النفط القازاخستاني يبحث عن طرق بديلة للتصدير
بعد حكم محكمة روسية بوقف صادرات خام قازاخستان لمدة شهر
مي مجدي
مع تصاعد المخاوف من وقف صادرات النفط القازاخستاني، سارع رئيس الدولة قاسم جومارت توكاييف، بالحث على تطوير طرق بديلة وتأمين مسارات جديدة للتصدير.
وقالت وزارة الطاقة القازاخستانية، اليوم الخميس 7 يوليو/تموز (2022)، إن صادرات قازاخستان من مزيج "سي بي سي" مستمرة دون انقطاع، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
وقال مشغل محطة سي بي سي -خط أنابيب بحر قزوين- إنه طعن على أمر محكمة روسية بوقف صادرات النفط القازاخستاني إلى الأسواق الغربية لمدة شهر، أمس الأربعاء 6 يوليو/تموز.
وبناءً على ذلك، أمر الرئيس قاسم جومارت توكاييف بتطوير مسارات بديلة، تضمن وصول صادرات النفط القازاخستاني إلى الأسواق العالمية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الاستئناف على الحكم
في البداية، استجاب اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين (سي بي سي)، أمس الأربعاء 6 يوليو/حزيران (2022)، إلى حكم المحكمة في مدينة نوفوروسيسك الساحلية الروسية، مؤكدًا التزامه بأمر الإغلاق.
وسرعان ما أصدر بيانًا ثانيًا قال فيه إنه سيستأنف الحكم على أساس أن الإغلاق المفاجئ قد يؤدي إلى إتلاف معدات خط الأنابيب.
وسيكون قرار الإغلاق بمثابة ضربة قوية لقازاخستان، لا سيما أن الجزء الأكبر من صادرات النفط الخام يمر عبر خط أنابيب بحر قزوين من خلال ميناء نوفوروسيسك الروسي، وتبلغ الشحنات 1.5 مليون برميل يوميًا.
ويضم اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين عملاقتي النفط الأميركتين شيفرون وإكسون موبيل، وشركات عالمية أخرى، وتمتلك أغلب هذه الشركات حصصًا في خط الأنابيب وعمليات التنقيب والإنتاج.
وجاء في بيان وزارة الطاقة القازاخستانية -الذي نقلته وكالة الأنباء القازاخستانية كازينفورم- أن صادرات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب (سي بي سي) لم تتوقف في الوقت الحالي.
ولا يخضع مزيج "سي بي سي" القازاخستاني للعقوبات المتعلقة بالغزو الروسي لأوكرانيا؛ لأن قازاخستان ليست طرفًا في النزاع، رغم أن جزءًا صغيرًا من النفط الخام يُستخرج من الحقول الروسية في بحر قزوين، ويمثل قرابة 10%.
وشهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الاضطرابات في عمليات شحن الخام، فضلًا عن الاضطرابات الضخمة خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان (2022) الناجمة عن العواصف.
وقال محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا، جيوفاني ستانوفو -لمنصة الطاقة المتخصصة- إن التوقف المحتمل لمحطة تصدير "سي بي سي" ظهر أثره في أسعار الخامات المنافسة، مثل خام أذري لايت الأذربيجاني، إذ تبحث المصافي الأوروبية عن بدائل.
طرق بديلة
في غضون ذلك، اجتمع الرئيس القازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، مع كبار الوزراء والمسؤولين في العاصمة نور سلطان، وأمرهم بمضاعفة الجهود لتعزيز طرق النقل الدولية، بما في ذلك البنية التحتية للشحن في بحر قزوين.
ومنذ أمد بعيد، صدرت قازاخستان كميات ضئيلة من النفط الخام عبر بحر قزون إلى باكو، وإلى البحر المتوسط عبر خط أنابيب (باكو-تبليسي-جيهان)، لكن القيود اللوجستية والتكلفة اللازمة كانت هائلة.
وقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف إن الوضع الجيوسياسي والعقوبات أدت إلى انهيار سلاسل النقل اللوجستية التقليدية، موضحًا أن بلاده لم تدرك إمكاناتها البحرية، لكن الزمن تغيّر.
وتابع: "الطرق المارة عبر بحر قزوين لها الأولوية القصوى، وأطلب من شركة قاز موناي غاز الحكومية للبحث عن أفضل الخيارات لتحقيق ذلك، بما في ذلك إمكان جذب المستثمرين من مشروع تنغيز".
التوترات الروسية
رغم أن روسيا وقازاخستان شريكان تجاريان لمدة طويلة، زادت حدة التوتر الشهر الماضي في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي عندما رفض الرئيس القازاخستاني الاعتراف بالمناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، وصرح بذلك في أثناء جلوسه إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أما موسكو فقد سعت إلى التخفيف من حدة التوترات مع قازاخستان.
ووصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء 6 يوليو/تموز (2022)، دولة قازاخستان بـ"الصديقة"، مشيرًا إلى عدم انضمامها لفرض عقوبات ضد روسيا.
وشكك، اليوم الخميس 7 يوليو/حزيران (2022)، من وجود دوافع سياسية وراء بحث جارتها عن طرق جديدة للتصدير، وفقًا لوكالة أنباء تاس الروسية.
وأضاف أن "المخاوف البيئية وراء أمر المحكمة استلزم إجراء المزيد من الاتصالات مع شركائنا في قازاخستان".
وحددت بيانات إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس مزيج "سي بي سي" القازاخستاني، الذي يسعى خلفه منتجو البتروكيمايات، لاحتوائه على نسبة عالية من النافثا، بخصم 5.30 دولارًا للبرميل من خام برنت المؤرخ، أمس الأربعاء 7 يوليو/تموز (2022).
صادرات النفط القازاخستاني
يتدفق قرابة 80% من صادرات النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب بحر قزوين إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.
وبموجب قرار المحكمة الأخير، سيتعيّن وقف صادرات النفط القازاخستاني عبر خط بحر قزوين لمدة 30 يومًا، حسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ففي أواخر أبريل/نيسان، أجرت الوكالة الفيدرالية الروسية التي تشرف على خطوط الأنابيب مراجعة حسابات الشركة المشغلة للخط، وانتهى التدقيق في مايو/أيار بالكشف عن عدد من الانتهاكات، ومن ثم قضت المحكمة بوقف محطة التصدير لمدة 30 يومًا.
ورغم فرض الولايات المتحدة عقوبات على النفط الروسي، لكنها أكدت أن التدفقات من قازاخستان عبر روسيا ستستمر دون انقطاع.
ويأتي احتمال وقف خط الأنابيب مع ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، إذ قد يسفر أي تعليق في خط أنابيب بحر قزوين، المسؤول عن نقل قرابة 1% من إجمالي إمدادات النفط العالمية، عن تفاقم الأوضاع في سوق النفط العالمية.
اقرأ أيضًا..
- 600 اكتشاف نفط وغاز في الجزائر خلال 51 عامًا.. قفزة تاريخية
- لماذا تأخر نقل الغاز المصري إلى لبنان؟.. خبير يكشف الأسباب للطاقة
- إمكانات الغاز الطبيعي المسال في أفريقيا تتجاوز 120 مليون طن سنويًا (تقرير)
