وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط سيتجاوز مستويات ما قبل كورونا خلال 2023
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل، مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري الصادر اليوم الأربعاء، إنه من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 101.6 مليون برميل يوميًا خلال 2023، ليتجاوز بذلك مستويات ما قبل فيروس كورونا.
كما توقعت الوكالة -في أول توقعات عن عام 2023- أن تمثّل الاقتصادات غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ما يقرب من 80% من النمو المتوقع للطلب خلال العام المقبل.
وفي عام 2022، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب العالمي على النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا هذا العام، وهي نفس تقديرات الشهر الماضي.
وكانت منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) قد أبقت على تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري عند 3.36 مليون برميل يوميًا، في حين لم تصدر بعد توقعاتها عن عام 2023.
وعلى جانب آخر، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى 2.28 مليون برميل يوميًا خلال 2022، بدلًا من 2.22 مليون برميل يوميًا وفق تقديرات الشهر الماضي.
وبالنسبة لعام 2023، تقدِّر إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الطلب العالمي على النفط سينمو بنحو 1.69 مليون برميل يوميًا.
الصين تعزز الطلب
على الرغم من توقعات تسبب ارتفاع أسعار الخام في تقليل زيادات استهلاك النفط، ترى وكالة الطاقة أن تعافي الطلب في الصين سيعزز من نمو الطلب على النفط خارج منظمة التعاون الاقتصادي.
وتوقعت أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا في عام 2023، ليرتفع إلى 101.6 مليون برميل يوميًا.
كما تضمنت توقعات وكالة الطاقة الدولية، أن تقود الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك+ نمو الإمدادات العالمية خلال العام المقبل، إذ ستقوم بإضافة نحو 1.9 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، و1.8 مليون برميل يوميًا خلال 2023.
وعلى مستوى أوبك+، توقعت وكالة الطاقة انخفاض إجمالي إنتاج التحالف من النفط خلال العام المقبل.
وأرجعت ذلك إلى انخفاض إنتاج روسيا؛ بسبب العقوبات المفروضة عليها، مع معاناة المنتجين خارج الشرق الأوسط من انخفاض في الإنتاج.
وفي حالة تعافي إنتاج ليبيا، سيعمل ذلك على زيادة إنتاج تحالف أوبك بمقدار 2.6 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، وفقًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية.
التكرير وانتعاشة متوقعة
توقعت وكالة الطاقة، أن ترتفع سعة تكرير النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل خلال 2023، مقابل زيادة قدرها مليون برميل متوقعة خلال العام الجاري.
وقالت إن ارتفاع سعة التكرير سيعزز من إنتاجية المشتقات النفطية بمقدار 3.5 مليون برميل يوميًا خلال المدة من مايو/أيّار حتى أغسطس/آب 2022، وبمعدل 2.3 مليون برميل يوميًا في المتوسط خلال العام الجاري.
كما توقعت زيادة في المنتجات النفطية بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا خلال العام المقبل، مدعومة بمصافي التكرير الجديدة الناشئة في أفريقيا والشرق الأوسط وأسيا.
وترى الوكالة، أن نشاط المصافي عالميًا مهيأ لتحقيق انتعاشة أقوي مع اقتراب نهاية موسم صيانة المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، وسط تزايد وتيرة ارتفاع إنتاج المصافي الصينية.
ورغم توقعات زيادة السعة التكريرية، تشير وكالة الطاقة إلى أنه من المتوقع استمرار شح الإمدادات في أسواق المنتجات النفطية.
ونوهت إلى أن إمدادات الديزل والكيروسين ما زالت مصدر قلق، إذ انخفضت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من نواتج التقطير بنسبة 25% منذ يناير/كانون الثاني 2022 لتسجل أدنى مستوياتها منذ عام 2004.
ونتيجة لذلك، من المتوقع ارتفاع أسعار نواتج التقطير إلى مستويات قياسية.
وفي المقابل، ارتفع الطلب على وقود الطائرات والبنزين بشكل موسمي، مقابل تراجع الطلب على الديزل على أساس شهري في مايو/ أيار الماضي.
مخزونات النفط
بحسب وكالة الطاقة الدولية، عادت مخزونات النفط العالمية إلى الارتفاع بمقدار 77 مليون برميل في أبريل/نيسان الماضي، وذلك بعد عامين من الانخفاض.
وزادت مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 42.5 مليون برميل أي ما يعادل 1.42 مليون برميل يوميًا، مدعومة بمساهمة المخزونات الحكومية بما يقدر بمليون برميل يوميًا.
وكانت مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي سجلت 2.6 مليار برميل، لتكون أقل بمقدار 290.3 مليون برميل عن متوسط المدة من عام 2017 حتى 2021.
ومع ذلك، تظهر البيانات الأولية عن شهر مايو/أيّار الماضي أن إجمالي مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت بمقدار 6 ملايين برميل من النفط.
توازن السوق
من المتوقع أن يؤدي تباطؤ الطلب على النفط مقابل زيادة المعرض النفطي حتى نهاية العام الجاري، إلى استعادة سوق النفط العالمية توازنها، ولكن لن يدوم الأمر طويلًا.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة، فإن التوزان المتوقع لسوق النفط سيكون قصير الأجل، نتيجة دخول العقوبات المفروضة على روسيا حيز التنفيذ بشكل كامل، مع تعافي الطلب على النفط في الصيف، وكذلك مخاوف استمرار تراجع إنتاج ليبيا وتآكل قدرة إنتاج تحالف أوبك+ الاحتياطية.
معروض النفط
نتجية العقوبات المفروضة على روسيا وتسببها في إغلاق مزيد من الآبار، من المحتمل أن يكافح المعروض النفطي لمواكبة الطلب خلال العام المقبل.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي وافقت على حظر 90% من واردات النفط الروسي، على أن تتخلص منها تدريجيًا ما بين 6 إلى 8 أشهر.
وترى وكالة الطاقة الدولية، أن تحالف أوبك+ سيقوم بتعويض نقص النفط الروسي بزيادات معتدلة، ليأتي الحجم الأكبر من زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك+ خلال الفترة المتبقية من العام الجاري والعام المقبل 2023.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية، أن يضيف المنتجون من خارج أوبك+ بقيادة الولايات المتحدة 1.9 مليون برميل يوميًا خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، و1.8 مليون برميل يوميًا خلال 2023.
موضوعات متعلقة..
- أوبك تخفض تقديرات المعروض النفطي من خارجها في 2022
- إدارة معلومات الطاقة ترفع تقديرات الطلب على النفط خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- ناقلة النفط صافر.. خزان عائم يهدد الملايين بكارثة إنسانية (تقرير)
- حقل هنغام.. 10 معلومات عن المشروع المعلق بين إيران وسلطنة عمان (إنفوغرافيك)