المقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

أزمة أسعار البنزين تتفاقم بسبب سياسات بايدن الخاطئة (مقال)

مارك ماثيس - ترجمة: دينا قدري

أيها الأميركيون، بينما تلعنون أسعار البنزين أو الديزل، تذكروا أن الأمر لا يتعلق -فقط- بعمليات الحفر أو خط أنابيب كيستون، أو فلاديمير بوتين.

نعم، أدت سياسات إدارة بايدن المناهضة للحفر وخطوط الأنابيب إلى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، كما تسبب غزو بوتين لأوكرانيا في اضطراب سوق الطاقة العالمية بصفة كبيرة؛ لا أريد التقليل من هذه الأحداث.

هذه العوامل -إلى جانب التضخم الناجم عن عجز الإنفاق الهائل من قبل الحكومة الأميركية والاحتياطي الفيدرالي- هي أهم العوامل الدافعة لارتفاع تكاليف الوقود.

ومع ذلك، هناك عوامل فاعلة أخرى، أبرزها المشكلات الهيكلية في التكرير.

عدم إنشاء مصافٍ جديدة

لم تُنشأ مصفاة كبيرة "جديدة تمامًا" في الولايات المتحدة منذ عام 1977. تأمل في هذه اللحظة: لم يُنشأ موقع مصفاة كبيرة جديدة خلال الأعوام الـ45 الماضية! ولا توجد مصافٍ جديدة مخطط لها.

في الوقت نفسه، أُغلقت مواقع المصافي بوتيرة متسارعة، ففي السنوات الـ6 الماضية، انخفض عدد مصافي التكرير الأميركية بمقدار 10 مصافٍ في الوقت الحاضر.

هل تبدو الولايات المتحدة -بذلك- دولة مهتمة بتوفير كميات كافية من الوقود السائل والمنتجات النفطية الأخرى لمواطنيها؟

والسبب الوحيد الذي لا يجعل الولايات المتحدة تعاني أزمة مصافٍ في الوقت الحالي، هو أن توسعات المصافي "القائمة" قد زادت من طاقتها، في الوقت الذي تُغلق فيه معظم المصافي الأصغر.

وفكر في ذلك للحظة: لماذا ستسمح الولايات المتحدة بتكثيف طاقتها التكريرية في عدد أقل من المواقع الأكبر؟

وإذا واجهت إحدى هذه المصافي العملاقة مشكلة خطيرة، فستكون التأثيرات أكبر بكثير مما لو كان لدينا انتشار أوسع للمصافي في العديد من المواقع، فقرارات السياسة مهمة.

نقل الخام.. ونقص المخزونات

هناك أيضًا مسألة نقل النفط الخام من مكان إنتاجه إلى حيث يجري تكريره.

وإن وجود المزيد من المصافي بالقرب من مكان استخراج النفط من الأرض سيجعل العملية بأكملها أكثر كفاءة؛ ما يؤدي إلى انخفاض التكاليف بالنسبة إلى المستهلكين.

وبالطبع، ستؤدي هذه الكفاءة إلى انبعاثات أقل، وهو ما يريده السياسيون باستمرار. وهو ما يجعلك تتساءل: "ما الذي يفعله موظفو وزارة الطاقة طوال اليوم؟".

ونتيجة لعمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا، كان هناك انخفاض غير مسبوق في السفر العالمي. ومع توقف السفر، تُركت المصافي مع فائض من إمدادات الوقود، خاصةً الديزل.

أدت هذه الظروف إلى توجّه عدد من المصافي لإعادة تجهيزها إنتاج الوقود الحيوي، والآن في الوقت الذي عاد فيه السفر -كما توقع أي شخص عاقل-، ليست لدينا طاقة تكرير كافية للديزل.

وأدى غزو بوتين لأوكرانيا إلى تفاقم مشكلة انخفاض المخزونات وارتفاع الأسعار، وأعلنت معظم الدول في أوروبا أنها لم تعد تريد النفط الروسي أو المنتجات المكررة، لذا، فإن أوروبا تتطلع إلى الولايات المتحدة لتوفير الديزل.

(نظام النقل في أوروبا يستخدم الكثير من الديزل، في حين تعتمد السوق الأميركية بشكل أكبر على البنزين).

ولقد وصل مخزون الولايات المتحدة من الديزل إلى أدنى مستوى له منذ عقدين، إذ بدأت الشحنات الأكبر من الديزل في التوجه إلى الاتحاد الأوروبي.

أسعار البنزين
ارتفاع أسعار البنزين في أميركا - أرشيفية

معيار الوقود المتجدد

هناك مشكلة أخرى ربما لم تسمع بها من قبل: لدى الولايات المتحدة شيء يسمى "معيار الوقود المتجدد".

ويتطلب معيار الوقود المتجدد مزج الإيثانول بالبنزين قبل نقله إلى محطات الوقود. وعندما يُمزج الإيثانول، يُنشأ ائتمان قابل للتداول يسمى "رقم التعريف المتجدد".

ويجب على شركات التكرير جمع العدد الصحيح من أرقام التعريف المتجدد لإثبات امتثالها للقانون.

محطات المزج مملوكة بالكامل -تقريبًا- لشركات النفط الكبرى؛ ما يخلق مشكلة كبيرة لمصافي التكرير الأصغر والمستقلة التي يتعيّن عليها شراء أرقام التعريف المتجدد في السوق المفتوحة.

وينتج صانعو الإيثانول -حاليًا- منتجًا أكثر مما يمكن استيعابه في النظام، وهو ما يرفع تكلفة أرقام التعريف المتجدد، إذ ارتفع سعر أرقام التعريف المتجدد بنسبة 1200% منذ يناير/كانون الثاني من عام 2021. إنه نظام سخيف أدى إلى ارتفاع تكلفة البنزين بنحو 30 دولارًا للغالون.

ويُعد نظام معيار الوقود المتجدد مكلفًا للغاية بالنسبة إلى مصافي التكرير المستقلة لدرجة أنه يدفعهم للتوقف عن العمل.

ويمكن لإدارة بايدن توفير الإغاثة لهذه المصافي، وخفض تكلفة البنزين بمقدار 30 دولارًا على الفور تقريبًا، إذا ركزت اهتمامها سريعًا على إصلاح معيار الوقود المتجدد.

استياء من أسعار البنزين

يتضح أن المستهلكين الأميركيين محقّون في استيائهم من تكلفة غالون البنزين. ولسوء الحظ، فإنه من المؤكد أن المشكلة ستزداد سوءًا في الأسابيع المقبلة.

وإذا لم تُخفف الضغوط المختلفة على عمليات التكرير جزئيًا على الأقل قريبًا، فقد يكون هناك نقص في البنزين، ومن المحتمل أن يكون هناك نقص في الديزل.

وسيؤدي نقص المعروض من وقود الديزل -الوقود الذي يحرّك جميع وسائل النقل الكبيرة من السفن إلى القطارات إلى المقطورات الجرارة- إلى إحداث مستوى من الألم الاقتصادي الذي لم يشعر به المواطنون في الولايات المتحدة منذ السبعينيات.

اربط حزام الأمان سريعًا.. فسيكون صيفًا قاسيًا.

* مارك ماثيس، مؤلف وصانع أفلام وثائقية متخصص في شؤون الطاقة

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق