التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

الاحتباس الحراري يزيد من انبعاثات الميثان (دراسة)

حللت الدراسة قياسات الميثان والتغيرات المناخية خلال العقود الـ4 الماضية

مي مجدي

كشفت دراسة جديدة عن أن انبعاثات الميثان زادت بوتيرة سريعة خلال العامين الماضيين فقط على الرغم من جائحة كورونا، وأن تأثير الاحتباس الحراري يزيد من هذه الانبعاثات.

فمع تركيز الجهود العالمية للتصدي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تبقى انبعاثات الميثان بلا رادع، ويثبط ذلك من المساعي المبذولة للحد من ظاهرة الاحترار العالمي وهدف اتفاقية باريس.

وأظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشن أن تأثير الاحتباس الحراري في الانبعاثات كان أكبر 4 مرات من التقديرات السابقة، حسبما نشر موقع ذا كونفرزيشن (The Conversation).

وأوضحت الدراسة -التي أجراها عالم الأرض في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، سيمون ريدفيرن، وزميله، تشين هسين تشينغ- أن انبعاثات الميثان زادت إلى مستويات قياسية على الرغم من عمليات الإغلاق وتعثّر النشاط الصناعي عقب انتشار جائحة كورونا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

زيادة الانبعاثات

تمثّل انبعاثات الميثان من المصادر البشرية، مثل تربية الماشية واستخراج الوقود الأحفوري ودفن النفايات، نحو 60%، ويأتي قرابة 40% من مصادر طبيعية مثل الأراضي الرطبة.

الاحتباس الحراري
تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في أفريقيا - الصورة من موقع آيدياز فور ديفولبمنت

وأشار تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إلى أن الميثان مسؤول عن قرابة ثلث الاحترار العالمي.

وأفادت الدراسة الأخيرة بأن تغير المناخ أدى إلى زيادة معدل تراكم الميثان في الغلاف الجوي بنحو 4 أضعاف مقارنة بالتقرير السابق، ومن ثم أسهم في حبس حرارة الشمس وتسريع ارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض.

ويأتي غاز الميثان في المرتبة الثانية بعد ثاني أكسيد الكربون على قائمة الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكنه أقوى 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عامًا، وفقًا للدراسة.

وكشفت الدراسة عن أن تركيز الميثان في الغلاف الجوي زاد بدرجة كبيرة بعد عام 2014، وشهد العامان الماضيان ارتفاعًا غير مسبوق رغم انخفاض الانبعاثات من مصادر الوقود الأحفوري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أسباب ارتفاع انبعاثات الميثان

وفقًا للدراسة، قد تكون زيادة انبعاثات الميثان ناتجة عن روابط غير متوقعة ومعقدة.

فعلى سبيل المثال، قد تؤدي حرائق الغابات، التي أصبحت شائعة مع ارتفاع درجات الحرارة، إلى زيادة غاز الميثان في الغلاف الجوي، وليس بالضرورة عن طريق إطلاق المزيد، لكن عن طريق بطء إزالته من الغلاف الجوي.

وأوضحت الدراسة أن سبب زيادة تركيز الميثان هو تباطؤ التفاعل الكيميائي اللازم لإزالة الغاز من الغلاف الجوي.

وقال عالم الأرض في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، سيمون ريدفيرن، إن الحرائق الضخمة في جميع أنحاء العالم أدت إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي يتفاعل مع جذر الهيدروكسيل -وهو يتألف من ذرة هيدروجين وذرة أكسجين ويعمل كونه منقيًا للغلاف الجوي- ويمنعه ذلك من إزالة الميثان بالغلاف الجوي.

وأضاف أن حرائق الغابات تتسبب في حرق الأخشاب الغنية بالكربون، ومن ثم تنتج أول أكسيد الكربون، ويتفاعل هذا الغاز بقوة مع الهيدروكسيل، ويتأكسد ليشكل ثاني أكسيد الكربون.

وقال: "يبقى جزيء أول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمدة 3 أشهر تقريبًا قبل أن يتأكسد، في حين يستمر الميثان لمدة عقد تقريبًا؛ لذا تستهلك أعمدة أول أكسيد الكربون الهيدروكسيل بسرعة، ولا يتبقى سوى القليل للتفاعل مع الميثان وإزالته".

الاحتباس الحراري
مكب للنفايات في الهند - الصورة من موقع نيو ساينتست

ارتفاع درجات الحرارة

لفهم الدافع وراء ارتفاع انبعاثات الميثان، استخدم عالم الأرض في جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، سيمون ريدفيرن، وزميله، تشين هسين تشينغ، قياسات الميثان وتحليلات التغيرات في المناخ خلال العقود الـ4 الماضية لتحديد كيف تأثر جذر الهيدروكسيل، وما هو تأثير تغير المناخ على مصادر الميثان.

وتوصلت النتائج إلى أن الاحتباس الحراري له تأثير أكبر بـ4 مرات في تسريع انبعاثات الميثان من التوقعات السابقة، إذ ساعد ارتفاع درجات الحرارة في زيادة إنتاج الميثان، وبطء إزالته من الغلاف الجوي في الوقت نفسه.

وبحسب الدراسة، فإن هذه النتائج تبدو مروعة؛ لأنها تسلط الضوء على آثار التغير المناخي قد تكون أكثر خطورة، ولا يمكن للعالم تجاهل التأثيرات المقلقة لانبعاثات الميثان، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وطالب الباحثان بضرورة إقناع الصين والهند -أكبر مصدرين للانبعاثات- بالانضمام إلى تعهد الميثان العالمي، وسرعة التعامل مع تهوية مناجم الفحم وحرائق نفايات المحاصيل وانبعاثات مكبات النفايات.

بالإضافة إلى ذلك، من الضرورة التركيز على القارة الأفريقية، إذ قد تتزايد انبعاثات الميثان بسرعة بسبب تزايد أعداد السكان، وانتشار حرائق نفايات المحاصيل ومدافن النفايات، والأراضي الرطبة.

وقال ريدفيرن إنه من المهم الحد من حرائق الغابات وحرق الكتلة الحيوية، لكن المقلق هو أن تغير المناخ يسرّع مثل هذه المخاطر، ومن ثم يزداد تركيز الميثان في الغلاف الجوي؛ لذا يبدو أنها تدور في حلقة مفرغة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق