إنعاش غازبروم جيرمانيا بـ 10.4 مليار دولار لتعزيز أكبر أسواق الغاز الأوروبية
تتلقاها من بنك الائتمان وإعادة الإعمار الألماني خلال أسبوع
هبة مصطفى
تستعد شركة غازبروم جيرمانيا، الذراع الألمانية لشركة الغاز الروسية غازبروم، إلى تلقّي دفعة إنقاذ عبر قرض بنك الائتمان لإعادة الإعمار، تصل قيمته إلى 10 مليارات يورو (10.4 مليار دولار أميركي)، خلال الأسبوع الجاري.
وتحتاج الشركة إلى قرض بنك الائتمان الألماني "كيه إف دبليو" بصفة حزمة دعم تُسهم في مواصلة أعمالها، بعد أن شهدت أسعار الغاز بالسوق الفورية في ألمانيا ارتفاعات غير مسبوقة، وفق ما نشرته بلومبرغ (Bloomberg) اليوم الإثنين 13 يونيو/حزيران.
وجاءت تلك الخطوة بعد أن سمحت تعديلات طرأت، في أبريل/نيسان الماضي، على قانون الطاقة الألماني بإسناد مهام إدارة الشركة للسلطة في برلين، ونزع حق الإدارة عن الشركة الأم في روسيا ضمن إجراءات الردّ على الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
قرض غازبروم جيرمانيا
عقب تولّي السلطات الألمانية مهام إدارة غازبروم جيرمانيا والشركات التابعة لها، منعت روسيا شحنات الغاز للشركة، ومارست ضغوطًا على بعض العملاء لإلغاء تعاقداتهم.
وعقب ذلك، أصيبت الشركة بهزّة مالية، إثر لجوئها إلى السوق الفورية ذات الأسعار المرتفعة، في محاولة لتعويض غياب الإمدادات الروسية وإلغاء التعاقدات، ما يجعل قرض بنك الائتمان لإعادة الإعمار، الذي يتراوح بين 5 و10 مليارات يورو، يمثّل بارقة أمل للشركة الخاضعة للسلطة الألمانية.
(1 يورو = 1.04 دولارًا أميركيًا)
وتكتسب شركة غازبروم جيرمانيا أهمية كبرى؛ كونها تملك أكبر منشآت تخزين الغاز في ألمانيا، بالإضافة لموزّع الغاز (وينغاز جي إم بي إتش) الذي يتولى مهمة توفير الإمدادات للاستخدامات الصناعية بالدولة الواقعة وسط غرب أوروبا.
وبخلاف الأعمال المحلية، أسهمت مبيعات التجزئة للشركة في توفير ما يقارب خُمس الغاز التجاري بالمملكة المتحدة عام 2020، بالإضافة إلى مشروعات للغاز المسال وذراعًا تجاريًا في لندن.
تأميم الشركة
يُسهم قرض بنك الائتمان الألماني في أداء شركة غازبروم جيرمانيا دور رئيس خلال مدة حرجة تحتاج القارّة الأوروبية بأكملها لضمان مستويات تخزين ملائمة للشتاء المقبل.
وبذلك لا تمثّل الشركة أكبر مواقع تخزين الغاز في ألمانيا فقط، بل أكبر أسواق الغاز بالقارّة العجوز في وقت ارتفعت به أسعار الغاز إلى 3 أمثال مستوياتها قبل عام، وفق رويترز.
وتسعى غازبروم جيرمانيا إلى الوفاء بتعاقدات العملاء ممن لم يتخارجوا من الشركة عقب نزع سلطة إدارة الشركة الروسية ومنحها لمنظم الطاقة الألماني، ويتطلب ذلك اللجوء للسوق الفورية ذات الأسعار الباهظة.
وتُتيح تعديلات قانون أمن الطاقة الألماني -المطروحة في أواخر أبريل/نيسان الماضي، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- تعديل بعض مواد القانون المُنظم لعمل القطاع منذ ما يقارب 47 عامًا.
وتتضمن التعديلات إجراءات تنظيمية للشركات والهيئات المعنية بالقطاع خلال رحلة استقلال ألمانيا عن الإمدادات الروسية، ومنح البلاد سلطة التحكم بأصول الشركات الحيوية بالقطاع، ومن ضمنها شركة غازبروم جيرمانيا.
وبموجب تلك التعديلات، تولّى منظم الطاقة الألماني مهمة إدارة شركة غازبروم جيرمانيا منذ أبريل/نيسان، ولمدة 6 أشهر تنتهي في 30 سبتمبر/أيلول المقبل، دون الإفصاح عن مصير الشركة بعدها.
الرد الروسي
لم تتقبل روسيا استيلاء الحكومة الألمانية على أصول شركة غازبروم جيرمانيا مطلع أبريل/نيسان، وخفضت تدفقات الغاز الخاصة بشهر مايو/أيار للشركة، وألغت بعض التعاقدات، وفق صحيفة فاينانشيال تايمز.
ويسمح قرض بنك الائتمان لإعادة الإعمار الألماني المقدّم لشركة غازبروم جيرمانيا باستئناف ذراعها "جي إم & تي" المعنية بأعمال التسويق والتجارة لأعمالها بصفتها موردًا رئيسًا للغاز والغاز المسال.
وفتح مجال انتقال سلطة إدارة غازبروم جيرمانيا لمنظم الطاقة الألماني باب الجدل، رغم حاجة ألمانيا لتلك الخطوة، إذ واجهت برلين على إثرها اتهامات بالمماطلة والتهرب من مساعي فرض حظر مباشر على الإمدادت الروسية.
وتسعى ألمانيا التي تحفَّظ مستشارها أولاف شولتش عن المشاركة في أيّ عقوبات تتعلق بإمدادات الطاقة الروسية، فور طرح الأمر عقب غزو أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي، لتوفير بدائل لواردات موسكو التي تلبي 25% من الطلب الألماني على النفط و40% للغاز.
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع احتياطيات النفط والغاز لدى 119 شركة عامة في 2021
- بالأرقام.. إغلاق محطة فريبورت للغاز المسال يهدد السوق الأوروبية
- النفط الليبي يخسر مليون برميل يوميًا وأنباء عن توقف الإنتاج نهائيًا