التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

خطط الطاقة النووية في أفريقيا عصا سحرية لسد عجز الكهرباء.. كينيا وأوغندا نموذجًا

مصدر مستدام أقل تلوثًا من الوقود الأحفوري ويعوض نقص الإمدادات المتجددة

هبة مصطفى

يُنظر إلى إسهام الطاقة النووية في أفريقيا على أنه ملتقى طرق بين تجنّب ملوثات الوقود الأحفوري ونقص استثمارات الطاقة المتجددة، لتوليد إمدادات كهرباء تنقذ دول القارة من الظلام والانقطاعات.

ويمكن للطاقة النووية أن تكون منفذًا للتغلب على عدم قدرة مشروعات الطاقة المتجددة -الضئيلة مقارنة بحجم الطلب- على تلبية احتياجات الكهرباء في أنحاء القارة كافّة.

ولزيادة معدلات وصول الكهرباء إلى مزيد من سكان القارة، برزت الطاقة النووية في أفريقيا بصفتها مصدرًا نظيفًا يتجنب الأضرار الصحية والمناخية الناجمة عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفق ما نشرته صحيفة إي إس آي أفريكا (ESI Africa).

ومؤخرًا، ظهرت نماذج لمشروعات نووية في كينيا ونيجيريا وأوغندا، تسمح بالمضي قدمًا في خطط تخلص قطاع الكهرباء الأفريقي من الكربون، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أنسب الحلول.. لماذا؟

تُعد مصادر الوقود الأحفوري -التي ما زالت تشغل الحيز الأكبر من مزيج الكهرباء الأفريقي- المسهم الرئيس بمعدلات التلوث والانبعاثات، لكن التحول نحو الطاقة المتجددة لتصبح بديلًا قد يكون مكلفًا ويحتاج إلى مزيد من الوقت ليؤتي ثماره.

الطاقة النووية في أفريقيا
محطة للطاقة النووية - الصورة من (ESI Africa)

ويصطدم عجز الكهرباء بمعدلات هائلة بالخطط المناخية الرامية لتخلص قطاع الكهرباء من الكربون لا سيما في ظل تنامي معدلات انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ورغم تنوع مسارات توليد الكهرباء في القارة السمراء فإن كلًا منها يواجه تحديًا مختلفًا، فمن جهة تعاني بعض البلدان الأفريقية شح موارد الوقود الأحفوري، في حين بدأ الجفاف يغزو بلدانًا أخرى ويعرقل محاولات توليد الكهرباء النظيفة من المحطات الكهرومائية.

أما الطاقة المتجددة -لا سيما الرياح والطاقة الشمسية- فرغم توافر مواردها فإن تأثرها بالظروف الجوية يزيد من صعوبة الاعتماد الدائم عليها، بخلاف نقص الاستثمارات في هذا القطاع.

واجتمعت العوامل السابقة كافة، لتعزز التطلع إلى خطط الطاقة النووية في أفريقيا بصفتها منقذًا يمكنه سد عجز الكهرباء والعمل على خفض الانبعاثات ومعدلات التلوث في الوقت ذاته، وفق تقرير مشترك لـ"إي إس آي أفريكا" وفيوتشر ماركت إنسايتس للاستشارات والأبحاث.

كهرباء مستدامة

تتجه أنظار القارة إلى تحقيق هدفين متوازيين في معادلة صعبة: توليد كهرباء نظيفة وضمان الاستدامة، غير أن إمدادات الكهرباء -سواء المولدة من مصادر الوقود الأحفوري أو الطاقة المتجددة (الشمسية والكهرومائية)- لم تَعد كافية لتلبية الطلب.

ورغم التركيز على البحث عن دعم استثماري لمشروعات الطاقة المتجددة ذات الموارد المتوافرة، فإن العمل يجري بالتوازي على بحث إمكان التوسع بمحطات الطاقة النووية في أفريقيا بالتعاون بين الحكومات والمنظمات البحثية ومستثمرين.

ويُعوَّل على الطاقة النووية في أفريقيا -أيضًا- إسهامها في تجنب الأمراض التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة ضمن تداعيات التوسع بموارد الوقود الأحفوري.

وبظهور مصادر بديلة نظيفة لتوليد الكهرباء جددت الطاقة النووية في أفريقيا الأمل بسد العجز وتلبية الطلب وإبقاء الخطط المناخية على المسار بالوقت ذاته.

وأما محطات الطاقة النووية المرتقب بناؤها في القارة، فيمكنها إصلاح ما سببته عوامل الزمن وسوء الصيانة وتهالك البنية التحتية للأصول الحالية من تأثير في توافر الإمدادات، إذ أُغلقت محطات عدة، واستُغنيَ عن بعض الوحدات بمحطات أخرى لعوامل الصيانة وغيرها.

من أين تبدأ الدول الأفريقية؟

بالنظر إلى أن الطاقة النووية في أفريقيا يمكنها التغلب على معوقات خطط توليد الكهرباء كافة، يتعين على الحكومات الداعمة التحرك نحو الخطوة الأولى من المسار الجديد على دول القارة.

وتشمل الخطوة الأولى تحديد المواقع الأفضل لبناء المحطات النووية، بما يضمن زيادة معدلات الوصول لمناطق تعاني نقص الإمدادات وانقطاعات التيار.

وأحرزت كينيا وأوغندا -مؤخرًا- خطوات مهمة نحو تعزيز دور الطاقة النووية في أفريقيا مؤخرًا، بالتوازي مع مشروعات في دول أخرى.

  • محطتان نوويتان في كينيا

    الطاقة النووية في أفريقيا
    خلال تسلم مسؤولي أوغندا تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية - الصورة من موقع الوكالة

ووقع اختيار وكالة الطاقة النووية والطاقة "إن يو بي إي إيه" على موقعين بمدينتي كيليفي وكوالي في كينيا لاستضافة محطتين نوويتين، لتوافر إمدادات المياه والمساحات الشاسعة على نطاق واسع.

ومن المتوقع بدء أعمال البناء بالمشروع بنهاية العقد الجاري (2030)، وتصل تكلفة المحطتين إلى 50 مليون دولار أميركي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

  • مشروعات أوغندا

أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -على مدار شهرين بنهاية العام الماضي (2021)، في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول- مراجعة لإمكانات التوسع بمشروعات نووية في أوغندا.

وانتهت الوكالة من تقريرها النهائي، شهر مايو/أيار من العام الجاري (2022)، بتأكيد أن الخطط الحكومية لتطوير البرامج النووية آمنة ومستدامة.

ولجأت أوغندا إلى التفكير في دمج الطاقة النووية ضمن مزيجها الكهربائي في ظل نقص إمدادات الكهرباء، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن الطاقة الكهرومائية لن تصبح كافية مستقبلًا لتوفير إمدادات الكهرباء بكامبالا، إلى جانب سعي الدولة الواقعة شرق أفريقيا لتعزيز مصادر أكثر نظافة لإمداداتها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق