روسيا وأوكرانياالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةسلايدر الرئيسيةقمة المناخ كوب 27

هل تعالج قمة المناخ كوب 27 ما أفسده غزو روسيا لأوكرانيا؟

انتصار قمة غلاسكو الهش يترقّب إنعاشًا في مصر في ظل ظروف باتت أكثر صعوبة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • مصر تستعد لإنجاح قمة المناخ كوب 27
  • مخاوف من عودة العالم إلى اللامبالاة بشأن أزمة المناخ بسبب الحرب
  • مصر صديقة روسيا.. وقمة شرم الشيخ تجمع كل الأعداء
  • فاتح بيرول يعتقد إمكان تحويل الحرب إلى فرصة لتحقيق كفاءة الطاقة
  • جون كيري ما يزال متفائلًا بشأن علاج تغير المناخ رغم الحرب

مع اقتراب عقد قمة المناخ كوب 27 في مصر، تتوالى عدة تساؤلات د في مقدمتها: هل ستصلح هذه القمة ما أفسده غزو روسيا لأوكرانيا؟ وهل يمكن أن تكون الحرب -التي دفعت أسعار الوقود الأحفوري إلى مستويات سعرية قياسية- المفتاح الذي سيحفّز العالم على علاج أزمة تغير المناخ؟

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرًا تحليليًا، مطلع الأسبوع الجاري، استطلعت فيه آراء كثير من الأطراف المعنية عالميًا في قضية تغير المناخ، وما إذا كانت كوب 27 قادرة على تنفيذ ما جاء في اتفاقية القمة السابقة كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتفاوتت تقديرات الخبراء والساسة والمسؤولين في المنظمات المعنية عن إمكانات كوب 27، في استكمال ما بدأته كوب 26، وتنفيذ بنود اتفاقية ختام قمة غلاسكو.

استعدادات مصر لقمة المناخ

بدأت الحكومة المصرية استعداداتها لاستقبال قمة المناخ كوب 27 في شهر نوفمبر/تشرين المقبل، في مدينة شرم الشيخ.

وتتنوع الاستعدادات بين اللقاءات التي يجريها الوزراء والمسؤولون مع نظرائهم والجهات الفاعلة في العمل المناخي، وطرح مشروعات طاقة خضراء، وأخرى تعمل على خفض الانبعاثات، وتدفع إلى تحول الطاقة.

وكانت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، قد التقت أول أمس الإثنين 16 مايو/أيار 2022، وفد المؤسسات الأميركية العاملة في مجال الاستثمار في الطاقة الخضراء، واستعرضت فرص الاستثمار الأخضر، إلى جانب النماذج التي ستقدمها مصر لمشروعات تنفيذية لمواجهة آثار تغير المناخ، وفق بيان الوزارة.

وكانت فؤاد قد صرّحت الشهر الماضي بأن مصر تتطلع إلى إعداد أجندة متكاملة، تقدمها خلال قمة المناخ كوب 27، لاستكمال النجاح الذي سبق أن حققته القمة السابقة كوب 26، وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي لعام 2022 حول الحياد الكربوني.

نجاح هش

كوب 27
رئيس قمة غلاسكو، ألوك شارما، يغالب دموعه خلال نهاية الفعاليات- الصورة من "بلاز تريندس"

نجاح قمة المناخ كوب 26 كان هشًا، وفق وصف رئيس القمة في الأمم المتحدة، ألوك شارما، بسبب تعديل النص الأصلي للاتفاقية من منع الفحم إلى الخفض التدريجي للوقود الأكثر تلويثًا للبيئة، بفعل ضغوط صينية وهندية.

إلا أن شارما وصف نجاح قمة كوب 26 -أيضًا- بالانتصار، كون الدول اتفقت على العمل للحفاظ على حرارة العالم أقل من 1.5 درجة أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية.

البند الخاص بدرجة الحرارة في الاتفاق، دفع شارما إلى الترحيب -في بيان صحفي- باتفاق الأطراف كافة على "اتفاقية غلاسكو للمناخ"، إذ إنه الهدف المطروح منذ عامين، منذ تولي شارما منصبه رئيسًا للقمة.

وكتب شارما -الذي أوشك على البكاء في ختام قمة غلاسكو بسبب عدم الاتفاق على النص الأصلي- إلى صحيفة الغارديان قائلًا: "إن 1.5 درجة يعد إعادة الاتفاق إلى الحياة، لكن يظل نبض هذا الكائن ضعيفًا".

غزو أوكرانيا

غزت روسيا أوكرانيا بعد قمة المناخ كوب 26 بمدة تقل عن 3 أشهر، وقبل قمة المناخ كوب 27 بمدة تقل عن 9 أشهر؛ إذ اجتاحت موسكو عدة مناطق أوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، ما أضعف آمال الكثيرين في استكمال قمة شرم الشيخ نصر غلاسكو الهش.

وكانت تلك الحرب بمثابة قنبلة عنقودية أُلقيت على مستشفى يضم صفقة مناخية معتلة، في وقت بدأ العالم للتو في التعافي البطيء من وباء كورونا.

فقد دفع غزو روسيا لأوكرانيا سوق الطاقة إلى ارتفاعات قياسية، وأسعار الغذاء إلى قفزات متتالية، دافعة معدلات التضخم إلى أعلى، كون موسكو من منتجي النفط والغاز الأكبر عالميًا، وتمثل مع كييف مصدرين مهمين للحبوب الرئيسة مثل القمح والذرة.

ويبدو أن الضرر الواقع على مصر من الحرب؛ كونها أكبر المستورين للقمح عالميا، لن يكون الوحيد، إذ يبدو أن غزو روسيا لأوكرانيا يهدد قمة كوب 27، التي ستستضيفها نهاية العام.

قُبلة العودة

بعد أن كان العالم يتجه إلى خفض منتجات الوقود الأحفوري، منحتها الحرب قبلة العودة، وبدأت مرحلة استمتاع بالأرباح الوفيرة، ونكثت حكومات الدول، التي تعهّدت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بوعودها، ومنحت رخص حفر وبحث وتنقيب جديدة. كما قفزت أسعار الفحم، ما جذب المستثمرين إلى نشاطها.

وفي ظل هذه الظروف، ونشاط الوقود الأحفوري الملحوظ، أصبح تحقيق هدف الحد من حرارة الأرض لعدم تجاوزها 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية بعيد المنال ويستحيل تحقيقه.

وغير أن مبعوث الرئيس الأميركي للمناخ، جون كيري -الذي شارك في قمة غلاسكو- يرى أن الوضع لم يصل إلى الانهيار بعد.

وقال كيري: "ربما يكون من السهل للبعض الاعتقاد بأن الحرب ستؤدي إلى التعجيل بتحقيق مستهدف الـ1.5 درجة مئوية؛ لأن روسيا التي غزت أوكرانيا تمثّل مصدرًا كبيرًا للنفط والغاز، وقد بدأت الدول في الاستغناء عن وقودها الأحفوري، كما أن البعض الآخر يعتقد أن الأمر بات أكثر صعوبة، لكن من المؤكد أن الأمور لم تتهاوَ بعد، والوضع لا يزال من الممكن إنقاذه".

برنامج غير محدد

كوب 27
المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المناخ جون كيري، في أثناء مشاركته في قمة غلاسكو - الصورة من "هولي روود"

قالت عميدة مدرسة فليتشر في جامعة توفتس، مستشار الأمم المتحدة للمناخ، راشيل كيت: "إنه بعد أشهر تُعقد قمة المناخ كوب 27 في مصر، التي لم تحدد برنامج القمة حتى الآن، لكن علينا التركيز على التنفيذ، ثم التنفيذ، ثم التنفيذ لاتفاقية قمة غلاسكو".

وأضافت: "نجني اليوم الآثار السلبية لتأجيل ما كان يستلزم عمله في السابق إلى مثل هذا اليوم، فقد عشنا عقودًا من نقص الاستثمار في البنية التحتية، وبطء التقدم المحرز في حماية الطبيعة، ونقص كفاءة استهلاك الطاقة".

وتابعت: "الآن نجد أنفسنا نناضل للابتعاد عن الوقود الأحفوري، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة، والاستجابة إلى المجاعة وصدمات أسعار الغذاء، ومع ارتفاع التضخم وتوقف النمو. نحتاج الآن إلى القليل جدًا من أطر السياسات لننتقل بسلاسة وسرعة.. 2021 كان عام الطموح، 2022 عام المتابعة".

إلا أن مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، يخشى أن تدفع الحرب العالم مجددًا إلى حالة "اللامبالاة" السابقة لقمة غلاسكو، التي جعلت الدول تناقش أزمة المناخ على مدار 30 عامًا، دون التوصل إلى تقدم حقيقي.

عودة اللامبالاة

يرجع خوف البعض من عودة حالة اللامبالاة العالمية نحو أزمة تغير المناخ إلى عقد قمة المناخ كوب 27 في مصر، وهي ذات صداقة تاريخية مع روسيا، ومن أكبر مستوردي الحبوب منها، وتشارك موسكو في القمة، حتى وإذا لم يتغير الوضع بالنسبة إلى الحرب الدائرة حاليًا في أوكرانيا وقت انعقادها، ما يؤدي إلى وجود كل الدول الأعداء، وقد يبعد التركيز عن الهدف الرئيس للمؤتمر.

يُذكر أن شركة روساتوم الروسية -أيضًا- تنفذ مشروعًا ضخمًا للطاقة النووية في مصر وهو محطة الضبعة، الذي تزيد تكلفته الاستثمارية على 25 مليار دولار، وكان الطرفان قد أكدا منذ بداية الحرب عدم تأثر هذا المشروع، رغم أن القاهرة من الدول التي أدانت موسكو في مجلس الأمن عقب غزوها كييف بأيام.

وزار النائب الأول للمدير العام لروساتوم، ألكسندر لوكشين، الشهر الماضي، موقع محطة الضبعة النووية، برفقة رئيس هيئة المحطات النووية في مصر، أمجد الوكيل، وأكد المسؤولان سير العمل بصورة طبيعية، وفق موقع روسيا اليوم.

وكان مصدر في هيئة المحطات النووية المصرية قد صرح لوكالة "تاس" الروسية، في مارس/آذار الماضي، بأن العقوبات الغربية على موسكو لن تؤثر في مسار مشروع محطة الضبعة الذي تنفذه شركة روساتوم في مصر بأي شكل من الأشكال، وفق "روسيا اليوم" أيضًا.

وفرضت الدول الغربية على روسيا مئات من العقوبات الاقتصادية، عقب غزوها لأوكرانيا، أملًا في إضعافها، وإجبارها على وقف الحرب. كما حظرت أميركا واردات النفط والغاز الروسية، وتسعى دول أوروبا في اتجاه الاستغناء عنها.

تقدم مناخي

ترى الدول الراغبة في إحراز أي تقدم بشأن المناخ، ضرورة التركيز على عنصرين أساسيين لإقناع الأطراف المختلفة بضرورة المضي قدمًا في استكمال مخرجات قمة غلاسكو في شرم الشيخ المصرية، هما التأثيرات التي خلّفتها أزمة أوكرانيا على الأمن الوطني في العالم المتقدم، وأزمات كوارث المناخ الطبيعية في العالم النامي، مثل موجات الحرارة غير المسبوقة في الهند وباكستان

وقد أدى ارتفاع أسعار الوقود نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا إلى إعادة تقييم سريعة لسياسات الطاقة في جميع أنحاء العالم، خاصة في أوروبا، التي سعت إلى فطم نفسها عن واردات النفط والغاز من موسكو.

وقبل الغزو اعتمدت أوروبا على تلبية 40% من احتياجاتها من غاز روسيا، وتزيد تلك النسبة إلى الثلثين في ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في القارة.

ومن المرجح أن تكون محاولات الاتحاد الأوروبي للاستغناء عن النفط والغاز الروسيين مؤلمة في الأمد القريب، لكنه عجل بخطواته في هذا الاتجاه الضروري في الأمد البعيد للوصول إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول -الذي يُعد من أبرز خبراء اقتصاد الطاقة عالميًا-: "إن لدينا الفرصة لجعل الحرب نقطة تحول تاريخية نحو طاقة أنظف وأكثر أمانًا، فهذه أول مرة أرى هذا الزخم في مجال تحول الطاقة".

علاج أزمة الطاقة

طرح الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، 3 إجراءات لعلاج أزمة الطاقة، الأول هو: استبدال الوقود الأحفوري الروسي في الأمد القريب من خلال تقليص المزيد من إمداداتها الحالية.

والثاني هو: العمل على خفض الاستهلاك من خلال رفع كفاءة الطاقة بعدة سبل مثل خفض درجات حرارة منظمات الحرارة -مثل تكييف الهواء- وعزل المنازل منعًا لتسرب الحرارة، والهبوط بسرعة السيارات.

أما الإجراء الثالث -من وجهة نظر بيرول- فهو تعزيز توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بخطوات سريعة، عبر إلغاء قيود التخطيط، ودعم الشبكات.

ويمثّل بيرول -إلى حد كبير- وجهة النظر المتفائلة بشأن إمكان تحويل الحرب إلى نقطة تحفيز للدفع نحو الطاقة المتجددة، خاصة بعد ارتفاع أسعار الطاقة بسببها إلى مستويات قياسية، وفي ضوء توقعات باستمرار مسيرتها التصاعدية دون سقوف محددة، ما دامت استمرت عجلة العراك في الدوران.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن صعود أسعار المواد الغذائية، وتهديدها السلم الاجتماعي، وبالتالي أمن الدول القومي، هو عنصر آخر محفز نحو الانخراط في مشروعات الطاقة المتجددة، بعدما أصبحت الطاقة سلاحًا سياسيًا تستخدمه روسيا ضد أوروبا، كما تبين أن الوقود الأحفوري يمثل نقطة ضعف إستراتيجية.

ولقد نجح فلاديمير بوتين فيما فشل فيه أنصار حماية البيئة وعلاج تغير المناخ لمدة عقود من طرح البراهين على ضرورة التحرك السريع، وأجبر الجنرالات وزعماء الدفاع الوطني في مختلف أنحاء العالم على إدراك أن علاج أزمة المناخ تشكل أولوية للأمن القومي.

الأمن القومي

كوب 27
الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول-الصورة من "هيبترك"

قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "إن الأمن القومي أصبح الآن محركا مهمًا، ويشكل مع العوامل الاقتصادية الأخرى دافعًا قويًا في التحرك نحو الطاقة النظيفة".

وتوافق بيرول الرأي، مبعوثة المناخ لجمهورية جزر مارشال، تينا ستيج، التي أدّت دورًا رئيسًا في قمة كوب 26.

وقالت: "إن الدول النامية يجب أن تؤكد هذه الحجة.. آمل أن يكون من الواضح الآن أن الاستثمار في الطاقة المتجددة هو استثمار، ليس فقط في الطاقة، وإنما -أيضًا- في المرونة والاستقلال السياسي، فالأدلة على أن المناخ قضية أمن قومي تتصاعد".

وأضافت المسؤولة السابقة عن شؤون المناخ في الأمم المتحدة -التي أشرفت على اتفاقية باريس، بالإضافة إلى أنها شريك مؤسس لمنظمة حلف شمال الأطلسي- كريستيانا فيغويريس: "يتعيّن على الدول أن تدرك أن تعرضها لصدمات الطاقة أمر لا مفر منه، ما دامت تعتمد على الوقود الأحفوري، حتى ولو حُلت الأزمة الحالية"، إلا أن وجهة النظر المتفائلة تلك قد تكون ذات علاقة بتعهدات شركات الوقود الأحفوري بتخصيص حصة من إيراداتها للطاقة النظيفة.

نشاط الوقود الأحفوري

تتجه شركات الوقود الأحفوري نحو استكشافات وعمليات حفر جديدة. فقد كشفت صحيفة الغارديان عن أن هناك 200 مشروع وقود أحفوري -حاليًا- في مراحل التطوير، ومن المتوقع أن تصدر مليارات الأطنان من الانبعاثات الكربونية في الهواء حال تشغيلها، أو ما يعادل 18 عامًا من الانبعاثات الحالية، وهذا من شأنه أن يدفع بافتراضية تحقيق درجة حرارة 1.5 مئوية في خانة عدم التحقق.

لذلك؛ قال المدير التنفيذي للمجموعة الدولية في المؤسسة الأوروبية للمناخ، إيمانويل غيرين: "إن الصورة ليست وردية، ويصعب التظاهر بأن الحرب على أوكرانيا أزمة يمكن تحويلها بسهولة إلى فرصة".

ومع ذلك، فإن إدارة الرئيس الأميركي مصممة على المضي قدمًا، وفق مبعوث المناخ الخاص جون كيري.

وقال كيري: "أتمنى أن يتمكن الكونغرس في الأسابيع المقبلة من تمرير بعض التشريعات الخاصة بالمناخ.. إن الرئيس بايدن ملتزم بالمضي قدمًا، ومن الواضح أن لديه سلطات إدارية ويمكنه إصدار أوامر تنفيذية معينة والقيام بأشياء محددة في هذا الاتجاه".

نُذر الاحترار العالمي

تتصاعد نُذر الاحترار العالمي في تلك الأوقات الصعبة التي تمر بها الكرة الأرضية، فقد شهد هذا العام موجات حرارة قياسية في كل من الهند وباكستان، أسفرت عن اضطراب واسع في البلدين، بعد أضرار لحقت بالمحاصيل، ومخاوف من أخطار تتعرّض لها صحة الناس.

والشيء اللافت أن هذه الحوادث المدمرة ضربت العالم، في الوقت الذي ما تزال فيه الحرارة عند مستوى 1.2 درجة مئوية زيادة عما قبل الثورة الصناعية.

وكان بحث حديث لمكتب الأرصاد الجوية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد رجح أن ترتفع الحرارة العالمية أعلى من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، خلال 5 سنوات، وتليها زيادات أخرى، ما يعني أن الكوارث التي تشهدها دول العالم في جنوب آسيا، والفيضانات في أستراليا وجنوب أفريقيا، والجفاف وحرائق الغابات في أميركا الشمالية، ستصبح بسرعة هي القاعدة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على البشرية ستتجاوز بكثير آثار الكوارث الطبيعية الحالية.

نجاح كوب 27

كوب 27
وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد- الصورة من صحيفة "المال"

تكثّف مصر، مع ذلك، مجهوداتها لإنجاح كوب 27، سواء بإعلان مشروعات خضراء، أو تشريعات تحفّز من نهوض الاقتصاد الأخضر، وحتى اللقاءات التي تكاد تكون يومية مع الأطراف العالمية المعنية بالمناخ.

وكان آخر اللقاءات قبل يومين لوزيرة البيئة المصرية مع وفد الشركات الأميركية، أكدت فيه أن مصر تعمل على آليات إشراك القطاع الخاص، في ظل الانتهاء من الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.

كما أعلنت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قبل أيام، أن رئيسها المهندس يحيى زكي، يشارك في منتدى "أعمال الطريق لـ كوب27"، الذي تنظمه الجمعية المصرية البريطانية للأعمال في لندن خلال المدة من 17-20 مايو/أيار الجاري، وذلك مع وفد وزاري وقادة أعمال، في بعثة الجمعية التجارية السنوية السابعة إلى المملكة المتحدة.

وأعلنت الهيئة، في بيان يوم 13 مايو/أيار الجاري، توقيع 6 مذكرات تفاهم لمشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء مع كبرى الشركات والتحالفات العالمية، لإقامة منشآت ومجمعات صناعية في منطقة السخنة، بغرض إنتاج الوقود الأخضر، واستخدامه في أغراض تموين السفن أو التصدير للأسواق الخارجية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق