التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

خطط السيارات الكهربائية في أميركا مهددة بـ 3 تحديات

والمبيعات الأميركية أقل من الأوروبية في عام 2021

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • السيارات الكهربائية في أميركا شكّلت 3% فقط من مبيعات 2021
  • أسعار البنزين المرتفعة عززت الإقبال على السيارات الكهربائية
  • أميركا خصصت 7.5 مليار دولار لنشر نقاط شحن السيارات الكهربائية
  • مُصنّعو البطاريات يفضلون السوق الأوروبية والصينية عن الأميركية
  • مبيعات السيارات الكهربائية الأوروبية تفوقت على الأميركية في 2021

تواجه خطط السيارات الكهربائية في أميركا -التي تعهَّد الرئيس جو بايدن بتنفيذها بحلول نهاية العقد- تحديات قد تحول دون تنفيذها أو تحقيق الالتزام الأميركي بالأهداف المناخية فيما يتعلق بقطاع النقل.

وتستهدف الإدارة الأميركية نشر 50% من السيارات الكهربائية على الطرق بحلول عام 2030، مقابل 50% لصالح السيارات التقليدية وسيارات محركات الاحتراق الداخلية.

ورغم التحديات التي تقوّض الخطط المطروحة، فإن هناك إقبالًا أميركيًا على شراء تلك السيارات، لا سيما مع طرح الشركات المُصنّعة لنماذج متنوعة بالأسواق، وفق ما نشرته صحيفة آرس تكنيكا (arstechnica).

تحديات السيارات الكهربائية في أميركا

تواجه خطط نشر السيارات الكهربائية في أميركا المستهدف تحقيقها بحلول نهاية العقد، 3 تحديات رئيسة تضعها في مهب الريح، وتلك التحديات هي: البطاريات، الانبعاثات، حزم الحوافز، طبقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

السيارات الكهربائية في أميركا
إحدى السيارات الكهربائية خلال عملية الشحن - الصورة من (Top Car News Network)

ويدفع نقص بطاريات الليثيوم والمواد اللازمة لتصنيعها على الصعيد العالمي نحو تعطّل عمليات التصنيع وبالتبعية توافر النماذج لتلبية خطط السيارات الكهربائية في أميركا، وسبق أن أطلق مسؤولو شركات البطاريات جرس إنذار يفيد بعدم قدرتهم على تلبية الطلب في ظل النقص.

ومن جانب آخر، يترتب على عدم نشر السيارات الكهربائية في أميركا طبقًا للمستهدفات المعلنة عدم القدرة على تلبية قواعد الانبعاثات الأوروبية والصينية.

وبالتوازي مع نقص البطاريات وتنامي الانبعاثات، تصطدم خطط نشر السيارات الكهربائية في أميركا بالمحاولات غير الناجحة لتعديل حزم الحوافز بمجلس الشيوخ.

وتُعدل تلك التحديات الـ3 من أولويات شركات التصنيع وخطط الشراء، إذ يدفع ذلك شركات البطاريات للاهتمام بالسوق الأوروبية والصينية في المقام الأول، ثم التوجه للولايات الأميركية الخالية من الانبعاثات، مثل كاليفورنيا.

وفي تلك الحالة، يظل مصير خطط نشر السيارات الكهربائية في أميركا مجهولًا، لا سيما في بقية الولايات التي ما زالت لم تحقق مستويات الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات المقررة.

المبيعات الأوروبية مقابل الأميركية

تحظى مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بنتائج مرتفعة، على سبيل المثال، احتلّت مبيعات السيارات الكهربائية المعتمدة على البطاريات لعام 2021 في ألمانيا 14% من المبيعات الإجمالية، و12.5% للسيارات الهجينة.

وفي بريطانيا -التي انفصلت عن الاتحاد الأوروبي منذ سنوات- شغلت مبيعات السيارات الكهربائية 11.6% من إجمالي مبيعات السيارات العام الماضي.

في المقابل، بلغت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا لعام 2021 الماضي 3% فقط من إجمالي المبيعات، ما يطلق جرس إنذار يثير القلق حول خطط إدارة بايدن المستهدفة لقطاع نقل نظيف بحلول نهاية العقد.

وتجتمع التحديات الـ3 التي تواجه تلك الخطط مع واقع المبيعات للعام الماضي، ما يؤكد صعوبة رفع معدل مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا من 3% إلى 50% خلال السنوات الـ8 المتبقية حتى نهاية العقد بحلول 2030.

ولم تبدأ القطاعات الحكومية الفيدرالية ذاتها بتطبيق خطط نشر السيارات الكهربائية في أميركا طبقًا لمستهدفات عام 2030 على مؤسساتها بالقدر الكافي لتلبية تلك الخطط.

ومثال على ذلك، أعلنت خدمة البريد الأميركية تنفيذ خطّتها لاستبدال ما يتراوح بين 50 ألفًا و165 ألف شاحنة توصيل، بمرحلة مبدئية متواضعة تشمل 5 آلاف سيارة كهربائية فقط، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أهداف النقل المناخية

جاءت خطة الرئيس، جو بايدن، فيما يتعلق بأهداف نشر السيارات الكهربائية في أميركا بحلول نهاية العقد لتتماشى مع المسارات العالمية المؤيدة لإزالة الكربون عن قطاع النقل ضمن خطط أشمل تهدف لمكافحة تغير المناخ.

السيارات الكهربائية في أميركا
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تجربته إحدى السيارات الكهربائية - الصورة من مجلة (Forbes)

ورغم الطموحات العالمية بتبنّي واشنطن لأهداف أكبر مدعومة بخطط تنفيذ أقوى مقارنة بتلك التي أعلنها بايدن، فإن الإدارة الفيدرالية استهدفت استحواذ السيارات الكهربائية في أميركا على نصف مبيعات السيارات الجديدة بحلول 2030.

وتشمل خطط مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا، السيارات العاملة بالبطاريات (بي إي في)، والسيارات الهجينة (بي إتش إي في)، والسيارات العاملة بخلايا الوقود.

ولاقت تلك الأهداف دعمًا ماليًا قدره 7.5 مليار دولار مخصصًا لإنشاء نقاط لشحن السيارات الكهربائية في أميركا.

ويبدو أن تلك الخطط مرهونة بطرح تكلفة زهيدة أمام المشتري الأميركي، إذ إن خيار النقل الكهربائي وخطط التحول لا تتّسم بتكلفة منخفضة، لا سيما أن المنافسة بين الشركات المُصنّعة حول النماذج وتقنياتها الجاذبة للشراء تتطلب إضافات ترفع تكلفة تلك السيارات.

ولتحقيق ذلك، يتعين على إدارة بايدن تبنّي سياسات أكثر طموحًا من شأنها تعزيز نشر السيارات الكهربائية في أميركا، إذ إنه دون تلك السياسات التي تسعى للتغلب على التحديات، تصبح الخطط المناخية لقطاع النقل في مهب الريح.

أسعار البنزين في أميركا

رغم أن بيانات مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة لا تلائم الطموحات المستهدفة لنهاية العقد الجاري، فإن الإقبال الأميركي على شراء تلك السيارات آخذ في التنامي، وفق ما رصدَ بائع السيارات بالتجزئة كار ماكس.

وأكدت شركة كار ماكس أن العام الماضي (2021) شهد نموًا في إقبال المواطن الأميركي على البحث عن النماذج المفضلة بين السيارات الكهربائية، كما حظي العام الماضي أيضًا بنمو معدل اختبارات القيادة.

وفيما يتعلق بالعام الجاري (2022)، ارتفع معدل بحث المواطنين عن نماذج السيارات السيارات الكهربائية في أميركا، وكذلك اختبارات القيادة، لا سيما خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين.

وتزامن نمو الإقبال على السيارات الكهربائية في أميركا خلال الشهرين المذكورين، مع ارتفاع أسعار البنزين إلى مستويات قياسية، بلغ متوسطها 66 سنتًا للغالون.

(100 سنت تعادل 1 دولارًا أميركيًا)

وتفصيليًا، أشارت بيانات كار ماكس إلى أن المشتري الأميركي يفضّل السيارات المستعملة لضمان تكلفة زهيدة لرحلات القيادة، إذ إن نماذج طرازات شهيرة للسيارات الكهربائية في أميركا -ومن ضمنها شيفروليه بولت الكهربائية، وبي إم دبليو آي 3، ونيسان ليف- تُباع بالسوق المستعملة بتكلفة أقلّ من متوسط بيعها في سوق التجزئة لكار ماكس المقدَّر بنحو 29 ألف دولار.

وتعدّ السيارة تيسلا 3 هي الأعلى تكلفة من سيارات كار ماكس، إذ تُباع في الأسواق الأميركية بقيمة قدرها 49.440 ألف دولار.

مبيعات السيارات الكهربائية

استطلاعات خطط الشراء

رصدت شركة جيه دي باور، المعنية بأبحاث المستهلك وتحليل البيانات، سلوك المقبلين على شراء السيارات الكهربائية في أميركا، وخلصت إلى أن 24% من المقبلين على الشراء قد يفضلون السيارات الكهربائية بعد ركوب إحداها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن 34% يفضلون السيارات الكهربائية، إذا سبق لهم إجراء تجربة قيادة، بينما 11% فقط أبدوا استعدادهم للتحول نحو قيادة السيارات الكهربائية في أميركا دون اشتراطات مسبقة، وفق بيانات جيه دي باور.

وتباين الإقبال الجغرافي على شراء السيارات الكهربائية بين الولايات، إذ إن بيانات "كار ماكس" و"جيه دي باور" كشفتا تحقيق ولايات واشنطن وكاليفونيا ويوتا وآريزونا وأوريغون لأعلى مبيعات تلك السيارات في المدة ما بين مطلع الربع الرابع للعام الماضي ونهاية الربع الأول لعام 2022 الجاري.

ولاقت السيارات الكهربائية في أميركا إقبالًا على الشراء من مواطني الولايات الساحلية بمعدلات تفوق وسط البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق