تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الطاقة النوويةتقارير دوريةرئيسيةروسيا وأوكرانياطاقة متجددةطاقة نوويةعاجلوحدة أبحاث الطاقة

وكالة الطاقة الدولية: الطاقة النووية تتمتع بفرصة فريدة وسط الأزمة الراهنة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة النووية قد تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات الكربون
  • %63 من قدرة توليد الكهرباء عبر الطاقة النووية من محطات يزيد عمرها عن 30 عامًا
  • بناء 31 مفاعلًا نوويًا منذ عام 2017 مع استحواذ روسيا والصين وحدهما على 27 مفاعلًا
  • أسطول الطاقة النووية بالاقتصادات المتقدمة قد يتقلص بمقدار الثلث بحلول عام 2030

رأت وكالة الطاقة الدولية أن الطاقة النووية يمكنها أن تؤدي دورًا مهمًا في مساعدة الدول نحو الانتقال بشكل آمن إلى الطاقة الجديدة والمتجددة.

وقالت وكالة الطاقة، في تقرير حديث لها صادر اليوم الخميس (30 يونيو/حزيران)، إنه في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمة طاقة عالمية، يمكن للطاقة النووية أن تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع تمكين أنظمة الطاقة الشمسية والرياح بحصص أعلى.

وأوضحت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرًا لها، أن الطاقة النووية تأتي بصفتها ثاني أكبر مصدر للطاقة منخفضة الانبعاثات بعد الطاقة الكهرومائية.

من جهته، أكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن الطاقة النووية لديها فرصة واعدة وفريدة مجددًا، في ظل أزمة الطاقة العالمية الراهنة، مع الارتفاع الصاروخي في أسعار الوقود الأحفوري، وتحديات أمن الطاقة، والخطط المناخية الطموحة.

الابتعاد عن الوقود الأحفوري أولوية قصوى

وكالة الطاقة الدولية
إحدى عمليات استخراج الوقود الأحفوري- أرشيفية

تؤكد وكالة الطاقة الدولية في تقريرها، أن الابتعاد عن الوقود الأحفوري المستورد أصبح أولوية قصوى لأمن الطاقة، في ظل الأزمة العالمية الراهنة.

وبحسب الوكالة، يمكن أن تساعد الطاقة النووية في الإسراع بشكل أكثر أمانًا نحو ابتعاد قطاع الطاقة عن الوقود الأحفوري.

ويأتي نحو 63% من قدرة توليد الكهرباء الحالية من محطات الطاقة النووية التي يزيد عمرها عن 30 عامًا، إذ شُيِّد العديد منها خلال أزمة النفط في السبعينيات.

ورغم رؤية تقرير الوكالة أن الطاقة النووية يمكنها أن تؤدي دورًا في ظل الأزمة الراهنة، ولديها فرصة للعودة مجددًا، ولكنها عدّت أن حدوث عهد جديد لها ليس مضمونًا.

ونبهت إلى أن ذلك يعتمد على قيام الحكومات بوضع سياسات تضمن التشغيل الآمن والمستدام للمحطات النووية لسنوات مقبلة، مع توفير الاستثمارات اللازمة لذلك، بما فيها التقنيات الجديدة.

وشددت على ضرورة القيام بمعالجة قضايا تجاوز التكاليف وتأخير مشروعات الطاقة النووية، والتي تسببت في عدم بناء مفاعلات نووية جديدة في الاقتصادات المتقدمة.

الاقتصادات المتقدمة فقدت ريادتها

وكالة الطاقة الدولية
محطة طاقة نووية - أرشيفية

على الرغم من امتلاك الاقتصادات المتقدمة نحو 70% من الطاقة النووية العالمية، فإنها فقدت ريادتها في السوق، وهو ما أرجعته وكالة الطاقة الدولية إلى توقّف الاستثمارات الموجهة لذلك.

ومنذ عام 2017، بدأ بناء 31 مفاعلًا نوويًا مع استحواذ روسيا والصين وحدهما على 27 مفاعلًا منهم، وهو ما عدّته الوكالة مؤشرًا على أن الاقتصادات المتقدمة فقدت ريادتها في الصناعة النووية.

وتتجه بعض الدول إلى فرض قيود على بناء الطاقة النووية؛ بسبب تخوفات متعلقة بالسلامة والتخلص الآمن من النفايات النووية، بالإضافة إلى الحوادث التي شهدتها بعض المفاعلات.

وكان حادث محطة فوكوشيما في اليابان عام 2011 بعد وقوع زلزال كبير، أحد الأسباب التي أدت إلى تقويض الثقة في الطاقة النووية.

ويتضمن سيناريو وكالة الطاقة الدولية للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تضاعف قدرات الطاقة النووية بين عامي 2020 و 2050، أي إن هناك حاجة لبناء محطات نووية جديدة.

ومع ذلك، تبلغ نسبة الطاقة النووية من مزيج الطاقة العالمي 8% فقط، وفق تقرير وكالة الطاقة الذي اطّلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.

وحذّرت وكالة الطاقة الدولية من تعرُّض أسطول الطاقة النووية في الاقتصادات المتقدمة للتقلّص بمقدار الثلث بحلول عام 2030، دون بذل المزيد من الجهد، على الرغم من التحركات لإطالة عمر بعض المحطات القائمة.

تغيّر في المشهد السياسي

عدّت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها، أن قبول الرأي العامّ والسياسي بالطاقة النووية ما زال يمثّل تحديًا لها، على الرغم من التقدم الحاصل في التخلص من النفايات النووية، ووجود 3 دول لديها مواقع معتمدة.

ومع ذلك، ترصد وكالة الطاقة الدولية تغيرًا في المشهد السياسي، مما يفتح فرصًا للعودة مرة أخرى إلى الطاقة النووية، فقد أعلنت العديد من الدول خططًا للاستثمار فيها.

ومن بين تلك الدول: المملكة المتحدة وفرنسا والصين وبولندا والهند، والتي أعلنت إستراتيجيات للطاقة تتضمن أدوارًا مهمة للطاقة النووية.

وعلى سبيل المثال، تضمّنت إستراتيجية أمن الطاقة للمملكة المتحدة خططًا لبناء 8 مفاعلات نووية جديدة.

وفي السياق نفسه، قلّصت بلجيكا وكوريا مؤخرًا خططها للتخلص التدريجي من المحطات النووية القائمة.

الدعم الحكومي ضروريًا

ترى وكالة الطاقة الدولية أن توفير التمويل الحكومي ضروريًا لتعبئة استثمارات جديدة، سواء لبناء مفاعلات نووية أو تطوير تقنيات نووية.

وأرجعت الوكالة رؤيتها إلى أنه نادرًا ما يكون هناك تمويل كافٍ من القطاع الخاص لمثل تلك المشروعات كثيفة رأس المال، بالإضافة إلى تعرّضها لمخاطر سياسية كبيرة، إذ تواجه الطاقة النووية معارضة سياسية في بعض البلدان.

وأشارت إلى أن هناك الحاجة لسياسات قوية تدعم استخدام الطاقة النووية مع تقديم تكلفة أقلّ تضمن أن الكهرباء المولدة من الطاقة النووية قادرة على المنافسة.

كما عدّت وكالة الطاقة الدولية أن الأسعار المرتفعة مؤخرًا للنفط والغاز والكهرباء، سيكون حافزًا كبيرًا لنشر الطاقة النووية، مشيرة إلى امتلاك 19 دولة حاليًا مفاعلات نووية قيد الإنشاء.

صافي انبعاثات أكثر صعوبة دون الطاقة النووية

وكالة الطاقة الدولية
انبعاثات ضارّة بالبيئة - أرشيفية

تؤكد وكالة الطاقة أن الطاقة النووية بصفتها مصدرًا منخفض الانبعاثات، يمكنها أن تؤدي دورًا جيدًا للمساعدة في إزالة الكربون من قطاع الكهرباء.

ويتطلب الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي، إزالة الكربون عن قطاع الكهرباء بشكل كامل.

وعدّت الوكالة أن تمديد عمر المحطات النووية جزء لا غنى عنه ومسار فعّال من حيث التكلفة، للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتوضح وكالة الطاقة الدولية أن الطاقة النووية تسهم بسعتها البالغة 413 غيغاواط عبر 32 دولة، في تجنّب 1.5 غيغاطن من الانبعاثات عالميًا، وتوفير 180 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

ووفقًا للتقرير، يبلغ عمر 63% من المحطات النووية الحالية أكثر من 30 عامًا، أي إنها تقترب من نهاية تراخيص التشغيل الأولية الخاصة بها.

وشددت وكالة الطاقة على أن انخفاض الطاقة النووية قد يؤدي إلى جعل طموحات التخلص من الانبعاثات أكثر صعوبة وتكلفة.

الصين أكبر منتج للطاقة النووية

توقّعت وكالة الطاقة أن تصبح الصين أكبر منتج للطاقة النووية قبل حلول عام 2030، مشيرة إلى أن الاقتصادات الناشئة والنامية تمثّل أكثر من 90% من النمو العالمي.

كما تشهد الاقتصادات المتقدمة نموًا في الطاقة النووية بنسبة 10%، إذ قامت كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا بتعويض المحطات القديمة بأخرى جديدة.

وتتوقع الوكالة ارتفاع الاستثمار العالمي في الطاقة النووية من 30 مليار دولار خلال 2010، إلى أكثر من 100 مليار دولار بحلول عام 2030، مع استمراره أعلى من 80 مليار دولار حتى 2050.

الطاقة النووية في الصين

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق