التقاريرتقارير الغازتقارير الهيدروجينتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

استثمارات الهيدروجين الأزرق في بريطانيا تخاطر بأمن الطاقة (تقرير)

تكلفة الإنتاج تزيد 36% عن تقديرات الحكومة

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، لم يعد الهيدروجين الأزرق حلًا منخفض التكلفة بالنسبة إلى المملكة المتحدة، بل إن التركيز عليه يخاطر بأمن الطاقة في البلاد، وسط أزمة الإمدادات الحالية، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويرى تقرير حديث صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن التكلفة المتوقعة لإنتاج الهيدروجين الأزرق، في الوقت الحالي، أعلى بنسبة 36% من تقديرات حكومة المملكة المتحدة، العام الماضي.

ويسلّط التقرير الضوء على أن استمرار الاستثمار في الهيدروجين الأزرق من شأنه أن يعمّق تعرّض بريطانيا لتقلّبات أسعار الغاز وعدم اليقين بشأن الإمدادات، في وقت تسعى فيه البلاد لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي، بعد غزو أوكرانيا.

إنتاج الهيدروجين الأزرق

يتطلب الهيدروجين الأزرق للتدفئة غازًا طبيعيًا أعلى بمقدار الثلث، مقارنة باستهلاك الغاز مباشرة للغرض نفسه.

ومن المتوقع أن يرفع استخدام الهيدروجين الأزرق للتدفئة المنزلية في المملكة المتحدة واردات الغاز الطبيعي بنسبة 10%، حسب التقرير.

وتُعدّ المملكة المتحدة ثاني أكبر الدولة الأوروبية استهلاكًا للغاز الطبيعي في التدفئة بنسبة 77%، بعد هولندا (83%).

ومن شأن استبدال الغاز الطبيعي بالهيدروجين الأزرق لأغراض التدفئة أن يزيد واردات المملكة المتحدة من الغاز، ومن ثم فإنه يعرّض أمن الطاقة للخطر.

وتتطلب إستراتيجية أمن الطاقة في بريطانيا -التي أعلنتها الحكومة 7 أبريل/نيسان 2022- إنتاج ما يصل إلى 10 غيغاواط من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030، وقد تصل حصة الهيدروجين الأزرق بها إلى النصف، بحسب التقرير.

وهذا يعني زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتعرّض البلاد لأزمة إمدادات، في الوقت الذي تخطط فيه المملكة المتحدة لحظر استيراد الغاز الروسي بنهاية العام الجاري، والذي يمثّل 4% من احتياجات البلاد، وفق تقديرات حكومية.

وفضلًا عن ذلك، فإن مشروعات الهيدروجين -الذي يعتمد على الغاز- في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، باتت عالية المخاطر، ومن المحتمل أن تصبح أصولًا عالقة، حسب التقرير.

المغرب وسباق الهيدروجين

التركيز على الهيدروجين الأخضر

في إستراتيجية أمن الطاقة المعلنة الشهر الماضي، أكدت بريطانيا إطلاق صندوق لاستثمارات الهيدروجين بقيمة 240 مليون جنيه إسترليني (301.4 مليون دولار أميركي).

ويرى معهد اقتصاديات الطاقة أن الحكومة البريطانية يجب أن تتخلى عن دعم الهيدروجين الأزرق على المدى القريب، وتوجيه جميع استثماراتها نحو الهيدروجين الأخضر؛ لأنه سيصبح أرخص بحلول عام 2030، مع زيادة المشروعات.

وفي 2022، من المتوقع أن يدخل 26 مشروعًا للهيدروجين الأخضر حول العالم مرحلة البناء، في المقابل، لا توجد علامات واضحة بشأن الهيدروجين الأزرق، ما يشير إلى أن مخاطر التكلفة المرتبطة به تؤدي دورًا في السوق العالمية.

ويُنتج الهيدروجين الأخضر عن طريق المحللات الكهربائية، المعتمدة على الطاقة المتجددة، التي تواصل تكلفتها الانخفاض مع أهداف الحياد الكربوني، عكس الهيدروجين الأزرق، الذي يعتمد على الغاز الطبيعي، وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعاره، نظرًا لقلّة الاستثمارات.

وتحدد توقعات الحكومة البريطانية -الصادرة العام الماضي- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق عند 64 جنيهًا إسترلينيًا (80 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة بحلول نهاية العقد، في حين تشير توقعات معهد اقتصاديات الطاقة أن تصل إلى 85 جنيه إسترليني (106 دولارات) لكل ميغاواط/ساعة، مع التطورات الجديدة المتعلقة بارتفاع أسعار الغاز.

وهذا يؤكد الارتفاع الكبير لتكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق، السنوات المقبلة، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات الحكومية ذاتها أن تكلفة الهيدروجين الأخضر من الكهرباء المتجددة ستبلغ 48 جنيه إسترليني (60 دولارًا) لكل ميغاواط/ ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق