التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

انتعاش صادرات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى كوريا الجنوبية

رفعت كوريا الجنوبية وارداتها من النفط الخام من دول الشرق الأوسط، مع سعي البلاد لتقليص اعتمادها على الخام الروسي المنبوذ عالميًا بسبب هجوم موسكو على أوكرانيا.

وسعت رابع أكبر مستورد للنفط في العالم إلى تنويع مصادر إمداداتها من الخام لأكثر من عقد من الزمان، إذ انخفض اعتماد كوريا الجنوبية على خام الشرق الأوسط من نحو 87% من إجمالي وارداتها من مواد التكرير السنوية في عام 2011، إلى نحو 70% في عام 2018، قبل أن تصل إلى أدنى مستوياتها في عام 2021 إلى 60%، بحسب بيانات شركة النفط الكورية، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبالنسبة لواحدة من أكبر 10 اقتصادات في العالم، التي تعتمد على تلبية ما يقرب من 100% من احتياجاتها من النفط الخام على الواردات، يظل تنويع الإمدادات أمرًا مهمًا لإستراتيجية أمن الطاقة في كوريا الجنوبية، وفقًا لمحللي السوق في جمعية النفط الكورية، بحسب موقع إس بي غلوباال بلاتس.

استيراد النفط الخام من الشرق الأوسط

مع ذلك، تحتاج كوريا الجنوبية إلى تعليق إستراتيجية تنويع الإمدادات في عام 2022، إذ يعني نقص المعروض العالمي من الخام والأسعار القياسية المرتفعة، أن الحصول على براميل إضافية من كبار المورّدين في الشرق الأوسط أكثر فاعلية من البحث عن شحنات إضافية من المورّدين الصغار في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.

ويكافح العديد من منتجي أوبك الأصغر حجمًا لرفع طاقتهم الإنتاجية، والوفاء بحصص الإنتاج، بينما تتطلّع مصافي التكرير الكورية الجنوبية إلى تجنّب شراء الخام الروسي تمامًا، ومن ثم، فإنه من الأكثر كفاءة الاعتماد على كبار المورّدين التقليديين، مثل المملكة العربية السعودية.

النفط الخام
منشأة نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية - صورة من رويترز

وارتفعت واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام من أعلى مورّديها، المملكة العربية السعودية، بنسبة 22.3% على أساس سنوي، إلى 29.027 مليون برميل في مايو/أيار الماضي.

كما ارتفعت الشحنات من الكويت بنسبة 2.4% على أساس سنوي، إلى 8.6 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار، بينما ارتفعت واردات الخام من العراق بنسبة 44% إلى 6.9 مليون برميل، وقفز الاستهلاك الشهري من قطر بنسبة 51.1% إلى 5.04 مليون برميل.

وفي الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري، شكّلت الشحنات من المنتجين في الشرق الأوسط نحو 65% من إجمالي واردات المصافي في كوريا الجنوبية، والتي بلغت 81.6 مليون برميل خلال هذه المدة.

ومن المحتمل أن تقترب نسبة واردات سول من الخام الحامض في الشرق الأوسط إلى 70% هذا العام، إذ تهدف المصافي إلى تأمين أكبر عدد ممكن من الإمدادات الإضافية من الخليج العربي، منذ أن قررت منظمة "أوبك+" زيادة إنتاج المجموعة لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.

تراجع واردات الخام الروسي

ما يزال هذا السيناريو مستبعدًا ، لكن مشتري المكثفات سوف يسارعون للاستيلاء على النفط الإيراني، إذا قررت إدارة بايدن رفع العقوبات عن طهران في وقت لاحق من العام.

وقد يرفع هذا واردات كوريا الجنوبية من نفط الخليج العربي بنسبة 70%، وعلى الرغم من أن خامات الشرق الأوسط ليست الخيار الأرخص لمصافي التكرير في كوريا الجنوبية، فإن الحصول على براميل إضافية من كبار المورّدين في الخليج العربي بدلًا من شراء شحنات فورية من مناطق أخرى مختلفة، يعدّ الخيار الأفضل من الناحية اللوجستية.

النفط الخام
خطوط أنابيب لنقل النفط الخام - أرشيفية

ودفعت المصافي الكورية الجنوبية في المتوسط 99.60 دولارًا للبرميل لشحنات النفط الخام السعودي خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار ، وأقلّ من 105.70 دولارًا للبرميل مقابل النفط الخام النيجيري خلال المدة نفسها، و111.2 دولارًا للبرميل لشحنات بحر الشمال ، و107.70 دولارًا للبرميل للبضائع الأسترالية.

وستواصل كوريا الجنوبية -أيضًا- جلب إمدادات وفيرة من الخام الأميركي الخفيف، خاصة أن البلاد تهدف إلى التخلص التدريجي من مشتريات النفط الروسي بشكل كامل، خلال الأشهر المقبلة.

وتراجعت واردات الخام من روسيا بنسبة 84.2% مقارنة بالعام السابق إلى 703 آلاف برميل فقط، وهو ما يمثّل أصغر شحنات شهرية من الدولة المنتجة خارج أوبك منذ فبراير/شباط 2016، عندما تلقّت كوريا الجنوبية 699 ألف برميل.

وخلال الأشهر الـ5 الأولى من العام، انخفضت واردات الخام الروسي بنسبة 32.2% على أساس سنوي إلى 16.9 مليون برميل.

وعلى الرغم من أنه ما تزال هناك بعض إمدادات الخام الروسي مرتبطة بعقود ربع سنوية ونصف سنوية، فإن كوريا الجنوبية ستتوقف في النهاية عن شراء النفط الروسي، إذ تسعى العديد من الشركات إلى تجنّب التعقيدات التجارية واللوجستية والقانونية والمالية التي يمكن أن تؤثّر في سمعة الشركات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق