سهم أرامكو السعودية يتراجع رغم الأرباح القياسية منذ بداية 2022
أحمد بدر
خلال الأيام القليلة الماضية، شهد سهم أرامكو السعودية تراجعًا تراوح بين 2.33% و2.7%، وفق ما نقلت تقارير مختلفة، أشارت إلى التراجع في سوق الأسهم في المملكة عمومًا.
ويأتي هذا التراجع في سهم أرامكو بعد إعلان عملاقة النفط السعودية قفزة تاريخية في الأرباح، بنسبة بلغت 82%، لتحقق أعلى قيمة أرباح خلال 3 أشهر، منذ الطرح العام الأولي للشركة في 2018، وفق ما نشره موقع "العربية" السعودي.
وبلغ سهم أرامكو حاليًا 39.75 ريالًا سعوديًا (10.6 دولارًا أميركيًا)، وذلك ضمن سلسلة من التقلبات على مدار نحو 10 جلسات، إذ هبط المؤشر العام للسوق السعودية بنحو 1300 نقطة، لتفقد نحو 9.5% من قيمتها، متأثرة بعمليات جني الأرباح التي طالت الأسهم القيادية.
أرباح الشركة السعودية
أعلنت شركة أرامكو السعودية، في منتصف شهر مايو/أيار الجاري، تقرير الأرباح ربع السنوية عن الربع الأول من العام الجاري 2022، إذ حققت أرباحًا قاربت 40 مليار دولار أميركي، وهو ارتفاع بقيمة 21.7 مليار دولار عن الربع الأول من 2021، متجاوزة توقعات المحللين التي رجحت الوصول إلى 38 مليارًا، على خلفية ارتفاع أسعار النفط العالمية.
واستفاد سهم أرامكو من هذا الإعلان، الذي تزامن مع تحديد موعد توزيع الأسهم المجانية، وذلك بعد أن شهد الربع الأول مبيعات استثنائية لعملاق النفط الخام العالمي، التي تمكنت من استثمار النفط والغاز الطبيعي وتسويقهما عالميًا بشكل حقق أرباحًا خيالية، في ظل أزمات اقتصادية وسياسية عالمية.
يُشار إلى أن القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية تمكّنت من تخطي حاجز 2.4 تريليون دولار أميركي، لتتجاوز القيمة السوقية لشركة أبل الأميركية، لتتربع على عرش الشركات الأكثر قيمة سوقية حول العالم، وذلك بعد أن حقق سهم أرامكو أكثر من 15% من المكاسب، قبل أن يعود إلى التراجع مرة أخرى، وفق ما رصدت منصة "الطاقة" المتخصصة.
ويرجع الارتفاع المتسارع في أسعار النفط الخام إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي استدعى فرض عقوبات من جانب أوروبا والولايات المتحدة على موسكو، وبالتالي تصاعد القلق من نقص المعروض من النفط والغاز في أسواق الطاقة العالمية وارتفاع الطلب العالمي.
وانعكست نتائج عملاقة إنتاج النفط العربي والعالمي، على الأرباح التي منحتها أرامكو إلى مساهميها، والتي جاء من ضمنها الأسهم المجانية بواقع سهم لكل 10 أسهم، بالإضافة إلى تعزيز رأس مال الشركة بمبلغ 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار أميركي).
سهم أرامكو وأزمة الطاقة
استفاد سهم أرامكو من أزمة الطاقة العالمية، بعد زيادة الطلب على إمدادات الطاقة، في توقيت يتبنى الاتحاد الأوروبي فيه توجهًا بحظر استيراد النفط والغاز الروسيين بنهاية عام 2022 الجاري، إلا أنه لا توجد حتى الآن قرارات بالإجماع تسمح بتطبيق هذا الحظر.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية قد أعلنت -مؤخرًا- أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستتوقف عن شراء النفط الروسي بنهاية العام الجاري، بعدما ألزم الاتحاد دوله بخفض الشراء بمقدار الثلثين، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة حظرًا كاملًا على استيراد منتجات الطاقة الروسية.
ورغم التحذيرات من أن حظر النفط الروسي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الطلب العالمي، لا سيما في ظل تزايد التضخم والسياسات المالية المتشددة عالميًا، ضاعفت موسكو أرباحها الشهرية من صادرات النفط والغاز لدول الاتحاد الأوروبي التي اشترت بما قيمته 22 مليار يورو (23.2 مليار دولار) من النفط الخام شهريًا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
الاستغناء عن النفط الروسي
وفق شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن إجابة السؤال: هل يستطيع العالم الاستغناء عن النفط الروسي؟ وهل أوروبا قادرة على إيجاد بديل للنفط الروسي؟ وفقًا لخبراء الاقتصاد تحمل دلالة على أن بديل النفط الروسي ليس مستحيلًا، ويمكن أن تستفيد أرامكو السعودية من هذا الأمر.
ويرى الخبراء أن العقبة ليست في إيجاد بديل النفط الروسي، وإنما للغاز من روسيا، إذ أطلقت الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، نحو 120 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي.
وفي الوقت نفسه، تعمل أميركا على التواصل مع المملكة العربية السعودية لزيادة إنتاج النفط، الذي تكون شركة أرامكو السعودية مسؤولة عنه بصفة مباشرة، بجانب مساعيها لخفض العقوبات على النفطين الفنزويلي والإيراني.
اقرأ أيضًا..
- إنفاق تريليون دولار على تطوير طاقة الرياح البحرية العالمية بحلول 2031 (تقرير)
- مدفوعات الغاز الروسي تقفز بالروبل إلى أعلى مستوياته منذ 2015
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي من السحب لإعادة الملء (إنفوغرافيك)