التقاريرأسعار النفطالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

زيارة بايدن للسعودية.. أميركا تعلق آمالها على المملكة لحل أزمة البنزين

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • خبراء يُرجحون عدم استجابة السعودية لمطالبات بايدن بزيادة الإنتاج.
  • زيادة إنتاج تحالف أوبك+ لا يمكنها تعويض غياب النفط الروسي.
  • توقعات بأن تفشل زيارة بايدن للسعودية في إنقاذ أسعار البنزين الأميركية.
  • المملكة ملتزمة بالعمل في إطار تحالف أوبك+ ولا تُفَضِّل التحرك الفردي.
  • أميركا تحتاج إلى إجراءات محلية لحل أزمة البنزين؛ من ضمنها زيادة قدرة التكرير.

تعوّل أميركا على زيارة بايدن للسعودية ودول الشرق الأوسط، الشهر المقبل؛ لإيجاد حل جذري لأزمة البنزين التي تعانيها الولايات المتحدة على الصعيد المحلي منذ أواخر العام الماضي حتى الآن.

وتُخطط الإدارة الأميركية للاستفادة من زيارة بايدن في إقناع مسؤولي المملكة بزيادة ضخ النفط في الأسواق الدولية، وتعويض غياب النفط الروسي عن الساحة، في محاولة لخفض أسعار البنزين التي تشير التوقعات إلى ارتفاعها لأعلى مستوياتها منذ عام 2014.

واتفق خبراء ومحللون على أن زيارة بايدن للسعودية ضمن جولته المرتقبة بالشرق الأوسط، في يوليو/تموز المقبل، أمر حتمي كونه محاولةً لضبط أسعار سوق النفط الدولية، لكن غالبيتهم استبعدوا أن تؤتي تلك الزيارة بثمارها وتُخفض أسعار البنزين في أميركا، وفق ما نشرته صحيفة ذي هيل الصادرة من واشنطن.

زيارة بايدن للسعودية وأسعار البنزين

رجّحت مديرة مبادرة أمن الطاقة والمناخ بمعهد بروكينغز للأبحاث -ومقره أميركا، سامانثا غروس، فشل زيارة بايدن للسعودية في تحقيقه "فوزًا" وفق أهدافه بإقناع المملكة بضرورة زيادة معدلات ضخ النفط في الأسواق العالمية، والذي يلقي بآثاره على أسعار البنزين الأميركية.

واتفق معها أحد كبار الباحثين بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بن كاهيل، مشيرًا إلى تفضيل السعودية التدخل في سوق النفط عبر تحالف أوبك+ وليس ضغطًا فرديًا منها كونها دولة، لكن ليس خلال الأشهر المقبلة.

وفي الوقت ذاته، شدد بن كاهيل على أن السعودية والإمارات ودول تحالف أوبك+ يتعين عليها إدارة الطاقة وقدرات احتياطيات السوق والفائض بعناية؛ ربما تكون أحد مساراتها زيادة الإنتاج.

زيارة بايدن للسعودية
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من (NY Daily News)

واستبعد بن كاهيل إمكان ضغط زيارة بايدن للسعودية نحو زيادة إنتاج المملكة في الخريف المقبل.

وقال: "إذا قررت السعودية اتخاذ تلك الخطوة؛ فلن تكون زيارة بايدن وراء ذلك، لكن الدافع الحقيقي سيكون أسعار النفط المرتفعة".

مصافٍ جديدة

أكد النائب الأول لرئيس التحليلات بشركة ريستاد إنرجي لأبحاث الطاقة، كلاوديو غاليمبيرتي، أن السعودية تميل للالتزام بالخطة الزمنية التي أقرها تحالف أوبك+، مع طرح احتمال زيادة الإنتاج -فقط- في حالة انخفاض إنتاج النفط الروسي.

وأوضح أن زيادة الإنتاج المقترحة لمستويات تفوق خطط أوبك+، رغم أنها سيناريو مستبعد؛ فإنها لن تتمكن من خفض أسعار النفط سوى بما يقارب 10 دولارات لكل برميل.

وفيما يتعلق بارتفاع أسعار البنزين، لفت غاليمبيرتي إلى أن هناك عوامل عدة عززت تلك الارتفاعات بخلاف قفزة أسعار النفط إلى مستويات 120 دولارًا للبرميل المُسجلة الجمعة 10 يونيو/حزيران.

وأضاف أن انخفاض سعة طاقة التكرير يُسهِم أيضًا في رفع أسعار البنزين، غير أنه عوّل على مصافٍ جديدة يُنتظر افتتاحها بالشرق الأوسط، خلال أغسطس/آب المقبل، للإسهام في تخطي تلك الأزمة.

أوبك+ وغياب النفط الروسي

تكتسب السعودية مكانة مهمة بأسواق النفط الدولية باعتبارها ثاني أكبر مُنتجي النفط بالعالم، بخلاف دورها الرئيس في منظمة أوبك وتحالف أوبك+، وتنظر الدول إلى المملكة باعتبارها مساهمًا بالأسواق يمكنه دعم خفض أسعار الطاقة من مستوياتها القياسية الحالية.

لوك أويل الروسية
مستشار تحرير "الطاقة" الدكتور أنس الحجي

وتأتي زيارة بايدن للسعودية في الوقت الذي اتخذ فيه تحالف أوبك+ قرارًا بزيادة الإمدادات مع مواصلة تعافي الأسواق من آثار جائحة كورونا، وزيادة الإنتاج لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب إلى نحو 648 ألف برميل يوميًا ارتفاعًا من المستويات السابقة المُقدرة بما يصل إلى 423 ألف برميل يوميًا.

بدوره، استبعد خبير اقتصادات وسياسات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، إمكان تعويض إنتاج تحالف أوبك+ لخفض إنتاج النفط الروسي المقترح من قِبل شركة لوك أويل بدلًا من فرض عقوبات كاملة عليه أوروبيًا.

وأوضح الحجي، خلال مقابلة سابقة له مع قناة العربية، نهاية شهر مايو/أيار الماضي، أن المقترح الروسي جاء ليحمل رسالة ضمنية موجهة لأكثر من طرف -من بينها أميركا وأوروبا والهند- مفادها عزم موسكو خفض الإنتاج والصادرات.

ما سبب ارتفاع البنزين الأميركي؟

تعود المستويات المرتفعة لأسعار البنزين في أميركا لأسباب عدة لا تتعلق جميعها بأهداف زيارة بايدن للسعودية، لكنها تتطلب حلولًا جوهرية على أرض الواقع محليًا.

زيارة بايدن للسعودية
إحدى محطات البنزين الأميركية وقائمة تحديث لحظية للأسعار - الصورة من (Fox Business)

ومنذ بدء التعافي من تداعيات جائحة كورونا، قفزت أسعار البنزين في أميركا إلى 3 دولارات للغالون الواحد في مايو/أيار من العام الماضي (2021)، وتخطت 4 دولارات في الشهر التالي له، غير أنها ارتفعت إلى ما يزيد على 5 دولارات، أمس السبت 11 يونيو/حزيران، ووصلت إلى 6.43 دولارًا بولاية كاليفورنيا وفق صحيفة الغارديان.

وحلل تقرير للصحيفة أسباب ارتفاع أسعار البنزين في 3 مسارات: الغزو الروسي لأوكرانيا، واضطرابات أسواق الطاقة بعدها، وانخفاض قدرة التكرير الأميركية منذ نهاية عام 2019 بمعدل 900 ألف برميل يوميًا طبقًا لبيانات وزارة الطاقة، بجانب استغلال شركات النفط للأزمة للضغط على الأسعار.

وتقدم الجمهوريون بمقترح يدعم زيادة إنتاج النفط على الصعيد المحلي، ومنح تصاريح حفر لأراضٍ فيدرالية وبحرية، وتعديل موقف الإدارة الأميركية حيال خط أنابيب النفط الكندي كيستون إكس إل.

ورغم تعزيز تلك المقترحات للأسعار المحلية بعيدًا عن زيارة بايدن للسعودية؛ فإنها لاقت رفضًا بيئيًا من قِبل نشطاء المناخ في أميركا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق