التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

آسيا تستعيد زخم واردات الغاز المسال بعد سيطرة أوروبا (تقرير)

في الأشهر الأولى من عام 2022

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • واردات أوروبا تتفوق على آسيا في الأشهر الأولى من 2022
  • أوروبا تسيطر على غالبية صادرات الغاز المسال الأميركية
  • واردات الغاز المسال الآسيوية بدأت الارتفاع في مايو
  • الابتعاد عن الغاز الروسي سيشعل المنافسة على الشحنات بين آسيا وأوروبا
  • أسعار الغاز في أوروبا لا تزال أعلى من نظيرتها الآسيوية

هيمنت أوروبا على واردات الغاز المسال عالميًا في الأشهر الأولى من عام 2022؛ سعيًا لتأمين احتياجاتها وسط أزمة نقص الإمدادات، التي فاقمها الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتزامن ذلك مع تراجع الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات ما قبل عام 2021، إذ استورد شمال شرق آسيا والهند 7 ملايين طن في الربع الأول من عام 2022، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

ورغم ذلك، تشير أرقام واردات الغاز المسال لشهر مايو/أيار الجاري إلى أن الطلب الآسيوي في طريقه للارتفاع مرة أخرى لتأمين الإمدادات قبل ذروة الطلب في الصيف، في الوقت الذي هدأت فيه حاجة أوروبا إلى الغاز، مع انتهاء فصل الشتاء، بحسب رؤية الكاتب كلايد راسل، عبر تقرير نشرته وكالة رويترز.

وأمام ذلك، فإن الطلب الأوروبي بصدد الارتفاع في أيّ لحظة، حال انخفاض واردات الغاز المسال الأوروبية من روسيا إذا قررت موسكو الانتقام من العقوبات المفروضة على صادراتها السلعية الأخرى، مثل النفط.

واردات الغاز المسال إلى أوروبا

وسط طلب عالمي قوي من قبل آسيا وأميركا الجنوبية في العام الماضي، انخفضت شحنات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية بنسبة 9%، لتصل إلى 77.2 مليون طن، بحسب بيانات ستاندرد آند بورز.

وجاء الغزو الروسي لأوكرانيا ليفاقم أزمة نقص إمدادات الغاز داخل أوروبا خلال فصل الشتاء، كونه تزامن مع ارتفاع الطلب بدعم تعافي الاقتصادات من تداعيات وباء كورونا.

وفي الأشهر الـ4 الأولى من 2022، كانت بوصلة واردات الغاز المسال تميل إلى أوروبا، التي كانت مستعدة لرفع أسعار الشحنات الفورية من أجل تأمين الإمدادات خلال فصل الشتاء.

وارتفعت واردات أوروبا من الغاز المسال لمستويات قياسية خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان الماضي، مسجلة 45.27 مليون طن، بزيادة 58% عن 28.61 مليون طن في المدة نفسها من 2021، وفق بيانات رفينيتيف، التي نقلتها رويترز.

وخلال الأشهر الـ4 الأولى من هذا العام، كان يناير/كانون الثاني هو الأعلى لواردات أوروبا من الغاز المسال بنحو 11.94 مليون طن، يليه أبريل/نيسان 11.79 مليونًا، في حين بلغت الواردات خلال مارس/آذار وفبراير/شباط 11.15 و10.39 مليون طن على التوالي.

وفي أبريل/نيسان، كانت أوروبا أكبر مستورد للغاز المسال الأميركي للشهر الخامس على التوالي،إذ حصلت على 64% من الإجمالي البالغ 7.10 مليون طن، في حين بلغت حصة آسيا 13%، بحسب ما نقلته رويترز في تقرير آخر عن بيانات رفينيتيف.

واردات الغاز المسال

واردات آسيا من الغاز المسال

في المقابل، تراجعت واردات الغاز المسال إلى آسيا عند 88.05 مليون طن، في الأشهر الـ4 الأولى من عام 2022، مقارنة مع 96.68 مليون طن مسجلة في المدّة نفسها من العام الماضي، ما يعني انخفاض 9% على أساس سنوي.

وتراجعت واردات الصين من الغاز المسال خلال المدة المقارنة بنسبة 17.3% على أساس سنوي، لتصل إلى 21.59 مليون طن، لتقود هبوط الواردات الآسيوية، رغم أنها حصدت لقب أكبر مستورد للغاز المسال عالميًا في العام الماضي، متجاوزةً اليابان.

ورفعت الصين واردات الغاز المسال بمقدار 12 مليون طن، لتصل إلى 79 مليونًا العام الماضي، بحسب تقديرات شركة شل.

ومع ذلك، هناك علامات على تجدّد اهتمام المشترين الصينيين لتعزيز واردات الغاز المسال قبل ذروة الطلب في الصيف؛ إذ تُشير بيانات رفينيتيف إلى أن الصين قد تستورد 5.39 مليون طن في مايو/أيار الجاري، ليكون أكبر مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2022.

واردات الصين من الغاز

آسيا تكثف مشترياتها

من شأن زيادة الطلب الصيني أن يعزز الواردات الآسيوية من الغاز الطبيعي المسال إلى 20.46 مليون طن خلال الشهر الجاري، ارتفاعًا من 19.82 مليونًا في أبريل/نيسان الماضي.

وبالمقارنة، من المتوقع أن تبلغ واردات أوروبا 10.96 مليون طن في مايو/أيار، التي قد تكون الأضعف هذا العام على أساس يومي، انخفاضًا من 11.79 مليونًا الشهر الماضي، وفقًا لرفينيتيف.

ويرى الكاتب كلايد راسل أن إشارات واردات الغاز المسال في مايو/أيار توضح زيادة اهتمام آسيا بتعزيز الاستيراد، مع توقعات أن يسعى المشترون للحصول على شحنان إضافية من السوق الفورية، خاصة أن القارة تشهد بالفعل درجات حرارة أعلى من المعتاد في العديد من البلدان.

في المقابل، من المحتمل أن تُقلّص أوروبا واردات الغاز المسال في الأشهر المقبلة، مع إعادة ملء مخزون الغاز إلى حدّ كبير، واستمرار تدفّق إمدادات خطوط الأنابيب الروسية، رغم استمرار الحرب في أوكرانيا، ورغبة القارّة العجوزة في تقييد اعتمادها على موسكو، وفق راسل.

ورغم ذلك، فإن المنافسة بين آسيا وأوروبا لجذب إمدادات الغاز المسال ستظل محتدمة؛ إذ يسعى الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي بنسبة 66% هذا العام -قبل الاستغناء الكامل بحلول 2030-، وهو ما يتعارض مع هدف الكتلة المتمثل في زيادة سعة تخزين الغاز إلى 80% بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي الوقت نفسه، تتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي وجود عجز في إمدادات الغاز المسال عالميًا؛ إذ يتجاوز الطلب المتوقع عند 436 مليون طن المعروض بنحو 26 مليونًا، وهذا ما قد يجعل أوروبا تكافح لتأمين احتياجاتها قبل الشتاء المقبل.

الغاز المسال

أسعار الغاز المسال

مع علامات زيادة الطلب الآسيوي، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز المسال في آسيا (المتداولة في بورصة نيويورك وترتبط بمعيار مؤسسة ستاندرد آند بوزر غلوبال (جيه كي إم) إلى 22.60 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مع نهاية تعاملات الإثنين (24 مايو/أيار).

ويمثّل هذا ارتفاعًا بنسبة 12.9% عن أقلّ مستوى مسجَّل هذا العام عند 20.02 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 16 مايو/أيار.

بينما بلغت العقود الآجلة للغاز في أوروبا، وفق مؤشر تي تي إف الهولندي، 26.55 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية اليوم الإثنين، ما يعني أن السعر الأوروبي ما يزال يتمتع بعلاوة سعرية 3.95 دولارًا عن نظيره الآسيوي.

وكانت علاوة السعر الأوروبي على نظيره في آسيا قد وصلت إلى 16.77 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 7 مارس/آذار الماضي، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويختتم كلايد راسل مقاله بقوله، إن اهتمام آسيا المتزايد بشحنات الغاز المسال الفورية، في الوقت الذي تتراجع فيه أوروبا إلى حدّ ما، قد يقلل من الفجوة السعرية بين المنطقتين، ما لم تُقيّد روسيا صادراتها إلى القارّة العجوز، ردًا على العقوبات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق