تقارير النفطالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير الهيدروجينسلايدر الرئيسيةغازنفطهيدروجين

كيف تنجو دول النفط والغاز من مقصلة انتقال الطاقة؟ السعودية نموذجًا للصدارة

الإمارات تتفوق بالهيدروجين الأصفر.. وسلطنة عمان تتبنى مشروعات ضخمة

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بزيادة الطلب على الهيدروجين 6 أضعاف بحلول عام 2050
  • انبعاثات إنتاج الهيدروجين الأزرق وتكلفته تُضعف إنتاجه مقابل الأخضر
  • السعودية رائدة دول النفط والغاز بالعالم اقتحمت عالم الهيدروجين الأخضر
  • الهيدروجين الأزرق والأخضر لن يكون بديلًا عن الوقود الأحفوري
  • دول النفط والغاز تواجه عقبات خلال رحلة تحول الطاقة
  • الهيدروجين الأزرق قد يُسهم في دعم تحول الطاقة.. ولكن!

خلال رحلة انتقال الطاقة، تتجه الأنظار إلى دول النفط والغاز، وتدور بالأذهان تساؤلات عدّة.. كيف سيكون مصيرها؟ كيف ستواصل استثماراتها إذا ما كانت معتمدة كليًا على الصناعة؟ كيف ستتعامل مع البنية التحتية؟ هل تنجح في إحراز تقدّم بالتحول الأخضر؟

هنا يبرز الحديث عن الهيدروجين؛ نظرًا لأن دولًا كبرى استندت إليه بصفته مرحلة وسيطة خلال رحلة انتقال الطاقة، لكن شكوكًا تدور حول ما إذ كان يمكنه أن يحلّ محلّ الوقود الأحفوري بصورة دائمة.

ونجح عدد من دول النفط والغاز في تطوير المسارين بالتوازي (الوقود الأحفوري والهيدروجين)، ورغم ذلك ظل التساؤل حول إمكان كون الهيدروجين بديلًا مطروحًا، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بالأسواق العالمية، عقب غزو أوكرانيا، ، وفق تقرير ورد بصحيفة إنرجي مونيتور (Energy Monitor).

وفي غضون ذلك، برز جانب مهم حول حقيقة إمكانات دول النفط والغاز فيما يتعلق بمواردها المتجددة التي تؤهلها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ يهدد تباين إمكانات تلك الدول بترجيحها إنتاج الهيدروجين الأزرق، رغم ما أُثير حول انبعاثاته.

الهيدروجين بدول النفط والغاز.. ريادة عربية

من بين دول النفط والغاز، تحظى بلدان عربية بإمكانات تؤهلها لوضع بصمتها العالمية، والتميز في مسارَي استثمارات الوقود الأحفوري والهيدروجين جنبًا إلى جنب.

وتكتسب تلك الدول ميزات بين دول العالم كافة، كونها تتمتع بموارد متجددة فائقة، وأبرزها موارد الطاقة الشمسية، كما إن موقعها المميز يسمح لها بالاستفادة من تلك الموارد، بالإضافة إلى إمكانات الوقود الأحفوري التي يضمّها باطن الأرض والبحر.

دول النفط والغاز
محطة للهيدروجين الأخضر في السعودية - الصورة من بلومبرغ

وأكد أستاذ سياسات الطاقة بجامعة غينت البلجيكية، ثيجز فان دي غراف، أن دول النفط والغاز بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحظى بالميزات الجيولوجية من الجانبين، سواء فيما يتعلق بإنتاج الوقود الأحفوري أو إمكانات الطاقة المتجددة التي تؤهلها لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

  • السعودية في الصدارة

تتصدر السعودية قائمة دول النفط والغاز التي بدأت تخطو خطوات جادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، رغم كونها أكبر مُصدّري النفط.

وأزاحت المملكة قبل ما يقرب العامين -في يوليو/تموز عام 2020- الستار عن مشروع "هيليوس" في صورة محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بتكلفة 5 مليارات دولار.

ويعتمد مشروع محطة هيليوس للهيدروجين الأخضر -ضمن الإستراتيجية السعودية للهيدروجين باستثمارات تقارب 35 مليار دولار- على استخدام موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويُخطَّط دخوله حيز التشغيل عام 2025.

واللافت للنظر هنا أن تمويل إستراتيجية الهيدروجين الأخضر ومشروع محطة هيليوس في السعودية جاء من صندوق الثروات السيادية المُخصَّص له حجم إنفاق يصل إلى 500 مليار دولار حُصِّلَت من خلال عائدات النفط.

  • الإمارات

رغم أن الإمارات تعدّ إحدى دول النفط والغاز ذات الجذور التاريخية عربيًا، فإنها خاضت تجربة فريدة من نوعها، أهّلتها لتحتلّ المرتبة الأولى على المستوى العربي، والثانية على مستوى العالم، بكشفها خططًا -في يناير/كانون الثاني العام الجاري- لإنتاج الهيدروجين من الطاقة النووية.

وأكد مسؤولون أنه فور تشغيل وحدات محطة براكة للطاقة النووية، فإن أبو ظبي يمكنها إنتاج مليون طن متري من الهيدروجين سنويًا.

وكان خبير الغاز والهيدروجين بمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد أكد في تصريحات خاصة للطاقة المتخصصة -في 16 يناير/تشرين الثاني الماضي- أن إعلان الإمارات إمكانها توليد الهيدروجين الأصفر من الطاقة النووية يعدّ أول إعلان عربي من نوعه.

وعَدَّت الإمارات الهيدروجين أحد أدواتها لتنفيذ تعهداتها حيال الحياد الكربوني والتخلص من الانبعاثات، بحلول منتصف القرن.

وتضمنت خطط الإمارات -التي تعدّ أحد دول النفط والغاز المهمة بالشرق الأوسط- السعي لاقتناص 25% من حصص السوق الدولية للهيدروجين منخفض الكربون، وأطلقت خريطة طريق قيادة الهيدروجين خلال انعقاد قمة المناخ كوب 26 العام الماضي.

ولم تكتفِ الإمارات بإعلان إنتاج الهيدروجين الأصفر من الطاقة النووية، إذ أعلنت تعاونها مع شركة سيمنس للطاقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة الشمسية بمجمع محمد بن راشد، في مطلع مارس/آذار الماضي.

وشرعت الدولة التي تكتسب مكانة قوية ضمن دول النفط والغاز في عقد شراكات واستثمارات بمجال الهيدروجين مع كل من المملكة المتحدة ومصر والنمسا وكوريا الجنوبية وغيرها.

  • سلطنة عمان

لم تكن السعودية والإمارات الدولتين الوحيدتين بمنطقة الشرق الأوسط اللتين صُنِّفَتا ضمن دول النفط والغاز التي خاضت خطوات بالهيدروجين في الوقت ذاته، إذ تنضم إليهما سلطنة عُمان التي تتبنّى مشروعات ضخمة تُقدَّر بالغيغاواط.

وتعتزم السلطنة تشغيل أكبر مشروعاتها في مجال الهيدروجين الأخضر بسعة متجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تصل إلى 25 غيغاواط.

ورغم أنها إحدى دول النفط والغاز المهمة، حجزت السلطنة مكانًا ضمن مشروعات الهيدروجين الدولية، وتخطِّط شركة النفط البريطانية بي بي لقيادة زمام المبادرة نحو إطلاق مشروع ضخم لاستثمارات الهيدروجين بالسلطنة بحلول عام 2030.

ومطلع شهر يونيو/حزيران الجاري، أُعلِنَت مشاركة سلطنة عمان في مبادرة الهيدروجين المفتوحة، وهي مبادرة عالمية ترى أن مشاركة السلطنة بها جانب أساسي لتشكيلها.

مشروعات الهيدروجين العربية

أميركا وأوروبا

رغم صدارة السعودية لدول النفط والغاز التي بدأت خطوات لإنتاج الهيدروجين وتفوق دول عربية أخرى، إلا أن هناك دولا مماثلة خاضت تجارب في الأميركيتين وأوروبا.

ففي أميركا الشمالية، تُخطط الحكومة الكندية لتحويل البلاد إلى مُصدِّر للوقود النظيف ضمن أبرز 3 مُنتجين للهيدروجين النظيف بحلول عام 2050.

وتكرر الأمر في تشيلي الواقعة بأميركا الجنوبية، إذ تملك الدولة إمكانات هائلة من الطاقة الشمسية أهلتها لإعلان استراتيجية الهيدروجين الأخضر عام 2020، فيما تستهدف تشيلي إنتاج أرخص هيدروجين بالعالم بحلول نهاية العقد الجاري.

ولم تكن القارة العجوز بمنأى عن دخول دول النفط والغاز مسار إنتاج الهيدروجين، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق -ضمن استراتيجية أمن الطاقة- استهدافه إنتاج 10 مليون طن بجانب استيراد كمية مماثلة بحلول عام 2030.

وتسعى النرويج -أيضًا- لتطوير الهيدروجين الأخضر والأزرق بجانب خطط طموحة لتخزين الكربون بالجرف القاري النرويجي ببحر الشمال، رغم أنها إحدى دول النفط والغاز وتوفر ما يقرب من ربع إمدادات أوروبا من الغاز.

الهيدروجين.. مصدر انتقالي للطاقة

بالعودة إلى أصل الفكرة، قد يعدّ الهيدروجين مصدرًا يلبي الطلب على الطاقة في دول النفط والغاز خلال رحلة التحول من الاعتماد على الإمكانات البرية والبحرية للهيدروكربونات، إلى الاعتماد على إمكانات الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح وغيرها.

دول النفط والغاز
عاملون بأحد مواقع النفط والغاز - الصورة من (The Courier Mail)

وفي الوقت الذي يحمل خلاله تحوّل الطاقة بارقة أمل للمستهلكين لضمان توافر الكهرباء بأسعار ملائمة، يفتح النار على دول النفط والغاز المعتمدة على الوقود الأحفوري، سواء لتلبية الطلب المحلي أو الصادرات بصورة كبيرة.

ويؤدي الهيدروجين دورًا حيويًا بتلك المرحلة، ويوفر مصدرًا بديلًا للطاقة يتمتع بسهولة نقله وتخزينه، لا سيما في ظل نمو توقعات الطلب عليه، الآونة المقبلة.

وعززت بيانات وكالة الطاقة الدولية من توقعات زيادة الطلب على الهيدروجين خلال رحلة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إلى 6 أمثال المعدلات الحالية بقطاعات الطاقة والنقل بصورة خاصة.

ومن شأن زيادة الطلب على الهيدروجين الأزرق المُنتج اعتمادًا على الغاز الطبيعي إظهاره سلعةً عالمية وقفزة اقتصادية.

وبالنظر إلى البيانات، نجد أن القيمة السوقية لمبيعات الهيدروجين تُشكّل في الآونة الحالية ما يصل إلى 179 مليار دولار، وهي معدلات تتجاوز قيمة تجارة الغاز المسال خلال عام لا يمرّ بأزمات عالمية.

ورفعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" توقعاتها لمبيعات الهيدروجين بقيمة تتجاوز 600 مليار دولار، بحلول عام 2050، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كيف تنجو دول النفط والغاز؟

يرجّح نشطاء المناخ خلال رحلة تحول الطاقة التخلي تمامًا عن كل ما يتعلق بالوقود الأحفوري، والتركيز على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، غير أن تلك النظرية لا تلائم دول النفط والغاز (التي يُطلق عليها أحيانًا بتروستيتس نسبة للنفط) بصورة كبيرة، سواء على صعيد الإمكانات أو العائدات.

فغالبية تلك الدول لها جذور راسخة بالصناعة منذ سنوات عدّة، وأسست لها منشآت ومرافق وخطوط إنتاج ونقل.. فكيف لها أن تتخلى نهائيًا عنها، وتفتح المجال لمصادر جديدة للطاقة؟

في هذا الإطار، تطرَّق تقرير إنرجي مونيتور، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى إجراءات عدّة، من شأنها إنقاذ دول النفط والغاز من خسارتها لما أحرزته لسنوات طويلة في تطوير الوقود الأحفوري.

ومن ضمن تلك الإجراءات تطويع البنية التحتية الحالية المُستخدمة لتطوير الوقود الأحفوري في دول النفط والغاز، والاستفادة منها في إنتاج ونقل وتخزين الهيدروجين الأزرق، سواء التي تتعلق بالإنتاج المحلي أو خطوط النقل للتصدير.

وبجانب ذلك، يمكن لدول النفط والغاز الاستفادة من مهارات وقدرات العمالة المُدرّبة، وعلاقاتها التجارية القائمة، وكذلك منافذ التصدير.

ولا يمكن تجاهل دور الاحتياطيات الحالية بدول النفط والغاز، لا سيما أن إنتاج الهيدروجين الأزرق منخفض الكربون يتطلب توافر الغاز الطبيعي.

هل الهيدروجين الأزرق طوق نجاة؟

رغم الآمال المعلقة بالهيدروجين الأزرق بأن يكون طوق نجاة لدول النفط والغاز خلال رحلة تحول الطاقة، فإن هناك عقبات ضخمة تحول دون اعتماد تلك الدول عليه كليًا.

دول النفط والغاز
منشأة للهيدروجين الأزرق - الصورة من (NS Energy)

وبالنظر لتقنية إنتاج الهيدروجين الأزرق التي تقوم على انشطار جزيئات الميثان بالغاز الطبيعي وعمليات احتجاز الكربون، نجد أن العائدات الاقتصادية وتوقعات المكاسب من إنتاج الهيدروجين الأزرق تساورها الشكوك.

بدوره، أكد الباحث بمعهد "تشاتام هاوس" البحثي بالمملكة المتحدة، دانييل كويغين، أن ارتفاع تكلفة احتجاز الكربون وتخزينه -التي رجّحت وود ماكينزي ألّا تشهد انخفاضًا كبيرًا حتى عام 2050- يعزز أيضًا من ارتفاع تكلفة الهيدروجين الأزرق، وبصورة خاصة في دول النفط والغاز.

وأضاف كويغين أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع نحو زيادة تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق بعدما دفعت أسعار الغاز في اتجاه صعودي؛ ما يؤكد أن ارتباط اعتماد دول النفط والغاز على إنتاج الهيدروجين عبر الوقود الأحفوري لا يؤدي إلّا لرفع تكلفته، ومن ثم زيادة أسعار الكهرباء.

وهناك -أيضًا- جانب آخر مهم يعوق اعتماد دول النفط والغاز على الهيدروجين الأزرق بصفته وقودًا ومصدر طاقة انتقاليًا.

ويُركز هذا الجانب على التداعيات المناخية لإنتاجه، إذ إن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه لا تملك القدرة على تجنّب الانبعاثات بنسبة 100%، لا سيما أنها تنطلق خلال عمليات استخراج الغاز الطبيعي ونقله، حسبما أوضح الباحث بالمعهد الدولي للتنمية المستدامة غريغ موتيت.

الهيدروجين الأزرق أم الأخضر؟

قد تدفع معوقات إنتاج دول النفط والغاز للهيدروجين الأزرق نحو تعزيز كفة الهيدروجين الأخضر الذي يعتمد في إنتاجه على مصادر الطاقة المتجددة المتوافرة بصورة كبيرة بصفة إمكانات طبيعية، لا سيما بدول الشرق الأوسط وأفريقيا التي تشتهر بصدارتها لدول البتروستيتس.

ورغم أن الهيدروجين الأزرق يكتسب ميزات مناخية عن مثيله الرمادي، فإنه ما زال يشكّل خطرًا مناخيًا لتحقيقه معدلات منخفضة خلال التقاط انبعاثات سلاسل التوريد والتشغيل، وكذلك الإنتاج.

وحتى مع تجنّب معوقات اعتماد دول النفط والغاز على الهيدروجين الأزرق، يرجّح الباحثون أن تلك الدول ستُفضّل بيع الغاز الطبيعي، نظرًا لأن مكاسبه تُشكّل عائدات أكبر من بيع الهيدروجين في الآونة الحالية.

وتوقّع المسؤول الدولي عن الإستراتيجيات بوكالة بلومبرغ، إن إي إف، كوباد بهافناغري، أن تصبح أصول الهيدروجين الأزرق عديمة الفائدة، إذ إن ميزات إنتاج الهيدروجين الأخضر -وأبرزها انخفاض تكلفة الإنتاج عبر المحللات الكهربائية- تدفع نحو منافسته إنتاج الهيدروجين الأزرق بدول النفط والغاز.

وبيّن الباحثون ميزات الهيدروجين الأخضر عن الأزرق، وعدّوه أكثر ملاءمة من الناحية المناخية، كما إنه يدعم مصادر الطاقة المتجددة بنظام الطاقة ومزيج الكهرباء، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة إنتاجه المعتمد على وفرة المصادر المتجددة.

تحديات تقوض تطوير الهيدروجين

خطوات دول النفط والغاز -رغم تقدمها- لا تواكب الطموحات المُعلّقة على الوقود النظيف خلال رحلة انتقال الطاقة، إذ أن تطور الهيدروجين بتلك الدول يواجه تحديات عدة.

  • السيطرة على الإمدادات

تكتسب دول النفط والغاز ميزة نسبية تسمح لها بإحكام قبضتها على أسواق الطاقة، لكن كشف الغزو الروسي لأوكرانيا لأولوية أمن الطاقة وبرهنته لعدم اعتماد أي من الدول على مصدر طاقة مُحدد يرخي تلك القبضة.

ويسحب إنتاج الهيدروجين الأخضر البساط من تحت أقدام دول النفط والغاز ويمنحه للدول التي تملك موارد الطاقة المتجددة اللازمة لإنتاجه حتى وإن كانت مُنتجة للوقود الأحفوري، إذ أن اعتماده الأول على الطاقة النظيفة.

ويختلف إنتاج الهيدروجين عن استخراج الوقود الأحفوري في أن الأول لا يمنح الدول المُنتجة مكانة جيوسياسية كالتي تحظى بها دول النفط والغاز -روسيا نموذجًا-.

  • شكوك الطلب

رغم طموحات الحياد الكربوني التي تعزز تطور الهيدروجين كوقود انتقالي، إلا أن شكوكًا تحوم حول تقدير حجم الطلب الفعلي عليه.

وأكد الباحث بمعهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، أرجون فلورا، أن العقبات الفنية والاقتصادية التي يواجهها إنتاج الهيدروجين تحول دون توقع حجم الطلب بالآونة الحالية.

ودعا فلورا إلى التخلص من الهيدروجين الرمادي والتوقف عن الاعتماد عليه لحجم انبعاثاته الضخم، لكنه استدرك أن تلك الخطوة تتطلب توفير إمدادات من الكهرباء المتجددة تعادل الُمولدة سنويًا بالاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن هناك توجه لدى دول النفط والغاز بمواصلة إنتاج الهيدروجين الأزرق لتلبية طلب قطاعي التدفئة والنقل، في محاولة لعدم التخلي الكامل عن أصول الوقود الأحفوري.

الهيدروجين - تحول الطاقة

الهيدروجين ليس بديلًا

رغم آفاق وطموحات تطوير دول النفط والغاز للهيدروجين، فإنها لا تمثّل بديلًا لصناعة الوقود الأحفوري بالكامل -حتى الآن-، لكن التوقعات الإجمالية للطلب عليه دون تحديد تقديرات لها تتجه للزيادة.

وفي الوقت الذي تسعى به بعض دول النفط والغاز بخطوات قوية لتطوير الهيدروجين، فإنها لا ترقى للمقارنة مع الإنجازات الاقتصادية التي حققها الوقود الأحفوري القرن الماضي.

وتؤدي تلك المعطيات إلى نتيجة واحدة، أن استثمار دول النفط والغاز بالهيدروجين -خاصة الأخضر- يعدّ جانبًا ضمن إستراتيجية مُنوّعة للطاقة.

واتفق باحثون على أن دول النفط والغاز يتعين عليها بالمرحلة الحالية التركيز على تنوّع استثماراتها، والاستفادة من ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية، لضمان عوائد قوية مختلفة المصادر.

أستراليا.. دولة هيدروجينية غير أحفورية

تُوصف أستراليا بأنها دولة مُنتجة للنفط والغاز، لكنها لا تعتمد عليه مصدرًا للدخل، وخلال السنوات الأخيرة تسعى تلك الدولة لأداء دور عالمي رئيس في إنتاج وتجارة الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.

وخلُصت دراسة أعدّتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" للنشر بتقرير آفاق الهيدروجين لعام 2022 -شملت 78 باحثًا- إلى أن التوقعات تذهب نحو عَدِّ أستراليا مُنتجًا رئيسًا للهيدروجين.

وكشفت بيانات صادرة عن غلوبال داتا أن معدل محطات الهيدروجين النظيف قيد التطوير، الآونة الحالية، في أستراليا، تفوق غيرها من بلدان العالم، وفتحت أستراليا آفاقًا استثمارية لها مع أسواق مستقبلية بألمانيا واليابان وسنغافورة.

ويُشار في هذا الشأن إلى أن الحكومة الفيدرالية الجديدة بأستراليا، برئاسة أنتوني ألبانيز، تولي اهتمامًا واسعًا لتطوير الطاقة المتجددة، وصنّفت -عقب فوزها بالانتخابات- الطاقة المُتجددة قوةً عظمى، من شأنها الإسهام في وقف ما أطلقت عليه "حرب المناخ".

وتُسهم طموحات تعزيز حصة مصادر الطاقة المتجددة بشبكة الكهرباء الوطنية بأستراليا "نيم" توفير الإمدادات اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق