التقاريرأنسيات الطاقةالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعاتنفط

أنس الحجي: الزفت يرتبط بالسياسة والاقتصاد.. وكل من يعادي النفط يتجاهل فوائده

أحمد بدر

قال مستشار التحرير في منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن الزفت أو الأسفلت يُستخدم في الطرق، التي ترتبط أطوالها ونوعيتها ارتباطًا كاملًا بمدى تقدم الدول، وكلما زاد التخلف قلّت الطرق المعبَّدة، ومن هنا نرى أهمية النفط في حياة الإنسان ورفاهية الإنسانية.

وأضاف الحجي -في مساحة "أنسيات الطاقة" على تويتر، تحت عنوان "الزفت والسياسة.. والاقتصاد"- أن كل من يعادي النفط الآن بحجة "تغير المناخ" يتجاهل -بصورة مقصودة- أو عن جهل، دور النفط في التقدم الهائل في حياة البشرية خلال الـ150 عامًا الماضية، ويتجاهل -أيضًا- المنافع الاقتصادية والصحية للنفط.

وأوضح مستشار تحرير "الطاقة" أنه -عمومًا- لا يمكن الحوار مع شخص يتبنّى التغير المناخي بوصفه معتقدًا أو دينًا، لذا سيكون الأفضل هو التركيز على صافي منافع النفط ومساوئه.

وتابع: "لا أحد ينكر أن هناك نسبة كبيرة من التلوث تحدث عند حرق النفط أو نقله، بالإضافة إلى مشكلات كثيرة، خاصة عند حدوث تسربات نفطية أو غيرها، وهو أمر لا يمكن إنكاره ويعرفه الجميع".

منافع النفط ومساوئه

منصة الطاقة
عمليات رصف الطرق - الصورة من منصة "إي أراب"

قال الدكتور أنس الحجي، إن هناك حاجة إلى التركيز على منافع النفط ومساوئه، التي قد تتضمّن -للغرابة- وجود الشخص المعادي له على قيد الحياة، فلولا وجود النفط والغاز لكان عدد البشرية أقل الآن بنحو 3 مليارات شخص.

وعن موضوع الحلقة، وهو "الزفت" قال الحجي، إن المصطلح هو اللفظ العربي الصحيح، في حين تُعد كلمة "أسفلت" كلمة يونانية لها معنى جيد، لأنها تعني "الأمان"، نظرًا إلى أنه كان يُستخدم في منع تسرّب الماء.

وأوضح الحجي أنه اعتمد المصطلح العربي في مساحة "أنسيات الطاقة"، نظرًا إلى اعتماد منصة "الطاقة" دائمًا على المفاهيم الصحيحة للغة العربية، وهو الأمر الذي نجحت فيه بصورة باهرة.

وشدد على أن الأسفلت أو الزفت قديم قدم التاريخ، إذ وجده الناس في أماكن متعددة حول العالم، واستخدموه في أمور مختلفة تتنوع بين الأواني والأبنية التي كان يستخدم فيها محل الأسمنت اليوم، وفي السفن التي كان يُطلى بها لمنع تسرب الماء.

وأضاف مستشار تحرير منصة الطاقة، أن "العرب كانوا يستخدمون الزفت في طلاء الإبل المريضة، بجانب استخدامات طبية مختلفة في حضارات مختلفة حول العالم، وأيضًا كان الفراعنة يستخدمونه في التحنيط".

وتابع: "بالعربية، الأسفلت يُقال له القار، ومن ذلك المناطق المعروفة مثل ذي قار والقيارة في العراق، وبنيد القار في الكويت، ويجري الحصول عليه بحرق نباتات معينة موجودة فوق سطح الأرض، تحتوي على هذا النوع من الزيوت".

ضرائب لدعم الزفت

طرح الدكتور أنس الحجي سؤالًا حول: هل تفرض الدول الغربية ضرائب على البنزين والديزل لدعم الزفت أو الأسفلت؟ مجيبًا بأن الدول الغربية تفرض سنويًا مليارات الدولار ضرائب على الوقود.

وأوضح الحجي أنه في بعض السنوات تتجاوز المبالغ المحصلة من ضرائب استخدام النفط 500 مليار دولار، أي أن إيرادات بعض الدول المستهلكة للنفط تتجاوز في بعض السنوات إيرادات الدول المنتجة للنفط نفسه.

ولفت إلى أن هناك شكوى كبيرة من دول أوبك على هذه الضرائب، ولكن يجب تذكر بعض الأمور المهمة، ففي الولايات المتحدة هناك ضرائب تجمعها الحكومة الفيدرالية وضرائب أخرى تجمعها الولايات.

ويُنفق نحو 84.5% من الضرائب التي تجمعها الحكومة الفيدرالية على الطرق السريعة العابرة للولايات، وتذهب الـ15% المتبقية للمواصلات العامة مثل القطارات والحافلات والعبارات، في حين يذهب الـ0.5% لتنظيف آثار التسربات تحت الأرض.

السيارات في الاتحاد الأوروبي
الطرق في أوروبا - أرشيفية

وقال إن الأمر نفسه ينطبق على الولايات، لأن كل ولاية لديها طرق داخلية لا علاقة لها بالحكومة الفيدرالية، حيث إن الولايات الأميركية تُعد مستقلة، ولكن الفارق القانوني أن كل شيء داخل الولاية يصبح مهمة خاصة بها، ولكن إذا عبر الحدود إلى ولاية أخرى يصبح من مهام الحكومة الفيدرالية.

وأضاف مستشار تحرير منصة الطاقة، أن هذه الضرائب التي تجمعها الولايات من البنزين والديزل، لا تنفقها الولايات على أي بنود أخرى مثل الصحة والتعليم، وإنما تخصص فقط للإنفاق على الطرق والجسور والمواصلات العامة، ولكن الضرائب في بعض الولايات تذهب إلى الموازنة العامة وبالتالي يمكن إنفاقها في أوجه أخرى.

وتابع: "هناك ملاحظة عامة على الولايات الأميركية، وهي أن الولايات التي تخصص قانونًا لإنفاق أموال ضرائب البنزين والديزل على الطرق لديها أفضل الطرق في أميركا، وتلك التي لا تملك قانونًا مماثلًا طرقها في الأسوأ في أميركا".

الحذر في نقد الضرائب

شدد الدكتور أنس الحجي على أن الدول تفرض الضرائب على البنزين والديزل لدعم الزفت، ولكن يجب الحذر عند الحديث عن هذا الأمر بالنسبة إلى الدول المستهلكة لسببين، الأول هو أن الحكومات -خاصة في أوروبا- تعتمد بصفة كبيرة على هذه الضرائب، وبالتالي اعتمادها الكبير لصالح دول النفط خاصة دول الخليج.

لذا فإذا استمر الانتقاد لهذه الحكومات فيمكنها التخلي عن النفط والمنتجات النفطية، والتوجه إلى السيارات الكهربائية بكل سهولة، وهو أمر له أضرار بالغة على دول النفط، لذا يجب النظر إلى هذه الضرائب على أنها أمر إيجابي يضمن استمرار الطلب على النفط في المستقبل.

والسبب الثاني، أن استخدام الزفت لتعبيد الطرق وإعادة تعبيدها يعني زيادة الطلب على نوع معين من النفط، وهو الأسفلت، بجانب أن كل الآليات الضخمة المستخدمة في تعبيد الطرق تستخدم الديزل، وكلما تحسنت الطرق زادت السيارات وبالتالي زاد الطلب على النفط، وهو ما يحدث في الهند ودول أخرى.

لذا -وفقًا للحجي- يجب الحذر في نقد هذه الضرائب على الوقود، لأن هناك فوائد لهذه الضرائب، وإذا نُقدت بصورة كبيرة من الممكن أن تؤدي إلى تراجع الطلب على النفط.

دور الزفت في السياسة

قال الدكتور أنس الحجي، إن الزفت أو الأسفلت يشكّل نحو 4% من حجم برميل النفط الخام متوسط النوعية، في حين يشكل البنزين والديزل نحو 70% من برميل النفط، وتذهب نسبة 10% إلى وقود الطائرات، كما توجد مواد أخرى قريبة جدًا من الأسفلت وتُستخدم في التشحيم، وتبلغ نسبتها ما بين 10 و15% حسب نوع البرميل.

وأوضح أنه كلما ثقل النفط زادت كمية الأسفلت فيه، وتزيد حتى تصل إلى نوعيات كلها زفت، ففي فنزويلا وكندا النفط هناك كله أسفلت من النوع نفسه الذي استخدمه القدماء منذ آلاف السنين.

أوبك - وزير الخارجية السعودي
صورة برميل نفط من إنتاج أوبك - الصورة من موقع "وورلد أويل"

ولفت إلى أن وجود النفط الثقيل سبب انتشارًا كبيرًا لنظرية مؤامرة تتعلق بوجود تلاعب كبير لدى دول أوبك بشأن الاحتياطي، وأن الأرقام غير حقيقية، لأن هذه الدول أضافت في الثمانينيات كميات ضخمة من النفط إلى احتياطياتها، كانت مكتشفة منذ نحو 40 أو 50 عامًا.

وأضاف: "لذلك فإن من يؤمنون بنظرية نضوب النفط يؤمنون بأن احتياطيات أوبك غير حقيقية، وأن الزيادة هي اكتشافات قديمة أضيفت في الثمانينيات، وبالتالي في حالة إعادة هذه الكميات للمدة المكتشفة فيها نجد أن الاحتياطيات في هبوط وليست زيادة".

قيمة جديدة للنفط الثقيل

أشار مستشار تحرير منصة الطاقة، إلى أن أحد الانتقادات أن النفط الثقيل تاريخيًا لا يماثل الزفت الذي كان معروفًا قديمًا، فهو موجود في قاع الأرض ويجب الحفر واستخراجه، ولكن كيف يمكن استخراج مادة لزجة وشبه صلبة ولاصقة.

من جهة أخرى، في حالة عدم استخدامه في الأسفلت لن تكون له قيمة لأنه رخيص جدًا، لذلك تم تجاهل هذه الاحتياطيات رغم أنها كانت كبيرة.

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن الإشكالية أن أكبر احتياطيات النفط الثقيل في العالم موجودة في فنزويلا وبعدها في كندا، وأدرك القائمون على الصناعة في فنزويلا أنها ستكون بلا قيمة، لذا اشتروا شركة أميركية متخصصة وطلبوا من علمائها أن يجدوا حلًا لموضوع النفط الثقيل.

وأكد أنه بعد عدة سنوات تمكنوا من استخراج البنزين والديزل من هذا النفط الذي لم تكن له قيمة على الإطلاق، وأصبح له قيمة لم يرها الجيولوجيون، وذلك بفضل التقدم العلمي الذي حدث.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق