التغير المناخيالنشرة الاسبوعيةتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسيةقمة المناخ كوب 27

رئيس منظمة غرينفيث: كوب 27 فرصة لنشر أهداف المناخ في مصر والعالم العربي (حوار)

حوار - داليا الهمشري

أعرب الرئيس التنفيذي لمنظمة غرينفيث (الإيمان الأخضر)، فليتشر هاربر، عن تطلعه لاستغلال قمة المناخ كوب 27 لبدء أنشطة حركته المناخية في مصر، ومنها إلى باقي الدول العربية.

و"غرينفيث" هي منظمة تتبنى حركة مناخية عالمية متعددة الأديان، تعتمد على ربط التعاليم الدينية بمواجهة التغيرات المناخية وحماية الكوكب وخلق عالم عادل بيئيًا للبشر كافّة.

ونجحت المنظمة العالمية في تحقيق مكاسب كبيرة على مستوى العمل المناخي، من أبرزها إقناع مئات المؤسسات الدينية بسحب استثماراتها من شركات الوقود الأحفوري، وتوجيهها إلى مشروعات الطاقة المتجددة.

بالإضافة إلى تنظيم حركات احتجاجية، نجحت المنظمة في وقف مشروعات لمد خطوط أنابيب للوقود الأحفوري في أماكن مختلفة من العالم.

وأجرت "الطاقة" حوارًا مع الرئيس التنفيذي للمنظمة العالمية -عبر تطبيق "زووم"- سلّط خلاله الضوء على جهود الحركة في نشر الأهداف المناخية ومواجهة سطوة شركات الوقود الأحفوري في نشر التلوث، وإلى نصّ الحوار:

كوب 27
الرئيس التنفيذي لمنظمة غرينفيث (الإيمان الأخضر)، فليتشر هاربر

من أين جاءت فكرة ربط مواجهة التغيرات المناخية بالدين؟

الديانات المختلفة تعلمنا ضرورة أن نحب بعضنا بعضًا، وأن نتعامل مع بعضنا بعضًا ومع العالم باحترام، وأن نسعى إلى عالم عادل ورحيم من خلال مواجهة التغيرات المناخية.

وبالتالي فإن التسبب في حدوث التغيرات المناخية وتدمير البيئة، يجعلنا ننتهك هذا الغرض من الدين، فالدين محبة ورحمة، ولا يحض على تدمير البيئة.

لذلك، أعتقد أن تدمير البيئة يتناقض مع روح الأديان ومعتقداتها، فربط مواجهة التغيرات المناخية بالأديان فكرة بسيطة ولكنها جديدة.

كيف تعملون على تحقيق هذه الأهداف؟

نقوم بالعديد من الأنشطة المختلفة، من بينها عقد لقاءات ومحاضرات تعليمية لمساعدة الناس على إدراك وفهم الصلة بين عقيدتهم ودينهم وبيئتهم، لأنه بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، هذه الأشياء لا تتوافق مع بعضها بعضًا، لذلك نحن نقوم بالتثقيف والتوعية.

كما ننظم حملات لمواجهة التغيرات المناخية من خلال وقف التوسع في مشروعات الفحم والنفط والغاز وإزالة الغابات.

ونحاول منع البنوك والمؤسسات المالية من تمويل هذا النوع من المشروعات، وندعو الحكومات إلى وقف دعم مشروعات استخراج الوقود الأحفوري وإنتاجه.

ونشجّع المؤسسات المالية والحكومات على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، للتأكد من أن كل فرد لديه إمكان الوصول إلى الكهرباء النظيفة.

كما أن التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة يمكن أن يوفر وظائف جيدة تساعد الناس على إعالة أسرهم ومواجهة الفقر، في حين تعمل المباني بالكهرباء المتولدة عن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرهما من مصادر الطاقة النظيفة.

لذلك، نحن ننظم الحملات للتثقيف ونشر الوعي بضرورة مواجهة التغيرات المناخية والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وتمكنا من الوصول إلى الناس من خلال الأصدقاء والندوات والتجمعات.

إلى أي مدى نجحت الحركة في استقطاب مؤيدين حول العالم؟

لقد حققنا نجاحًا كبيرًا، ولا يزال لدينا طريق طويل علينا أن نقطعه، فلا تزال المشكلة خطيرة للغاية، ولم تُحل بعد.

ولكننا أحرزنا تقدمًا جيدًا، ومستمرون في جذب المزيد من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، ومن خلال الندوات أو الخطابات في المساجد والمعابد والكنائس وغيرها من أماكن العبادة.

وفي الشهر الماضي، تلقينا دعوة من أتباعنا في الولايات المتحدة لدعمهم في منع بناء مصنع جديد للوقود الأحفوري في مجتمع فقير للغاية، وتواصل معنا أكثر من 200 شخص، وهذا عدد جيد، ولكننا نحتاج إلى انضمام مزيد من المعارضين لوقف بناء المصنع، لأن صناعات الوقود الأحفوري عادة ما يقف وراءها الكثير من المال والنفوذ، على الرغم من كونها صناعات مدمرة للبيئة والمناخ.

فنحن نقوم بعمل جيد، ولكن علينا الاستمرار في جذب المؤيدين لمناصرة البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.

ما الدول التي نجحتم في ممارسة أنشطتكم فيها؟

لدينا الكثير من الأنشطة في الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وكينيا، ونيجيريا، والبرازيل، وإندونيسيا، واليابان.

ولدينا أنشطة بدرجة أقل في 20 أو 30 دولة أخرى، فعلى سبيل المثال، لدينا مجموعتان من الجماعات الدينية المحلية في باكستان، وهما على اتصال بنا، ويعملون على نشر أفكار حركة الإيمان الأخضر ومبادئها هناك.

لذا فالحركة تنمو لتشمل المزيد والمزيد من البلدان، ولكننا نمارس أنشطة مكثفة في الدول سالفة الذكر.

هل تخطط الحركة لممارسة أنشطتها في الدول العربية؟

نعم، نتطلع لذلك بشدة، ونخطط لاستغلال مؤتمر المناخ القادم كوب 27 لبدء أنشطتنا من مصر.

ولا نزال ندرس الطرق لتحقيق الانتشار في مصر والدول العربية في ظل اختلاف الثقافة والتحديات السياسية والاقتصادية الصعبة، فالعديد من الدول العربية تعتمد بشكل كبير على أموال الوقود الأحفوري، وتحمي العديد من حكوماتها صناعات الوقود الأحفوري، لأنها تمثّل حجر الأساس في اقتصاداتها.

لذلك لا يزال الطريق صعبًا للغاية وقيد الدراسة، ونحاول معرفة كيفية القيام بذلك.

نظمتم فعالية عالمية الشهر الماضي لمواجهة التغيرات المناخية، فماذا كان الهدف منها؟

لقد استوحينا الفكرة من ثورات الربيع العربي والمليونيات التي كان ينظمها الشباب يوم الجمعة من أجل التغيير السياسي، ولكن هذه المرة بهدف مواجهة التغيرات المناخية، وتأكيد أن رجال الدين معنيون بهذه القضية.

ونهدف إلى أن نكوِّن حركة مناخية قوية متعددة الأديان وذات انتشار واسع على مستوى العالم، ونريد أن يعرف الناس أن هناك أشخاصًا متدينين يهتمون حقًا بتغير المناخ.

لذا، فإن الغرض من هذه الفعالية -التي حملت عنوان "الناس المقدسة، والأرض المقدسة"- هو خلق فرصة للأشخاص من مختلف الأديان في كل مكان في العالم للتعبير علنًا عن اهتمامهم بقضية المناخ.

وتضمنت هذه الفعالية أكثر من 400 نشاط في بلدان مختلفة حول العالم، لذلك كانت بمثابة بداية جيدة.

التغيرات المناخية
جانب من فعالية "الناس المقدسة، والأرض المقدسة" لحركة غرينفيث

هل نجحت هذه الفعالية في تحقيق أهدافها المنشودة؟

أعتقد أنها كانت بداية جيدة، فالهدف كان إشراك الملايين والملايين من رجال الدين والمتدينين حول العالم، ولكن هذا لم يتحقق بعد، فلا تزال أمامنا رحلة طويلة.

وهذه كانت بمثابة خطوة أولى قوية وجيدة، وعلينا البناء عليها واتخاذ الخطوات التالية، فنحن بحاجة إلى مواصلة العمل لنشر الزخم وبناء حركة اجتماعية واسعة النطاق.

ومثل هذه الحركات تبدأ صغيرة ثم يتسع نطاقها شيئًا فشيئًا، ونحن لا نزال -في رأيي- في مرحلة مبكرة، ولكنني أتطلع إلى مزيد من الانتشار.

هل تعتقد أن الدين هو أسرع السبل لتشجيع الشعوب على تبني الأهداف المناخية؟

أعتقد أن الدين أحد أفضل الطرق لحث الشعوب على تبني الأهداف المناخية، ولكن ليس الطريق الوحيد لتحقيق ذلك، ولكنه اتجاه مهم للغاية لسببين: السبب الأول هو أن الدين يمكنه أن يُحدث تغييرًا عميقًا في الطريقة التي تنظر بها الشعوب إلى البيئة، وتشجيعهم على تغيير سلوكهم وتبني الأهداف المناخية.

والسبب الآخر هو أهمية الدين، فتأثير الدين قوي في كل مكان، كما أن الدين يسهم في جذب الناس على نطاق واسع، ونحن بحاجة -أيضًا- إلى دعم العلماء والحكومات والبنوك وإسهام الجميع في مواجهة التغيرات المناخية.

كوب 27
الرئيس التنفيذي لمنظمة غرينفيث متحدثًا عن أهمية قمة المناخ كوب 27

كيف تنجحون في جذب الناس من جميع الأديان إلى الحركة؟

لدينا فريق رائع من مختلف الديانات، وأسسنا صداقات وعلاقات معهم على مر السنوات، وبفضل هؤلاء الأصدقاء أصبح لدينا مؤيدون كثر ومجموعات متنوعة في جميع أنحاء العالم، ونحن سعداء بذلك.

تنظمون برامج لتوعية وتثقيف الناس بمخاطر التغيرات المناخية، فعلى ماذا تركز هذه البرامج؟

نركز على تعليمهم أولًا: تأثيرات تغير المناخ وكيف يؤثر سلبًا في الناس والبيئة.

ثانيًا: تعريفهم بأسباب حدوث التغيرات المناخية مثل الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، وحول الشركات والحكومات المسؤولة عن ذلك.

ثالثًا: تسليط الضوء على التعاليم الدينية المتعلقة بالبيئة، والالتزام الديني بحب الآخر والعدالة في الحصول على بيئة نظيفة.

وبعد الانتهاء من هذه البرامج، ندرب الأشخاص ذوي المهارات على نشر هذه الثقافة في دور العبادة من المساجد والكنائس والمعابد وخلق حالة من التفاعل المجتمعي.

لذا، نرفع مستوى الوعي حول تأثير المشكلة، ونتحدث عن التعاليم الدينية المهمة لذلك، ونوفر المهارات اللازمة للعمل.

إلى أي مدى يرغب رجال الدين ودور العبادة في المشاركة في هذه الأنشطة المناخية؟

أنا أقوم بهذا العمل الآن منذ 20 عامًا، لذلك هناك الكثير من الزخم اليوم، والوضع أصبح أفضل بكثير مما كان عليه قبل 10 و20 عامًا، ففي ذلك الوقت لم يكن الناس يدركون العلاقة بين الدين والبيئة.

وكانوا يظنون أن الربط بين تعاليم الأديان ومواجهة التغيرات المناخية أمر غريب، ولكن هذه الثقافة بدأت في الانتشار أكثر فأكثر.

وبعد أن أدرك الناس هذا الربط، كانوا لا يعرفون ماذا يفعلون، وكانت مهمتنا في هذه المرحلة هي توفير المعرفة والمهارات لتمكين الناس من التعاطي بفاعلية مع هذه القضية.

لكن لا يزال أمامنا طريق طويل، هناك المليارات لا يزالون في حاجة إلى مزيد من التوعية، فهناك مليارا مسيحي، وأكثر من مليار مسلم وما يقرب من مليار هندوسي وغيرهم يحتاجون إلى إدراك الربط بين الدين والأهداف المناخية.

إلى أي مدى نجحتم في استقطاب البنوك والمؤسسات التمويلية للمشاركة في تمويل الحركة؟

نحصل على الدعم المالي من رجال الدين والمؤسسات الدينية وشركات القطاع الخاص المهتمة بتمويل الأعمال الخيرية الخاصة.

أما البنوك الكبرى والمؤسسات المالية الدولية، فلا تزال تسهم بمبالغ طائلة في دعم مشروعات جديدة للتوسع في إنتاج الوقود الأحفوري من الفحم والنفط والغاز وفي إزالة الغابات، وهذه مشكلة خطيرة للغاية.

لذلك نحن نتحاور معهم لإقناعهم بالتوقف عن توجيه الأموال إلى تلك المشروعات والبدء في استثمار المزيد من الأموال في مشروعات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير الكهرباء التي يحتاجها العالم دون تدمير الكوكب.

التغيرات المناخية
جانب من احتجاج نظمته منظمة السلام الأخضر في ولاية مينيسوتا الأميركية لإغلاق خط أنابيب لشركة إنبريدج الكندية

ما الجهود التي تبذلونها لمواجهة شركات الوقود الأحفوري ومكافحة التغيرات المناخية؟

لقد أقنعنا مئات المؤسسات الدينية بسحب استثماراتهم من شركات الوقود الأحفوري، وساعدنا في وقف مشروعات لمد خطوط أنابيب للوقود الأحفوري في أماكن مختلفة من العالم.

وحاولنا وقف مشروعات أخرى، ولكننا لم ننجح، ولكننا على الأقل قمنا بدعم المعارضة الشعبية في هذه الأماكن في التعبير عن احتجاجهم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق