مقطورة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية وتوفر الوقود (صور)
مقارنة بالمقطورات الأخرى التي تعمل بالديزل
مي مجدي
يتساءل كثيرون عن مدى إمكان استخدام الطاقة الشمسية واستغلالها في صناعة السيارات، خاصة أنها تحتاج إلى مساحات هائلة لتركيب العديد من الألواح الشمسية اللازمة لتوليد الكهرباء.
في هذا الإطار، تعكف شركة "سونو سيون" الألمانية على تطوير تقنيات لدمج الألواح الشمسية في السيارات والمركبات لتقليل انبعاثات الكربون من وسائل النقل.
واستطاعت الشركة، مؤخرًا، إبرام اتفاقية مع شركة مركبات التبريد الفرنسية "شيرو" لتطوير مقطورة تعمل بالطاقة الشمسية، حسبما نشر موقع بي في ماغازين (PV Magazine).
وستعمل الشركتان على تطوير واختبار نموذج تجريبي للمركبة، وبدء التقييم لإنتاج كميات أكبر، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
عالم خالٍ من الوقود الأحفوري
تقف شركة "سونو موتورز" وراء سيارة الركاب سيون الكهربائية التي تعمل بألواح شمسية مدمجة في السقف وغطاء المحرك وعلى الجوانب.
وأسس الشركة "لورين هان" في عام 2016، بمشاركة "جونا كريستيانز" و"نافينا بيرنشتاينر"، داخل مرآب لتطوير أول نموذج تجريبي لهم يدويًا، واختبار ما إذا كانت رؤيتهم لتطوير سيارة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية يمكن تحقيقها.
ويقول هان: "نتخيل عالمًا خاليًا من الوقود الأحفوري، ولهذا السبب نريد أن تصبح السيارات الكهربائية متاحة للأسواق الضخمة؛ ونظرًا لكون الوقود الأحفوري موردًا محدودًا وغير مستدام، نريد استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل السيارات والمركبات التجارية الأخرى".
ويضيف: "من خلال تقنياتنا الشمسية، نريد مساعدة صناعة الخدمات اللوجستية لتصبح أكثر اخضرارًا، وتلبية أهداف ثاني أكسيد الكربون، والعمل بكفاءة في الوقت نفسه".
وترى الشركة الألمانية أن الشراكة مع شركة شيرو الفرنسية -المنتجة لمركبات التبريد المستخدمة في نقل الأغذية والأدوية وغيرهما من المنتجات المجمدة- ستسهم في توفير قرابة 3 آلاف و400 لتر من الوقود، وتجنب إنتاج الانبعاثات الكربونية بنحو 9 أطنان لكل مركبة سنويًا، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مقطورة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية
ستشهد الشراكة تعاون الشركتين لإنتاج نموذج تجريبي لشاحنة تبريد من خلال دمج 58.9 مترًا مربعًا من الوحدات الشمسية، تبلغ قدرتها 9.8 كيلوواط.
ومن المتوقع عرض المقطورة في المعرض التجاري للنقل بألمانيا رسميًا في وقت لاحق من هذا العام، ثم ستخضع إلى اختبارات مكثفة لتقييم جدواها التقنية والاقتصادية بهدف الإنتاج بكميات أكبر.
وفي هذا الشأن، قال مدير تطوير الأعمال في شركة سونو موتورز "لارس لويل": "من خلال هذه الشراكة ندخل سوقًا جديدة لاستخدام تقنياتنا الشمسية.. هدفنا هو توفير الطاقة الشمسية في كل مركبة، ومن خلال هذه التقنية يمكن توفير الطاقة بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالديزل".
وعادة ما تعمل مركبات التبريد التقليدية إما عن طريق مولد ديزل منفصل عن محرك الشاحنة، وإما بطارية إضافية.
وبعد الكشف عن الشاحنة في سبتمبر/أيلول المقبل، ستخضع الشاحنة إلى الاختبار لعدة أشهر من قبل عملاء شركة شيرو في فرنسا؛ بهدف التحقق من حسابات سونو حول مدى توفير الطاقة وإمكانية تقليل الانبعاثات.
تطوير تقنيات مخصصة
ستجهّز سونو موتورز سقف وجوانب مقطورة شيرو الحالية بـ54 وحدة شمسية مصممة خصيصًا للاستخدام في مركبات نقل البضائع، وتختلف عن تلك المستخدمة في سيارة الركاب سيون.
وستُستخدم الطاقة الشمسية لتشغيل وحدة التبريد من خلال شحن البطارية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيرو، داميان ديستريماو: "حلول الطاقة الشمسية التي تقدمها شركة سونو موتورز هي الحل الأمثل لمقطوراتنا".
وتابع: "يسعدنا العمل مع سونو موتورز لتطوير النموذج الأولي الذي سيكون جزءًا من أسطولنا التجريبي من مقطورات التبريد المستدامة.. هذه خطوة كبيرة لجعل النقل التجاري أكثر استدامة وأقل تلويثًا".
في الوقت نفسه، تتوقع سونو موتورز تزايد الطلب على النقل المبرد في السنوات المقبلة، مع زيادة الطلب على السلع المجمدة والوجبات السريعة والأدوية.
وترى أن أهمية هذه المركبات ستبرز مع زيادة تكاليف الوقود والضوابط المفروضة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا..
- التنوع سر ضمان أمن الطاقة.. الدرس الأبرز من الغزو الروسي لأوكرانيا
- الوقود الأحفوري في مصر.. ماذا تعرف عن إحدى أقدم الدول في صناعة النفط والغاز؟
- ائتمانات الطاقة المتجددة قد تقوّض أهداف اتفاقية باريس للمناخ (دراسة)
