غازأخبار الغازرئيسية

تمديد إغلاق محطة فريبورت للغاز المسال في أميركا إلى أكتوبر

والتشغيل الكامل بحلول نهاية العام

مي مجدي

تتفاقم الأوضاع في محطة فريبورت للغاز المسال الأميركية بعد إعلان جديد، أمس الخميس 30 يونيو/حزيران، يخص تأجيل بدء التشغيل الجزئي لمدة شهر على الأقل بدلًا من سبتمبر/أيلول المقبل.

وصرحت إدارة سلامة خطوط الأنابيب والمواد الخطرة التابعة لوزارة النقل الأمريكية (بي إتش إم إس إيه) بأن ثاني أكبر منشأة لتصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة تعرّضت لحريق في 8 يونيو/حزيران، ولن يُسمح لها باستئناف عملياتها حتى تتعامل مع المخاطر التي تهدد السلامة العامة، حسب وكالة رويترز.

وقالت الإدارة -في تقرير لها، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إن استئناف تشغيل محطة فريبورت للغاز المسال دون إجراءات إصلاحية قد يشكل خطرًا على السلامة العامة أو الممتلكات أو البيئة.

وأدى الحريق في مطلع الشهر الماضي إلى توقف محطة فريبورت للغاز المسال، وكان يُعتقد أن المحطة ستكون قادرة على استئناف عملياتها بعد 3 أسابيع، لكن أعلنت في منتصف يونيو/حزيران أن عمليات الصيانة ستستغرق وقتًا أطول، وكان من المتوقع إعادة التشغيل في سبتمبر/أيلول، أي بعد 90 يومًا.

وأدت التطورات الجديدة لاستمرار عملية الإغلاق حتى أكتوبر/تشرين الأول، ويعني ذلك تفاقم شح الإمدادات العالمية من الغاز المسال وسط انخفاض تدفقات الغاز من روسيا، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.

أهمية محطة فريبورت

تأجيل تشغيل محطة فريبورت للغاز المسال سيؤثر مباشرة على توفير الإمدادات الأوروبية.

محطة فريبورت للغاز المسال
محطة فريبورت للغاز المسال- الصورة من موقع الشركة

ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" في أواخر شهر مايو/أيار -واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الأول من 2022"، وأعده الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، تمثل محطة فريبورت للغاز المسال نحو 18% من إجمالي القدرات التصديرية للغاز المسال في الولايات المتحدة.

وأوضح التقرير أن المحطة تضم 3 وحدات لإسالة الغاز بطاقة تصل إلى 15 مليون طن سنويًا.

وخلال الربع الأول من العام الجاري، كشف تقرير أوابك عن أن حجم صادرات محطة فريبورت إلى القارة الأوروبية بلغ 1.55 مليون طن، أي 68% من إجمالي صادراتها إلى أوروبا.

وسلّط الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي في التقرير الضوء على مدى أهمية المحطة الأميركية في السوق الأميركية -عمومًا- والسوق الأوروبية خصوصًا.

ويتوافق تقرير أوابك مع أحدث تقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية في 23 يونيو/حزيران، الذي أوضح أن متوسط الصادرات من المحطة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار بلغ 1.9 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال المدة نفسها في عام 2021.

وكشف التقرير -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- عن أن إغلاق المحطة سيسفر عن خفض قدرات تصدير الغاز المسال بالبلاد بنحو ملياري قدم مكعبة يوميًا، أي 17% من الإجمالي.

وبناءً على ذلك، ستكون أوروبا أكثر المناطق تضررًا من إغلاق محطة فريبورت للغاز المسال، ويمثل انقطاع الإمدادات إنذارًا جديدًا لأوروبا، التي تتطلع لإعادة ملء الخزانات والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الروسي.

ماذا حدث؟

تُعد محطة فريبورت للغاز المسال واحدة من بين 7 محطات لتصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة، وتتلقى الغاز عبر خطوط الأنابيب، ومن ثم تقوم بإسالته قبل تصديره إلى أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.

وفي وقت مبكر من صباح يوم 8 يونيو/حزيران، فوجئ العالم بحريق ضخم في محطة فريبورت للغاز المسال، القريبة من مدينة غالفستون بولاية تكساس، مسفرًا عن إغلاق مبدئي لمدة 3 أسابيع بعد تقييم الأضرار.

وفي منتصف شهر يونيو/حزيران، أصدرت شركة فريبورت تقريرًا أوليًا كشفت فيه عن أن الحريق نتج عن ضغط زائد وانفجار جزء من خط نقل الغاز المسال.

وقالت إدارة سلامة خطوط الأنابيب (بي إتش إم إس إيه) إن مشكلة في صمام الأمان أدت إلى زيادة الضغط في أنبوب بحجم 46 سنتيمترًا، وأدى إلى إطلاق الغاز المسال والميثان؛ مسببًا الانفجار والحريق.

وسبق أن قدر المحللون أن الحادث سيؤدي إلى تأخير إعادة التشغيل الجزئي للمحطة لمدة 90-120 يومًا، وقد يؤخر إعادة التشغيل الكامل للمحطة -أيضًا-.

وأوضحت شركة فريبورت المالكة للمحطة أنها ستواصل العمل مع إدارة سلامة خطوط الأنابيب والمواد الخطرة والهيئات التنظيمية الأخرى للحصول على الموافقات اللازمة لاستئناف العمليات.

وتوقعت استئناف عمليات التسييل الجزئي في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وبدء الإنتاج بطاقة كاملة بحلول نهاية العام.

إلا أن رئيس قسم تحليل الغاز العالمي والغاز المسال في شركة الأبحاث رابيدان إنرجي، أليكس مونتون، يرى أن عمليات التقييم والإصلاحات والموافقات ستستغرق من 6 إلى 12 شهرًا.

وقال: "من المحتمل أن تسمح إدارة سلامة خطوط الأنابيب لجزء من المنشأة باستئناف المعالجة قريبًا فور فهم أسباب الانفجار وتأكدها من خطط الصيانة".

محطة فريبورت للغاز المسال
صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا

وأمرت الهيئة التنظيمية الشركة بتقديم خطة إلى محقق خارجي في غضون 60 يومًا لتقديم تقرير عن مدى الأضرار التي لحقت بالمنشأة، كما يجب تعيين طرف ثالث لفحص حالة صهاريج تخزين الغاز المسال.

وفور اكتمال التقييم والفحص، يمكن للشركة تقديم خطة لإصلاح الأضرار، ويزيد ذلك من عرقلة هدف إعادة تشغيل فريبورت الجزئي في سبتمبر/أيلول، والتشغيل الكامل بحلول نهاية العام.

إنتاج الغاز في أميركا

قال مزود البيانات ريفينيتيف إن متوسط إنتاج الغاز في الولايات الأميركية البالغ عددها 48 انخفض إلى 95.1 مليار قدم مكعبة يوميًا في يونيو/حزيران، من 95.2 مليار قدم مكعبة يوميًا في مايو/أيار، مقارنة بتسجيل رقم قياسي شهري في ديسمبر/كانون الأول 2021 عند 96.1 مليار قدم مكعبة يوميًا.

ومع اقتراب ارتفاع درجات الحرارة، توقعت ريفينيتيف أن يرتفع متوسط الطلب على الغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك الصادرات، من 94.1 مليار قدم مكعبة يوميًا هذا الأسبوع إلى 95.3 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال الأسبوع المقبل.

وانخفض متوسط كمية الغاز المتدفقة إلى محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى 11.1 مليار قدم مكعبة يوميًا في يونيو/حزيران، بسبب إغلاق محطة فريبورت للغاز المسال، من 12.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في مايو/أيار، ومقارنة برقم قياسي شهري قدره 12.9 مليار قدم مكعبة في مارس/آذار.

ويمكن لمحطات التصدير الـ7 الكبرى في الولايات المتحدة تحويل قرابة 13.6 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي إلى الغاز المسال.

أسعار الغاز الطبيعي في أميركا

كشف تحليل لمنصة الطاقة المتخصصة في 13 يونيو/حزيران، عن أن توقف محطة فريبورت للغاز المسال سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في أوروبا وآسيا، في حين ستنخفض الأسعار في الولايات المتحدة.

وهو ما أكدته التقارير الصادرة، أمس الخميس 30 يونيو/حزيران، إذ تراجعت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بنحو 17% إلى أدنى مستوى لها في 3 أشهر، وأسهم استمرار إغلاق المحطة بتخزين الوقود، حسب وكالة رويترز.

واعتادت فريبورت استهلاك قرابة ملياري قدم مكعبة يوميًا من الغاز قبل إغلاقها في 8 يونيو/حزيران، لكن عملية الإغلاق لـ90 يومًا أو أكثر يعني بقاء ما يزيد على 180 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في السوق الأميركية.

محطة فريبورت للغاز المسال
محطة فريبورت للغاز المسال- الصورة من موقع الشركة

ووفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أضافت المرافق 82 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي إلى وحدات التخزين خلال الأسبوع المنتهي في 24 يونيو/حزيران، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 74 مليار قدم مكعبة في استطلاع رأي أجرته رويترز، وزيادات قدرها 73 مليار قدم مكعبة في الأسبوع نفسه من العام الماضي، ومتوسط زيادة قدره 73 مليار قدم مكعبة خلال 5 سنوات (2017 -2021).

وأدى ذلك إلى انخفاض عقود الغاز -تسليم شهر أغسطس/آب- عند 1.074 دولارًا، أو 16.5%، لتستقر عند 5 آلاف و424 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى إغلاق منذ 29 مارس/آذار.

وانخفضت العقود بنحو 33% في يونيو/حزيران، وهو أكبر انخفاض شهري منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 بنسبة 36%.

الأسعار الأوروبية

أثار الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط مخاوف من احتمال قطع روسيا إمدادات الغاز لأوروبا.

وارتفعت الأسعار في أوروبا بنحو 46 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية، و39 دولارًا في آسيا.

وتراجعت صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى ملياري قدم مكعبة، يوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران، من 3.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، يوم الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، عبر الخطوط الـ3 الرئيسة إلى ألمانيا -نورد ستريم 1 (روسيا-ألمانيا)، يامال (روسيا-بيلاروسيا-بولندا-ألمانيا)، وخط روسيا وأوكرانيا وسلوفاكيا والتشيك وألمانيا- مقارنة بـ6.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في منتصف يونيو/حزيران، ومتوسط 11.6 مليار قدم مكعبة يوميًا في يونيو/حزيران 2021.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق