أخبار النفطتقارير النفطرئيسيةنفط

مصافي التكرير العالمية تكافح لتلبية الطلب بعد جائحة كورونا

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • تتراجع أكبر 3 دول في مجال التكرير عن مستويات ذروة المعالجة
  • انخفضت طاقة التكرير العالمية في عام 2021 لأول مرة منذ 30 عامًا
  • أميركا تعاني من نقص هيكلي في قدرة التكرير لأول مرة منذ عقود
  • انخفاض الطاقة التكريرية في روسيا والصين
  • دول أخرى لم تضف أيّ إمدادات لمواكبة الطلب المتزايد

تواجه مصافي التكرير العالمية صعوبات لمواكبة الطلب على الديزل والبنزين، الذي انتعش إلى مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الضغط على المصافي خلال العامين المقبلين، وهو ما ينعكس في تفاقم ارتفاع أسعار الوقود، فضلًا عن تفاقم النقص من كبار المستهلكين إلى دول أصغر.

وتتراجع الولايات المتحدة والصين وروسيا -أكبر 3 دول في مجال التكرير- عن مستويات ذروة المعالجة؛ ما يقوّض الجهود التي تبذلها حكومات العالم لخفض الأسعار عن طريق سحب النفط الخام من الاحتياطيات.

ويُعدّ هذا الانخفاض ناتجًا -بصفة خاصة- عن عمليات الإغلاق في أعقاب الجائحة، والعقوبات المفروضة على روسيا، وحصص التصدير التي حددتها الصين، حسبما أفادت وكالة "رويترز".

تراجع طاقة التكرير العالمية

قال العضو المنتدب لشركة بنينسولا إنرجي لاستشارات الطاقة، رافي رامداس: "عندما حدثت جائحة فيروس كورونا، لم يكن من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط العالمي لمدّة طويلة، ومع ذلك خُفِّضَ الكثير من طاقة التكرير بشكل دائم".

وانخفضت طاقة التكرير العالمية في عام 2021 بمقدار 730 ألف برميل يوميًا، وهو أول انخفاض منذ 30 عامًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

كما انخفض عدد البراميل المعالجة يوميًا إلى 78 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، وهو أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2021، وهو أقلّ بكثير من متوسط ما قبل الجائحة البالغ 82.1 مليون برميل يوميًا.

وإضافة إلى ذلك، انخفضت مخزونات الوقود لـ7 أرباع متتالية، ولهذا تزامن ارتفاع سعر النفط الخام بنسبة 51% هذا العام مع ارتفاع العقود الآجلة لزيت التدفئة الأميركي بنسبة 71%، وسجلت هوامش تكرير البنزين الأوروبية مؤخرًا مستوى قياسيًا عند 40 دولارًا للبرميل.

مصافي التكرير
مصفاة تكرير في الولايات المتحدة - الصورة من رويترز

نقص هيكلي في أميركا

وفقًا للمحلل المستقل بول سانكي، فإن الولايات المتحدة تعاني من "نقص هيكلي" فيما يتعلق بقدرة التكرير لأول مرة منذ عقود.

وانخفضت الطاقة الأميركية بنحو مليون برميل عمّا كانت عليه قبل الجائحة، إلى 17.9 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، وفقًا لأحدث البيانات الفيدرالية المتاحة.

وتعمل مصافي التكرير الأميركية بكامل طاقتها لتلبية الطلب، خاصةً بالنسبة للصادرات، التي قفزت إلى أكثر من 6 ملايين برميل يوميًا، وهو رقم قياسي.

ويتجاوز استخدام السعة حاليًا 92%، وهو أعلى معدل موسمي منذ عام 2017.

وأدى الحظر الأميركي على الواردات الروسية إلى افتقار مصافي التكرير في شمال شرق الولايات المتحدة إلى المواد الأولية اللازمة لصنع الوقود.

تراجع إنتاج روسيا والصين

أوقفت روسيا نحو 30% من طاقتها التكريرية بسبب العقوبات المفروضة عليها في أعقاب غزوها لأوكرانيا، وفقًا لتقديرات رويترز.

وقال محللون في جي بي مورغان، إن الانقطاعات في الوقت الحالي تبلغ نحو 1.5 مليون برميل يوميًا، ومن المرجح أن تظل 1.3 مليون برميل يوميًا خارج الخدمة حتى نهاية 2022.

من جانبها، أضافت الصين -ثاني أكبر قدرة تكرير في العالم- عدّة ملايين من البراميل من الطاقة في العقد الماضي.

إلّا أنها خفضت الإنتاج -في الأشهر الأخيرة- بسبب قيود جائحة كورونا، ووضعت سقفًا للصادرات للحدّ من نشاط التكرير، جزءًا من محاولة لخفض انبعاثات الكربون.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن إنتاج الصين انخفض إلى 13.1 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، من 14.2 مليون برميل يوميًا في 2021.

مصافي التكرير في دول أخرى

الدول الأخرى أيضًا لا تضيف إلى العرض، إذ قال متحدث باسم شركة إينوس هولدينغز، أكبر شركة تكرير في اليابان، إنها لا تعتزم إعادة فتح مصافي التكرير التي أُغلقت مؤخرًا.

كما تعرّض مستخدمو الديزل للضغط، لا سيما في الزراعة، ويعاني المزارعون الأوكرانيون من نقص؛ إذ انقطعت الإمدادات من روسيا وبيلاروسيا بسبب الحرب.

وأغلقت سريلانكا -التي تمرّ بأزمة وقود- مصفاة التكرير الوحيدة لديها في عام 2021، لأنها تفتقر إلى احتياطيات النقد الأجنبي الكافية لشراء الخام المستورد، وتتطلع إلى إعادة فتح هذه المنشأة؛ لأن الوقود أغلى ثمنًا.

وأخبرت شركة بتروبراس البرازيلية المملوكة للدولة الحكومة أن المستوردين قد لا يكونون قادرين على تأمين وقود الديزل الأميركي للجرارات ومعدّات زراعية أخرى لحصاد المحاصيل في الدولة التي تُعدّ واحدة من أكبر المنتجين الزراعيين في العالم.

تأخير وإعادة تشغيل

أدى تأخير بعض المشروعات الجديدة في جميع أنحاء العالم إلى زيادة الصعوبات التي تواجهها طاقة التكرير العالمية.

وكان من المفترض افتتاح مصفاة تبلغ طاقتها 650 ألف برميل يوميًا في لاغوس بحلول نهاية عام 2022، لكنها تأجلت الآن حتى نهاية عام 2023.

وقال مصدر مطّلع، إن المصفاة لم تتعاقد بعد مع أيّ شركة للقيام بأعمال التشغيل التي ستستغرق عدّة أشهر.

وكانت هناك بعض عمليات إعادة التشغيل، إذ بدأت شركة توتال إنرجي الفرنسية عملية إعادة تشغيل مصفاة دونغيس بقدرة 231 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان، بعد إغلاقها في ديسمبر/كانون الأول 2020.

كما أُعيد تشغيل مجمع بقدرة 300 ألف برميل يوميًا في ماليزيا، في وقت سابق من هذا الشهر.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق