة.

كما تبنّت دول القارة العجوز خططًا لبناء محطات غاز مسال، ومد خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي.

وتأتي محاولات القارة لتأمين احتياجاتها من الطاقة، رغم أن كوارث تغير المناخ الطبيعية دلالة على ضرورة العلاج السريع له.

وقالت الأستاذة الزائرة في معهد كارنيغي في أوروبا، أوليفيا لازارد: "إننا عادة ما تكون لدينا أسباب منطقية للتصرف حيال المناخ، ودائمًا ما نجد طرقًا لمواصلة العمل بالمناهج نفسها التي تضر بالمناخ، وكان عام 2022 فاضحًا لهذا النهج".

ووضعت أوروبا في يوليو/تموز الماضي خططًا لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 55% بحلول عام 2030، وذلك عن مستويات 1990.

كما حددت الصفقة الخضراء تريليون دولار استثمارات خضراء خلال السنوات الـ10.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق