التقاريرأنسيات الطاقةالنشرة الاسبوعيةتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةكهرباء

خبير دولي: الغاز الإيراني والقطري إلى العراق ضرورة لاستمرار شبكة الكهرباء

لؤي الخطيب: بغداد تحتاج إلى رفع التعرفة

أحمد بدر

قال خبير الطاقة الدولي، وزير الكهرباء السابق في العراق، الدكتور لؤي الخطيب، إن كميات الغاز الإيراني التي تستوردها بلاده تصل إلى نحو 50 مليون متر مكعب يوميًا، وتدخل في إنتاج الكهرباء.

وأضاف -خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، الذي يقدمه مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي على موقع تويتر- أن 35 مليونًا من هذه الكمية تذهب إلى المنطقة الوسطى، و15 مليونًا للمنطقة الجنوبية.

وبحسب الخبير الدولي الدكتور لؤي الخطيب، فإن هذه الكمية من الغاز الإيراني تعني حصول بلاده على ما يصل إلى نحو 1.4 مليار قدم مكعبة من الغاز، وهي ثلث إنتاج العراق من الغاز الطبيعي البالغ 3.6 مليار قدم مكعبة يوميًا، يدخل منها 900 مليون فقط في عملية توليد الكهرباء.

الغاز الإيراني إلى العراق

ردًا على سؤال من الدكتور أنس الحجي بشأن احتياج العراق إلى الغاز الإيراني في المستقبل، قال الخطيب إنه سيظل في حاجة إلى استيراد الغاز من الخارج لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل، حتى إذا حُرقت كمية الغاز المصاحب مع براميل النفط بالكامل داخل منظومة الطاقة.

الغاز الإيراني
خطوط أنابيب الغاز الإيراني - الصورة من منصة "فينانشيال تريبيون"

وأوضح وزير الكهرباء العراقي السابق، أن هناك فرضية في العالم أن كل دولة يجب أن تملك نفطًا وغازًا لكي توفر الوقود لشعبها، ففي النهاية هي معادلة اقتصادية، والدولة تعمل وفق عقد اجتماعي ونظام ضريبي من المفروض أن يوفر هذه البيئة من الأعمال.

وأضاف: "يجب التركيز أولًا على استخدام الغاز المحلي، لأن هناك حاجة إلى التخطيط للمستقبل، فستحتاج الأجيال القادمة إلى تأمين الطاقة وتوفيرها، إذ ستكون التكنولوجيا توفرت بصفتها بدائل للبشر مستقبلً،ا وهذا بحث آخر، ولكن حاليًا يجب البحث عن مصادر أخرى للطاقة، وهذا لن يحدث إذا لم يعدل العراق تعرفة الكهرباء".

ولفت إلى أن إمدادات العراق من الغاز الإيراني تتراوح -حسب الوفرة- بين 1.4 و1.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، كما أن إمدادات العراق من الكهرباء الإيرانية تتراوح بين 1200 و1400 ميغاواط من خلال 4 خطوط نقل تربط بين البلدين.

وقال إن العراق اتجه إلى الربط الكهربائي مع دول الجوار، مثل الأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية، وهيئة الربط الخليجي عبر الكويت، وهي خطوات بدأت عام 2019، وصولًا إلى اتفاقات الربط مع مصر، لكي يتحول العراق إلى ناقل للطاقة، ومن خلال التجارة في هذا المجال مستقبلًا يستفيد من تمريرها.

مصادر الطاقة الإيرانية

قال وزير الكهرباء العراقي السابق، الخبير الدولي في مجال الطاقة، الدكتور لؤي الخطيب، إن أسعار الغاز الإيراني الذي يشتريه العراق تخضع للأسعار العالمية والمعادلة السعرية لخام برنت القياسي، موضحًا أنه يمثل أرخص الخيارات حاليًا للعراق، لأن الغاز المسال أسعاره تتضاعف حاليًا.

وأوضح أن العراق يتفاوض مع قطر حاليًا بشأن الغاز المسال، وفي حالة التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن سيكون عليه تعديل تعرفة الكهرباء الداخلية، لكي يتمكن من سداد تكلفة كميات الغاز التي سيشتريها من قطر، لأنه سيكون أمرًا صعبًا في ظل المسارات الحالية، إذ يجب تحميل قيمة الوقود والأحمال على تعرفة الكهرباء.

الغاز الإيراني

وعن إمكان إسهام الدول العربية -عن طريق الربط الكهربائي- تعويض كميات الكهرباء والغاز الإيراني إلى العراق، قال الخطيب إن الطلب على الكهرباء يتزايد في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كافة، وتنويع مصادر الطاقة من الأهداف الرئيسة للعراق، ولكن الاعتماد على الاستيراد من دول تحتاج إلى سد حاجتها الداخلية من الطاقة سيكون مجازفة كبيرة.

وأضاف: "هذا الربط الكهربائي مع دول الجوار لن يلبي حاجة العراق إلى الكهرباء كاملًا، فعلى سبيل المثال، الربط مع هيئة الربط الخليجي لن يوفر للعراق سوى 1000 ميغاواط، في ظل احتياجه للمزيد من الكميات بسبب زيادة الطلب على الكهرباء سنويًا بنحو 8-10%، أي 2500-3000 ميغاواط سنويًا".

وذكر الوزير السابق أن طهران تواجه زيادة الطلب داخليًا على الكهرباء والغاز الإيراني، لافتًا إلى أنه سبق أن تحدث إلى وزير الطاقة السابق رضا أردكانيان، الذي أخبره بضرورة أن يطور العراق منظومة الكهرباء لديه، لأن إيران تحتاج إلى مواردها داخليًا.

وأشار إلى أن موسم الشتاء -بالنسبة إلى استيراد الغاز الإيراني- يختلف كثيرًا عن موسم الصيف، لأن إيران تحتاج إلى غازها في الشتاء، الأمر الذي يضع العراق في أزمة كبرى، وبالتالي على العراق البحث عن مصادر للغاز من دول الخليج، والمرشحة الآن هي قطر.

وتابع: "المملكة العربية السعودية تستهلك مقدرات الغاز لديها محليًا، والدول الأخرى تعتمد على الاستيراد لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء داخلها، عكس دولة قطر".

استيراد الغاز لسد الاحتياجات

خبير أوابك وائل حامد عبدالمعطي
خبير أوابك وائل حامد عبدالمعطي

طرح خبير الصناعات الغازية والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، سؤالًا على الدكتور لؤي الخطيب، خلال حلقة "أنسيات الطاقة" حول إمكان تجديد اتفاقيات استيراد الغاز الإيراني، من منافذ الوسط والجنوب، لسد احتياجات العراق، التي -حسب المعلومات المتاحة عنها- ستنتهي خلال عام أو عامين من الآن.

كما لفت عبدالمعطي إلى استيراد العراق للغاز القطري، وإعلان إنشاء وحدة عائمة للغاز المسال، التي عادة ما تكون حلًا مؤقتًا، متسائلًا ما إذا كانت ستُحول هذه الوحدة إلى مرفأ دائم على غرار مرفأ الزور في الكويت، أم ستظل مؤقتة؟

ورد الخطيب قائلًا إن العراق سيظل في احتياج إلى الغاز الإيراني، وأي غاز يمكن أن يسهم في تجاوز أزمة الكهرباء الحالية، لذلك فإن أي اتفاقيات تنص على منح العراق الغاز بأسعار وكميات مناسبة، سيكون هناك اتجاه لتجديدها.

وحول الغاز القطري، قال إن قطر أو أي دولة قد يستورد العراق منها الغاز، ستكون هناك حاجة إلى مرفأ ثابت مستقبلًا، مؤكدًا أنه مع تأسيس البنى التحتية لهذه المشروعات، لتحقيق أمن الطاقة في العراق، ولكن مع تأكيد أن كل هذه الأمور تعتمد على تعديل التعرفة داخليًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق