نفطأخبار النفطرئيسية

قرارات جديدة لخصخصة بتروبراس البرازيلية.. وعمال النفط يهددون بإضراب ضخم

ورئيس الدولة يطرح تقسيم الشركة تمهيدًا للخصخصة

مي مجدي

كشفت الحكومة البرازيلية، أمس الخميس 2 يونيو/حزيران، عن نيتها إدراج شركة النفط الحكومية بتروبراس في تقرير الخصخصة، لكنها لم تحدد موعدًا نهائيًا لتقديم المشروع.

وكانت وزارة المناجم والطاقة قد طالبت بإدراج الشركة في تقرير برنامج الشراكات الاستثمارية (بي بي آي) خلال هذا الأسبوع.

وقالت حكومة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إنها تهدف إلى إدراج شركة النفط الحكومية في برنامج الخصخصة، رغم أن المحللين يرون أنها مخاطرة كبيرة لزعيم اليمين المتطرف الذي يسعى لإعادة انتخابه، حسب وكالة رويترز.

في المقابل، أثارت هذه الخطوة غضب عمال النفط وتوعّدوا بتنفيذ "أكبر إضراب في التاريخ"، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خصخصة بتروبراس

ستمكن خطوة خصخصة بتروبراس برنامج الشراكات الاستثمارية (بي بي آي) من البدء في تقييم المشروع قبل أقل من 6 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية.

بتروبراس
محطة تابعة لشركة بتروبراس - الصورة من فاينانشال تايمز

وكان الرئيس البرازيلي من أشد المنتقدين لسياسة تسعير الوقود في بتروبراس، في ظل ارتفاع أسعار البنزين -عقب غزو روسيا لأوكرانيا- والتي أصبحت محور الحديث مع اقتراب الانتخابات.

كما سبق أن طرح بولسونارو فكرة تقسيم الشركة تمهيدًا للخصخصة هذا الأسبوع، وقال إن الشركة لم تكُن تؤدي "مهامها الاجتماعية" على النحو المبين في دستور البلاد.

ووفقًا للسكرتير الخاص في برنامج الشراكات الاستثمارية، برونو ليل، لا يوجد حتى الآن موعد نهائي لإرسال مشروع قانون الخصخصة إلى الكونغرس، ولا يوجد جدول زمني محدد لأي عملية خصخصة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعليقًا على المستجدات الجديدة، ينظر المحللون في شركة "بي تي جي باكتوال" المصرفية إلى قرار الخصخصة على أنه مهمة شاقة من منظور سياسي، وسيصبح محل الكثير من الشكوك على المديين القصير والمتوسط.

وأضاف المحللون أن قرار الخصخصة سيحتاج إلى موافقة الكونغرس، وسيجبر ذلك بولسونارو على حشد الأحزاب المختلفة لتأييده.

أكبر إضراب في التاريخ

أدت القرارات الجديدة إلى دعوة اتحادات عمال النفط في البرازيل إلى التظاهر ضد اقتراح خصخصة بتروبراس، حسبما نشر موقع نيو بولتين (New Bulletin).

واحتشد المتظاهرون، أمس الخميس 2 يونيو/حزيران، أمام العديد من المنشآت التابعة للشركة.

وقال المنسق العام لاتحاد "إف يو بي" -أكبر اتحاد لعمال النفط في البرازيل-، ديفيد باسيلار: "ستواجه حكومة بولسونارو أكبر إضراب في تاريخ قطاع النفط إذا أصرت على تنفيذ مشروع خصخصة بتروبراس".

وأضاف أنه عارض مقترحات الخصخصة التي تناقشها الحكومة والكونغرس خلال حضوره اجتماع مجلس النواب في العاصمة برازيليا، يوم الأربعاء 1 يونيو/حزيران.

وتُعَد الخطوة التي اقترحها وزير الطاقة البرازيلي الجديد، أدولفو ساشيدا، هي الخطوة الأولى نحو ضمان خصخصة بتروبراس، وبررتها الحكومة بأنها مخرج لحل أزمة استمرار ارتفاع أسعار الوقود في البلاد.

ولا تزال السوق متشككة من إمكانية الخصخصة، لكن عمال النفط يخشون الدعم القوي الذي تتمتع به الحكومة في الكونغرس، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ووقع آخر إضراب لعمال النفط في فبراير/شباط 2020، واستمر لمدة 20 يومًا، على خلفية الخصخصة؛ حيث كانت الشركة تتفاوض على بيع المصافي ومصانع الأسمدة في ذلك الوقت.

بتروبراس
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو- الصورة من رويترز

سياسية بولسونارو

على صعيد متصل، يواجه الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، معركة شرسة لإعادة انتخابه ضد الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في أكتوبر/تشرين الأول؛ إذ يُدرك مدى حساسية المخاطر السياسية الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود.

ولاحظ أنه أصبح مُلامًا على ارتفاع أسعار الوقود التي حددتها بتروبراس، وانتقد أرباح الشركة الضخمة التي حققتها في الأرباع الأخيرة، حسبما نشر موقع إنرجي إنتليجنس (Energy Intelligence).

ومع ذلك، لم تتخذ إدارة بولسونارو أي إجراء، وظلت سياسة بتروبراس لربط أسعار الوقود المحلية بالأسواق العالمية دون تغيير.

كما أن موقف بولسونارو تجاه أسعار الوقود يضعه على خلاف مع العديد من حلفائه السياسيين، الذين يفضّلون نهج السوق الحرة.

وكان من المتوقع أن يواصل بولسونارو خصخصة بتروبراس في حال فوزه بولاية ثانية، لكن تقدم منافسه لولا دا سيلفا في استطلاعات الرأي، دفعه إلى تسريع الخطة.

إلا أن المقترح يمثل تحديًا صعبًا، وسيواجه -أيضًا- معركة شرسة في المجلس التشريعي.

على الجانب الآخر، يعارض لولا دا سيلفا قرار خصخصة أصول الدولة، مثل بتروبراس.

وكتب في تويتر: "لنكن واضحين، نحن ضد بيع شركتي بتروبراس وإلكتروبراس، توقفوا عن بيع شركاتنا العامة".

ويرى لولا دا سيلفا أن الشركات الحكومية وحقول ما قبل الملح في البرازيل هي المحرك للنمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل بدلًا من تحقيق الأرباح.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق