أخبار الغازرئيسيةعاجلغاز

نشطاء المناخ يطالبون بوقف تمويل حقل غاز شل في بحر الشمال

دينا قدري

تسببت موافقة حكومة المملكة المتحدة على تطوير حقل غاز جديد مثير للجدل في بحر الشمال، بموجة جديدة من الاحتجاجات من قبل دعاة حماية البيئة.

إذ حثّ نشطاء المناخ البنوكَ على قطع العلاقات المالية مع شركة شل، إذا مضت قدمًا في خطط تطوير حقل جاكداو العملاق للغاز، حسبما أفادت منصة "ذا فيريت" (The Ferret).

وجادلوا بأن حقل الغاز "غير متوافق تمامًا مع أهداف المناخ العالمية"، كما إنه لن يفعل أيّ شيء لتقليل فواتير الطاقة المنزلية الآن، وأن "الأرباح قصيرة المدى لشركات الوقود الأحفوري" وُضعت فوق البشر والكوكب.

وقف تمويل شل

أرسلت 4 جماعات رسالة إلى أكبر 25 ممولًا لشركة شل، تدعوهم إلى "إنهاء علاقتهم المالية" مع شركة النفط العملاقة، إذا استمرت في خططها لـ"جاكداو".

ومن بين الشركات التي أرسل إليها النشطاء، أكبر 5 داعمين ماليين لشركة شل: بي إن بي باريبا، ومورغان ستانلي، وباركليز، وسانتاندير، وإتش إس بي سي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.

كما دعت الرسالة الشركات المالية العملاقة إلى التشاور والتعامل مع شركة شل، وحثّها على وقف المشروع، واستبعاد التمويل المباشر للحقل.

وقد التزمت جميع البنوك الـ5 بجعل أعمالها تُنتج انبعاثات مناخية حيادية للكربون بحلول عام 2050.

وتلك البنوك أعضاء في التحالف المصرفي للحياد الكربوني، وهو مخطط للأمم المتحدة يهدف إلى جعل البنوك تعمل على مواءمة استثماراتها ومحافظ الإقراض مع الجهود للوصول إلى الحياد الكربوني.

وفي الإجمالي، تلقّت شل أكثر من 34 مليار جنيه استرليني (42.71 مليار دولار أميركي) من التمويل من أكبر البنوك في العالم منذ عام 2016، وهو العام الذي أعقب توقيع اتفاقية باريس للمناخ.

بحر الشمال
جانب من احتجاجات ضد حقل الغاز في بحر الشمال

احتجاجات ضد حقل الغاز

نُظّمت احتجاجات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، في 2 يونيو/حزيران، بعد قرار منح جاكداو -الذي من المقرر أن يوفر 6.5% من إنتاج الغاز في المملكة المتحدة- الضوء الأخضر.

ففي إدنبرة، ألقى النشطاء الطلاء الأحمر على مكاتب حكومة المملكة المتحدة، ورفعوا لافتات تزعم أن الحكومة "ملطخة بالدماء".

وجادل الناشط، تومي فيكرستاف، بأن حكومة المملكة المتحدة يجب أن تستثمر في عزل المنازل أو تدابير كفاءة الطاقة، "ولكنها وافقت بدلًا من ذلك على مشروع سينتج عنه "انبعاثات أكثر من بعض الدول".

قال فيكرستاف: "الموافقة على جاكداو لن تفعل أيّ شيء لخفض فواتير الطاقة المنزلية الآن.. هذا مرة أخرى قرار مضلل وخطير، يضع الأرباح قصيرة المدى لشركات الوقود الأحفوري مثل شل فوق احتياجات الناس ومستقبل كوكبنا".

كما أشارت الناشطة ناتاشا أيون إلى أن "البنوك التي تموّل شل تتحمل مسؤولية الحدّ من الانبعاثات".

حقل جاكداو في بحر الشمال

جاكداو أحد أكبر حقول الغاز المتبقية في بحر الشمال، ولديه القدرة على إنتاج ما يعادل ما بين 120-250 مليون برميل من نفط مكافئ.

ويُنظر إليه على أنه حقل ملوث بشكل خاص بسبب محتواه العالي من ثاني أكسيد الكربون، وخططه لـ "تنظيف" الغاز باستخدام عملية تنفث التلوث مباشرة في الغلاف الجوي.

وقد رفضت الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 إعطاء الموافقة التنظيمية لحقل غاز جاكداو -الذي يقع شرق أبردين في إسكتلندا- بسبب مخاوف من أنه قد يسهم في تفاقم أزمة المناخ.

إلا أن وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ كتب بعد إعلان الموافقة: "نحن نشحن الطاقة المتجددة والطاقة النووية، لكننا أيضًا واقعيون بشأن احتياجاتنا من الطاقة الآن، دعونا نحصل على المزيد من الغاز الذي نحتاجه من المياه البريطانية لحماية أمن الطاقة".

توفير أمن الطاقة

من جانبه، أكد متحدث باسم شل أن مشروع جاكداو في بحر الشمال يُعدّ مهمًا لتوفير أمن الطاقة في المملكة المتحدة، في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والارتفاع الشديد في أسعار الطاقة.

وقال المتحدث: "بعد أن بدأنا جاكداو منذ عدّة سنوات، نرحّب بالموافقة التي تلقيناها اليوم، نخطط للمضي قدمًا في المشروع، الذي لديه القدرة على توفير 6.5% من إنتاج الغاز في المملكة المتحدة في وقت يكون به أمن الطاقة في المملكة المتحدة مطلوبًا بشدة".

وأضاف: "يؤدي إنتاج الغاز المحلي بشكل مسؤول دورًا أساسيًا في انتقال المملكة المتحدة إلى الحياد الكربوني، وسيدعم آلاف الوظائف، ويشكّل جزءًا من نيّة شل المملكة المتحدة الأوسع باستثمار 20-25 مليار جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، مع 75% مخصصة للمنتجات والخدمات منخفضة وحيادية الكربون".

كما قال: "مع ذلك، كما قلنا مرارًا وتكرارًا، لا يمكن أن يحدث هذا إلّا من خلال سياسة مالية مستقرة، ونحن نواصل التطلع إلى الحكومة للحصول على هذه التأكيدات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق