أهم المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

"أميركا مدمنة على النفط".. أغبى ما قاله رئيس أميركي (مقال)

مارك ماثيس - ترجمة نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • النفط يوفر أساس الحياة في العالم الحديث
  • كنا نعلم أن أسعار البنزين والكهرباء تحديدًا باهظة الثمن لذلك استخدمناها بحكمة
  • قيمة الطاقة تفوق بكثير قيمة معظم وسائل الراحة التي نعتقد أنها ضرورية
  • يمكننا العثور على الكثير من الإيجابيات في الأنشطة التي تجاهلناها لمدة طويلة جدًا

انطوت مقولة "أميركا مدمنة على النفط"، التي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش في خطابه عن حالة الاتحاد لعام 2006، على مغالطات جوهرية، وكانت واحدة من أغبى المقولات التي قالها رئيس أميركي.

ومثّل هذا البيان جزءًا مما ألهمني لإنتاج الفيلم الوثائقي"spOILed" (المُدَلَّل) لعام 2011، وبيّنت في هذا الفيلم أنه في حين أن الإدمان يدمر حياة الناس، فإن النفط يوفر أساس الحياة في العالم الحديث.

وسأعيد صياغة الفكرة نظرًا إلى استمرار ارتفاع أسعار البنزين والديزل والكهرباء. ولا أحب دفع مبالغ إضافية مقابل الطاقة، ومقابل جميع الأشياء التي تستخدم الطاقة.

وعلى الرغم من أن خسارة القوة الشرائية أمر مزعج، يوجد درس نتعلمه في هذه الضائقة الاقتصادية، وأصبحنا مدللين بفضل وسائل الراحة التي توفرها الطاقة الوفيرة بأسعار معقولة.

واعتاد العالم المتقدم لمدة طويلة على وسائل الراحة تلك لدرجة أن الناس أصبحوا يعتقدون أنها حقهم الطبيعي بطريقة أو بأخرى، ولم يعرف الكثير منهم أي شيء مختلف.

متاعب الحياة في مرحلة الطفولة

عندما كنت طفلًا، أمضيت العديد من ليالي الصيف أتصبب عرقًا في سريري، وكانت أمي العزباء توقف تشغيل مكيف الهواء الصحراوي في وقت النوم بغض النظر عن درجة حرارة الجو.

النفط
مضخات النفط في حقل نفط بيلريدج في ولاية كاليفورنيا الأميركية - المصدر: قناة (سي إن بي سي)

وبما أننا كنا نعيش في إحدى الضواحي على بعد نصف ساعة من المدينة، نادرًا ما كنا نذهب إلى المدينة؛ لأن البنزين كان باهظ الثمن. واعتدت عدم ركوب السيارة لعدة أشهر عند سفري إلى المدينة.

وسافرت بالطائرة لأول مرة عندما كان عمري 12 عامًا، ولم أستقل الطائرة مرة أخرى حتى بلغت 19. ولقد تذوقت شريحة لحم، التي كانت طعام الأثرياء شأنها شأن طبق البيتزا، مرة أو مرتين قبل سن الـ15 عامًا.

وكان سروالي قصيرًا جدًا في العادة، وغالبًا ما كان حذائي مليئًا بالثقوب.

لقد ارتديت أنا وإخوتي الملابس المصنوعة يدويًا، وكنا ننتظر أعياد الميلاد لاقتناء قميص أو سروال أو حذاء جديد، أو لشراء الملابس من الأموال التي كسبناها.

كان بإمكاني الاستمرار في سرد تلك الذكريات، لكنكم فهمتم المغزى.

وفقًا لمعايير العالم المتطور اليوم، كانت طفولتي البسيطة قاتمة، وكانت جيدة وفقًا لمعايير الوقت والمرحلة.

في الحي الذي أعيش فيه، كنا نلعب ألعابًا وقمنا بجميع الأنشطة التي لم تكلف شيئًا. وكان الجميع يعرفون بعضهم البعض وكنا نكتشف مثيري الشغب بسرعة.

لقد فهمنا قيمة المال، كنا نعلم أن أسعار البنزين والكهرباء تحديدًا باهظة الثمن، لذلك استخدمناها بحكمة.

هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه جميعًا الآن، الطاقة قيمة للغاية، وأن قيمتها تفوق قيمة معظم وسائل الراحة التي نعتقد أنها ضرورية، إن تلك الوسائل ليست قيّمة.

تدمير الطلب

عندما يبدأ الناس في التعامل مع الضائقة الاقتصادية على محمل الجد، يحدث "تدمير الطلب"، ثم ينخفض ​​الطلب على السلع والخدمات بشكل كبير.

في تلك الحالة، ستنخفض تكلفة الطاقة والمنتجات، وسيتبع ذلك ارتفاع مستويات البطالة، ما سيؤدي إلى مجموعة أخرى من المشكلات، ويزداد الطلب على الخدمات الحكومية.

النفط
سائق يملأ سيارته بالوقود في الولايات المتحدة - الصورة من فوربس

علاوة على ذلك، سيصبح بعض الأشخاص منضبطين ومبدعين حتى يتمكنوا من زيادة كمية الدولارات أو اليوروهات أو أي عملة يستخدمونها، وسيطلب الآخرون الصدقة، وسيتجه الكثيرون إلى الجريمة.

يؤسفني القول، أعتقد أن الواقع سيصبح قبيحًا قبل أن يتحسن، فالأشخاص الذين لم يضطروا أبدًا إلى حرمان أنفسهم من الأشياء التي يعتقدون أنها ضرورية، سيصبحون بشكل متزايد غير سعداء نتيجة دلالهم المفترَض.

لدينا سبب وجيه للغضب، لأن السياسيين الفاسدين وغير الأكفاء ورفاقهم من الشركات قد دمروا الصحة الاقتصادية لبلدانهم.

من وجهة نظري، وبصرف النظر عن تخفيضات قيمة العملة، فقد جاء الضرر الأكبر من الطريقة التي يتحدث بها هؤلاء القادة عن الطاقة.

وبدلًا من تشويه سمعة موارد الطاقة التي انتشلت مليارات البشر من الفقر، يجب أن يحتفل قادتنا بهذه الموارد في حين يشجعوننا على استخدامها بحكمة بسبب قيمتها الاستثنائية.

ويجب أن يكون غضبنا منصبًّا على النخب الثقافية الساخرة للغاية التي تضع نفسها لتأخذ المزيد من السلطة، وليس على الأشخاص من حولنا.

إن تدمير الطلب قادم، وربما على نطاق واسع، ويمكننا أن نختار أن نتحمله وأن نحسن العديد من الأشياء إلى جانب التركيز على تلك الأجزاء التي تُعدّ ضرورية في حياتنا - التي حققتها لنا أهم الموارد في العالم الحديث- وهي: النفط والغاز الطبيعي والفحم.

* مارك ماثيس، مؤلف وصانع أفلام وثائقية متخصص في شؤون الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق