التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

الوجه الآخر لارتفاع أسعار الفحم بين معاناة المستوردين وأرباح المصدرين (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • أسعار الفحم تقفز لتصل لأعلى مستوى في أكثر من 200 عام
  • أسعار الفحم المرتفعة تفاقم أزمة الكهرباء لدى منطقة جنوب آسيا
  • أستراليا مصدّر رئيس للفحم وتستفيد من الأسعار المرتفعة
  • أسعار الفحم قد تكسر عتبة 500 دولار للطن بحلول نهاية 2022

يزيد ارتفاع أسعار الفحم حول العالم من المصاعب الاقتصادية التي تواجه الدول المستوردة، لكن في الوقت نفسه، يخاطر بمستقبل المصدرين، الذين حققوا أرباحًا قياسية في الأشهر الأخيرة.

وارتفع سعر الوقود الأسود إلى أعلى مستوياته في أكثر من 200 عام، بفعل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي دفع أوروبا إلى حظر الفحم الروسي.

ودفعت المكاسب الكبيرة لشركات الفحم إلى دعوات إعادة التفكير في مستقبل الخام الجاف، وسط أزمة الطاقة الحالية، لكنها تجاهلت تأثير ارتفاع الأسعار في الدول المستوردة وأيضًا في مستقبل الفحم على المدى الطويل، بحسب رؤية المحلل في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، سيمون نيكولاس.

وتعاني منطقة جنوب آسيا بصفة خاصة ارتفاع أسعار الفحم عالميًا، الذي عمّق أزمة الكهرباء لديها، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أرباح كبيرة لمصدري الفحم

في أستراليا -وهي مصدّر رئيس للفحم- حققت الشركات مكاسب كبيرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي دفع أسعار الفحم العالمية إلى مستويات قياسية.

وبحسب شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، وصلت أسعار الفحم إلى مستوى 462 دولارًا للطن في 10 مارس/آذار، مقارنة مع 186 دولارًا للطن في 23 فبراير/شباط، قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتتوقع ريستاد إنرجي -وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع أسعار الفحم أعلى من 500 دولار للطن بحلول نهاية العام الجاري.

وفي غضون ذلك، انتهزت شركة وايتهيفن الأسترالية للفحم الفرصة لمحاولة إقناع العالم بأن الوقود الأسود يؤدي دورًا رئيسًا في تحول الطاقة، خاصة في ظل أزمة إمدادات الطاقة الحالية، بحسب التقرير.

أسعار الفحم في أوروبا

وترى الشركة الأسترالية اقتراحًا يتناسب مع وجهة نظر الهيئات الصناعية، ومن بينها رابطة الفحم العالمية، وهو أن تقنيات احتجاز الكربون ستسمح "للفحم المستدام" بأن يكون جزءًا رئيسًا من الحل لإزالة الكربون ومعالجة مخاوف أمن الطاقة في الوقت نفسه.

وأمام ذلك، يرى سيمون نيكولاس أن تقنية التقاط الكربون ذات التكلفة العالمية في قطاع توليد الكهرباء لها سجل إنجازات ضعيف، ومن غير المرجح أن تؤدي دورًا كبيرًا في إزالة الكربون من الكهرباء، لا سيما بالنظر إلى التكلفة المنخفضة للطاقة المتجددة.

ويأتي ذلك، رغم توقعات ارتفاع سعة احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا إلى أكثر من 550 مليون طن سنويًا بحلول 2030، مقارنة مع 45 مليون طن حاليًا، بحسب شركة ريستاد إنرجي.

أزمة الكهرباء في جنوب آسيا

تعاني الهند أزمة كهرباء، بسبب نقص الفحم المحلي في محطات توليد الكهرباء، وسط ارتفاع أسعار الفحم عالميًا، وتفاقمت الأزمة وسط موجة الحر الشديدة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وتريد الحكومة الهندية تغطية النقص بمزيد من الواردات مع مزج الفحم المحلي بالمستورد، لكن أسعار الفحم المرتفعة عالميًا تجعل هذه الخطة صعبة المنال بالنسبة إلى محطات الكهرباء التي تعاني نقصًا في السيولة المالية.

وبحسب التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- تواجه محطات الكهرباء في الهند خطر انخفاض إمدادات الفحم المحلية إذا لم تستورد المزيد بحلول منتصف الشهر الجاري، ما يزيد من خطر انقطاع التيار الكهربائي.

أسعار الفحم
إنتاج الفحم - أرشيفية

وفي غضون ذلك، لم تعد باكستان قادرة على استيراد الفحم لمحطات الكهرباء؛ مع ارتفاع الأسعار، ما جعل خُمس إجمالي توليد الكهرباء في البلاد خارج نطاق الخدمة.

وفي ظل دعم الوقود، أصبح العبء المالي لتوليد الكهرباء ثقيلًا على الحكومة الباكستانية، وباتت البلاد تتأرجح على حافة أزمة اقتصادية.

ورغم أن أزمة الطاقة في بنغلاديش مدفوعة بشكل أكبر بنقص إمدادات الغاز المحلية وعدم القدرة على تحمل تكاليف واردات الغاز المسال، لكن زيادة تكلفة محطات الفحم تزيد من سوء الوضع المالي للبلاد.

كما أسهم ارتفاع تكلفة واردات الوقود الأحفوري ومنها الفحم، في الأزمة الاقتصادية لدولة سريلانكا، التي تعاني -حاليًا- انقطاع التيار الكهربائي، والاحتجاجات في الشوارع.

مخاطر طويلة الأجل لمصدري الفحم

توضح الأزمة الحالية في جنوب آسيا أن الاعتماد على الفحم المستورد محفوف بالمخاطر، كما أن مصدري الفحم عرضة للخطر على المدى الطويل، بحسب التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وأكدت وكالة التصنيف الائتماني، موديز، وكذلك البنك الاستثماري الأميركي، جيه بي مورغان، مؤخرًا أن استمرار ارتفاع أسعار الفحم لمدّة طويلة قد يُسرع التحول نحو الطاقة المتجددة، ما يقلل الطلب على المدى الطويل.

وبدأت علامات ذلك في الظهور، إذ قد تكثف الهند جهود تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وتطوير الفحم المحلي لتقليل الواردات، كما تفعل الصين ذلك في محاولة لتعزيز أمن الطاقة لديها.

وفي الوقت نفسه، تركز باكستان اهتمامها -حاليًا- نحو الطاقة المائية والفحم المحلي، كما ألغت بنغلاديش خططًا لـ10 محطات كهرباء كان من الممكن أن يغذيها الفحم المستورد.

وفي النهاية، رغم أن صناعة الفحم تحاول إظهار أهمية الوقود الأسود حاليًا، لأنها تستفيد من الأسعار المرتفعة التي أعقبت غزو أوكرانيا، فإن الحقيقة هي أن الربحية المفاجئة للمصدرين قد تقوّض مستقبلهم على المدى الطويل.

مناجم الفحم

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق