مشروع تجريبي لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة أسفل حقل ليدوك النفطي بكندا
بالتعاون بين شركتي إمبريال أويل وإي 3 ليثيوم
هبة مصطفى
يتواصل الاهتمام العالمي بمعدن الليثيوم لاستخداماته الحيوية في تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات، وتخوض كندا تجربة جديدة لإنتاجه عبر إعادة تطوير إمكانات حقل ليدوك النفطي في ألبرتا.
وتعود ملكية الحقل النفطي إلى شركة إمبريال أويل، في حين يستخدم مشروع كلير ووتر التجريبي تقنيات شركة إي 3 ليثيوم الحديثة بالاعتماد على سحب المعدن من المياه المالحة أسفل الحقل.
وبدأت شركتا إمبريال أويل وإي 3 ليثيوم شراكة تهدف إلى تعزيز قدرات تلبية الطلب العالمي على المعدن الرئيس بصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات الآخذ في النمو، وفق الموقع الإلكتروني لشركة إمبريال.
يأتي هذا في حين سبق أن أطلقت ستاندرد أند بورز غلوبال كومودتي إنسايتس تحذيرًا -عام 2022 الجاري- من النقص العالمي في استثمارات المعدن الرئيس في تصنيع السيارات الكهربائية وبطارياتها وأنظمة تخزين الكهرباء، ما يهدد خطط الحياد الكربوني والتخلص من الوقود الأحفوري.
تفاصيل المشروع
يعتمد المشروع التجريبي لاستخراج الليثيوم من حقل ليدوك النفطي بالمقام الأول على النتائج الجديدة لإمكانات الحقل بوصفه أحد المصادر الرئيسة للمعدن، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتخطط شركتا إمبريال أويل وإي 3 ليثيوم لاستخراج المعدن بالاستعانة بتقنيات التعامل مع التركيزات الملحية أسفل الحقول النفطية، وهي التقنية التي تعتزم الشركتان تطبيقها في مشروع كلير ووتر في ألبرتا الكندية.
وبموجب الاتفاقية، الموقعة الخميس 23 يونيو/حزيران الجاري، تستثمر شركة إمبريال أويل 6.35 مليون دولار كندي بالمشروع في صورة سندات خزانة مسبقة الدفع وفق صحيفة ذي غلوبال أند ميل.
(دولار كندي = 0.78 دولارًا أميركيًا)
وتعتزم شركة إي 3 استكمال دراسات الجدوى التمهيدية للمشروع المخصص له استثمارات إجمالية تصل إلى 602 مليون دولار أميركي، نهاية العام المقبل (2023).
ويُعد مشروع شركة إي 3 في حقل ليدوك النفطي (مشروع كلير ووتر) أول أعمال الحفر طبقًا لنتائج تقييمات الليثيوم في ألبرتا، وتقدر الشركة إنتاج المرحلة الأولى من تطوير الحقل لما يقارب 20 ألف طن سنويًا من هيدروكسيد الليثيوم.
وبالتوازي مع مشروع كلير ووتر، تعتزم شركة إي 3 التوسع في عمليات استخراج الموارد المحتملة لمعدن الليثيوم في روكي وإكس شاو.
خطط البناء والإنتاج
حول خطط البناء والإنتاج، يُشير الاتفاق إلى بدء مشروع كلير ووتر عام 2026، في حين يبلغ عمره التشغيلي 20 عامًا، ويهدف إلى إنتاج 20 ألف طن من هيدروكسيد الليثيوم سنويًا بموجب التقييم الاقتصادي الأولي للمشروع.
ويأتي انضمام شركة إمبريال أويل لمشروع كلير ووتر التابع لشركة إي 3 لاستخراج الليثيوم من الحقل النفطي في ألبرتا لاعبًا رائدًا في مجال الطاقة، لا سيما أن حقل ليدوك النفطي المُكتشف عام 1947 كان يخضع لإدارتها وسجل إنتاجًا قويًا.
وفي الوقت ذاته، أكدت شركة إي 3 أنها عكفت على تطوير تقنيات مبتكرة من شأنها دعم إنتاج الليثيوم عالي الجودة القابل للبيع المباشر لشركات تصنيع البطاريات دون الحاجة إلى معالجته.
وأضافت الشركة في عرضها التقديمي لمشروع كلير ووتر أنها حرصت على تبني مبادئ الحوكمة البيئية، إذ إنها تعكف على استكشاف مصادر الطاقة المتجددة لتلبية احتياجها من الكهرباء، بجانب احتجاز الكربون لخفض البصمة الكربونية.
ورغم ثقة شركة إي 3 بدور تقنيتها في تعزيز الطلب على الليثيوم، فإنها أكدت في الوقت ذاته عدم اليقين من حجم النطاق التجاري لإنتاج المشروع.
انتقال الطاقة
أكد مدير التطوير التجاري في شركة إمبريال، جيسون إيوانيكا، أن الاتفاق مع شركة إي 3 جاء من منطلق حرص شركته على تطوير ابتكارات وتقنيات انتقال الطاقة، مشددًا على أهمية تطوير فرص الاستفادة من الأصول الحالية خلال عمليات الانتقال.
وأضاف أن فرص وجود معدن الليثيوم بالتركيزات الملحية أسفل الحقل النفطي أكبر من فرص الحصول عليه عبر الطرق التقليدية.
وفي المقابل، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إي 3، كريس دورن بوس، أن التعاون مع إمبريال أثمر حصول شركته على بيانات مهمة حول الحقل وتطوير المشروع.
وأضاف أن التعاون مع إمبريال لإعادة تطوير حقل ليدوك مصدرًا عالميًا لإنتاج الليثيوم من شأنه تسجيل مرحلة مهمة لإنتاج المعدن بألبرتا وكندا.
وتتضمّن خطط المشروع حفر أولى آبار تقييم الليثيوم في ألبرتا بحلول نهاية الربع الثالث من العام الجاري (2022)، عبر نقل المحلول الملحي إلى السطح لاستخراج الليثيوم.
اقرأ أيضًا..
- الحياد الكربوني في العراق والشرق الأوسط.. هل يتحقق بحلول 2050؟ (تقرير)
- مكافحة التغير المناخي تتيح فرصة استثمارية قيمتها 130 تريليون دولار
- أكبر 10 دول منتجة للنفط حول العالم (تقرير)