التقاريرأنسيات الطاقةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: انخفاض أسعار النفط أمر طبيعي.. ونقص الاستثمارات يهدد بأزمة غير مسبوقة (تقرير)

أحمد بدر

قال خبير اقتصاديات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن انخفاض أسعار النفط، في حدود 10 دولارات للبرميل، يُعد أمرًا مثيرًا ومفاجئًا، خاصة لمن قالوا إنها سترتفع إلى 150 و200 دولار للبرميل.

وأضاف الحجي -في برنامج "أنسيات الطاقة"، على موقع تويتر، مساء أمس الثلاثاء 5 يوليو/تموز- أن ما حدث كان انخفاضًا عامًا في الأسواق، ومن بينها أسواق النفط التي تأثرت، موضحًا أن السبب كان الخوف من حالة الركود، على الرغم من أن بعض الاقتصاديين والخبراء يرون أن حالة الركود موجودة منذ عدة أشهر، ولكن الاتفاق ألا تُعلن حتى ينخفض الناتج المحلي ربعين ماليين متتاليين، أي 6 أشهر.

وأوضح أن هناك أسبابًا أخرى، أهمها الارتفاع المتواصل لأسعار الدولار، خاصة أن أسعار النفط مرتبطة به، ومن ثم فإن هذا الارتفاع يعني بالضرورة ارتفاع تكاليف واردات النفط بالنسبة إلى الدول التي انخفضت عملاتها مقابل العملة الأميركية.

وتابع: "لو نظرنا إلى بيانات المخزون، هناك انطباع عام أن المخزون منخفض، ومن يرون أن أسعار النفط سوف ترتفع إلى 150-200 دولار يعتقدون أنه انخفاض تاريخي.. وبالفعل هو تاريخي بمعدل النزول، ولكن طريقة قياس المخزون هي كميته مقسمة بالطلب المستقبلي المتوقع، وتقاس بعدد الأيام التي يكفيها هذا المخزون لمقابلة الطلب على النفط".

انخفاض المخزون في الولايات المتحدة

أوضح مستشار تحرير الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أن المخزون من النفط هو نتيجة الطلب والعرض، لذلك يمكن استخدامه بالنيابة عنهما.

أسعار النفط - أسعار خام غرب تكساس

وأضاف الحجي: "بالنظر إلى ذلك -رغم الانخفاض الكبير في المخزون التجاري في الولايات المتحدة- عند تقسيمه على الطلب المستقبلي على النفط رغم الزيادة، سيماثل ما كان عليه بحسب عدد الأيام، قبل عام 2015، لذلك لا يوجد حاليًا سبب للقول إن أسعار النفط سترتفع فوق المستويات الحالية بسبب انخفاض المخزون".

وأشار إلى أن هناك تساؤلات حول السحب من المخزون الإستراتيجي، وهناك خطأ كبير استخدمه من رأوا أن أسعار النفط سترتفع إلى 200 دولار، وهو الدمج ما بين المخزونين الإستراتيجي والتجاري، لأنه عند ملء المخزون الإستراتيجي ترتفع الأسعار، ولكن عند استخراج النفط من المخزون الإستراتيجي تنخفض الأسعار.

وقال إنه من الخطأ القول إن ملء المخزون الإستراتيجي يرفع الأسعار، وإن السحب منه أيضًا يرفع الأسعار، فهذا أمر غير منطقي، لأن السحب من المخزون يؤدي إلى زيادة المعروض مثل أي مكان في العالم، لافتًا إلى أن عدة شركات استشارية كبيرة وقعت في هذا الخطأ واستخدمت البيانات بصورة خاطئة.

هل انخفاض الأسعار طبيعي؟

الأمر الآخر -وفق مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي- هو أن البعض يرون أن هذه البيانات لدول منظمة التعاون والتنمية، ولكن الطلب المتنامي على النفط يوجد في الصين والهند، وهما ليستا عضوتين في هذه المنظمة.

سوق النفط

وأضاف الحجي، أنه "بالنظر إلى الصين، ففي حالة تقسيم المخزون لديها على الطلب المستقبلي، نجد أنه أعلى بنسبة 18% عما كان عليه عام 2019، وفي العام نفسه كان ثلثا الطلب العالمي على النفط في الصين".

واعتبر مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، أن ما حدث في الأسواق من انخفاض أسعار النفط يُعد أمرًا طبيعيًا، لأن الارتفاع لم يكن له داعٍ، "وبالطبع هناك أخبار عن خسائر النفط الليبي وغيره، ولكن أيضًا هنا الأمر كان متوقعًا، والفروقات في الأسواق العالمية تحدث عن مقارنة ما كان متوقعًا بما يحدث بالفعل، لذلك كان أثر خسارة النفط الليبي في الأسواق ضعيفًا".

وتابع: "من ثم، فإن ما تقوله منظمة أوبك بالذات عن وضع أسواق النفط، قد يكون أقرب إلى الصحة مما يقوله الآخرون، خاصة وكالة الطاقة الدولية".

تصحيح أوضاع سوق النفط

ردًا على سؤال من أحد المشاركين في مساحة "أنسيات الطاقة"، بشأن موعد تصحيح سوق النفط أوضاعها وتحقيق حالة التوازن بين العرض والطلب والأسعار، قال الدكتور أنس الحجي إنه في حالة حدوث ركود اقتصادي سينخفض الطلب، وهو ما يسهم في خفض أسعار النفط وبناء المخزون مرة أخرى.

وأضاف الحجي أنه في هذه العملية قد يتم الوصول إلى وضع مستقر لأسواق النفط لمدة قصيرة، ولكن المشكلة أن هناك نقصًا كبيرًا في الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة من جهة، والمشكلة الأكبر هي فشل سياسات التغير المناخي وسياسات الحياد الكربوني، الذي يعني بالضرورة زيادة الطلب على النفط والغاز.

وتابع: "لذا، هناك مشكلة من ناحية العرض أنه لا توجد استثمارات كافية، ومن ناحية الطلب أنه سيكون هناك طلب إضافي غير محسوب حاليًا بسبب فشل هذه السياسات، لذلك في حالة حدوث الركود ستكون مرحلة الاستقرار مساوية للطلب مع العرض، وقصيرة جدًا، وبعدها ستبدأ رحلة أزمة طاقة عالمية لم يشهد لها العالم مثيلًا من قبل".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق