سياراتتقارير السياراتتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

قطاع الليثيوم بحاجة لاستثمار 7 مليارات دولار سنويًا لمواكبة الطلب (تقرير)

وسط تفاوت العرض والطلب وهيمنة الصين على سلاسل التوريد

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • العالم يحتاج لضخّ 42 مليار دور في صناعة الليثيوم بحلول نهاية العقد
  • خطط أوروبا وأميركا لتطوير سلاسل التوريد وسحب البساط من الصين
  • تكلفة إنتاج الليثيوم خارج الصين ستكون مكلفة
  • نقص المواد الخام يحدّ من إنتاج المركبات الكهربائية ويتطلب مشاركة المصنّعين في التعدين

وسط تزايد المخاوف من ندرة الليثيوم، وتنامي النفوذ الصيني على سلاسل التوريد، باتت هناك حاجة ماسّة لزيادة الاستثمار في القطاع.

وقدّر تحليل أجرته وكالة "بنشمارك مينرال إنتليجنس" أن الصناعة تحتاج إلى استثمارات بقيمة 42 مليار دولار لتلبية الطلب المتزايد بحلول نهاية العقد، خاصة أن المعدن الثمين يدخل في صناعة بطاريات الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة، إلى جانب بطاريات السيارات الكهربائية.

ويتوقع التقرير أن يصل الطلب إلى 2.4 مليون طن من مكافئ كربونات الليثيوم بحلول عام 2030، أي قرابة 4 أضعاف الإنتاج المتوقع هذا العام، البالغ 600 ألف طن.

تقليل الاعتماد على الصين

وفقًا للتقرير الجديد، ستتطلب الصناعة استثمار 7 مليارات دولار سنويًا بداية من العام الجاري وحتى عام 2028، لتكون قادرة على تلبية الطلب المتوقع بحلول نهاية العقد.

الليثيوم
جانب من عمليات استخراج الليثيوم (الصورة من موقع بلومبرغ)

وتأتي هذه التوقعات في وقت تتطلع فيه أوروبا وأميركا الشمالية إلى تقليل الاعتماد على الواردات من الصين، وتطوير مشروعات محلية لإنتاج الليثيوم، حسب بلومبرغ.

وأوضح التقرير أن هذه الإستراتيجية تتطلب مضاعفة الاستثمارات وتعبئة أكبر قدر من رأس المال، مقارنةً بالحصول على المنتجات المكررة من المصادر الحالية، وخاصة الصين، التي تسيطر على سلاسل التوريد، مدعومة بالتكتلات الاقتصادية، والكفاءة العالية، وانخفاض تكاليف العمالة والطاقة.

والغريب أن تقريرًا آخر نشرته شركة وود ماكنزي للاستشارات الشهر الماضي، توصّل إلى نتائج مماثلة.

واقترحت الشركة أن الطلب على الليثيوم قد يرتفع من نصف مليون طن متري في عام 2021 إلى قرابة 3-4 ملايين في 2030.

ومع ذلك، تعتقد وود ماكنزي أن القطاع سيكون قادرًا على تزويد صناعة البطاريات بما تحتاجه؛ بفضل إدخال تقنيات جديدة مثل الاستخراج المباشر للّيثيوم، كما توقّع بزيادة الإنتاج بأكثر من 300% بين عامي 2021 و2030.

ارتفاع التكلفة

يرى المحلل المشارك في التقرير، كاميرون بيركس، أن إنتاج الليثيوم بأقلّ تأثير ممكن في الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة سيكون باهظًا خارج السوق الصينية.

ففي الولايات المتحدة، تضغط إدارة الرئيس جو بايدن لتسريع إنتاج المعادن الرئيسة في البطاريات، باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار، للمساعدة في معالجة هذه المعادن، ومن بينها الليثيوم.

بينما خصصت كندا قرابة 2.9 مليار دولار في موازنة هذا العام لبناء سلاسل توريد محلية للمعادن الحيوية.

الليثيوم
جانب من تجميع بطاريات السيارات الكهربائية داخل مصنع شركة أودي في بروكسل- الصورة من موقع الشركة

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة غرين ليثيوم أنها تهدف إلى بناء وتشغيل مصفاة ضخمة لمعالجة الليثيوم في المملكة المتحدة، ووقّعت صفقة مع شركة ترافيغورا لتزويد المصفاة بالمعادن اللازمة.

وفي العام الماضي، كشفت الشركات المصنّعة للسيارات، بما في ذلك تيسلا وجنرال موتورز وفورد، عن خطط استثمارية في إعادة تدوير البطاريات لخفض التكلفة، والحدّ من المخاطر المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية.

في المقابل، ارتفعت أسعار الليثيوم بأكثر من 500% في الصين خلال العام الجاري، إذ يكافح العرض لمواكبة طفرة السيارات الكهربائية.

ومن جانبه، وجّه الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، نداءً عامًا للاستثمار في تعدين الليثيوم، كاشفًا أن عملاق صناعة السيارات الكهربائية قد تفكر في التعدين أو التكرير بعد ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.

وبحسب التقرير، يرى الرئيس التنفيذي لوكالة بنشمارك، سيمون موريس، أن نقص المواد الخام لإنتاج البطاريات يحدّ من إنتاج المركبات الكهربائية، ويعني ذلك أن المصنّعين قد يضطرّون إلى المشاركة في عمليات التعدين لتوسيع صناعة السيارات.

وأشار التقرير إلى ضرورة تطوير مناجم جديدة، لا سيما أن الاستثمارات الضخمة المخطط لها من قبل كبار منتجي الليثيوم غير كافية.

وعلى عكس المستثمرين، يمكن لشركات صناعة السيارات التدخل لأكثر من سبب، ويمثّل أهمها تأمين الإمدادات لصناعة البطاريات، بجانب تحقيق العائدات من أرباح الليثيوم.

تحديات تواجه القطاع

قبل ظهور السيارات الكهربائية، استُخدم الليثيوم لعلاج بعض الأمراض، مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، وسرعان ما أصبح مادة أساسية لتصنيع البطاريات.

الليثيوم
حزمة بطاريات تيسلا داخل مصنع غيغا نيفادا- الصورة من وكالة أسوشيتد برس

ومع توقعات هيمنة السيارات الكهربائية على الأسواق في السنوات المقبلة، يواجه العلماء تحدّيين، يتعلق أحدهما بكيفية تقليل المعادن في البطاريات باهظة الثمن، ويتمثل الآخر في تحسين إعادة تدوير البطاريات.

وبدأت شركات صناعة البطاريات والسيارات إنفاق مليارات الدولارات لخفض تكلفة تصنيع وإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية، مدفوعة جزئيًا بالحوافز الحكومية.

كما يعكف الباحثون لتقليل كمية المعادن المستخدمة في البطاريات، التي تختلف وفقًا لنوع البطارية وطراز السيارة، لكن يمكن لحزمة بطارية ليثيوم أيون للسيارة الواحدة (من النوع المعروف باسم إن إم سي 532) أن تحتوي على قرابة 8 كيلو غرامات من الليثيوم و35 كيلو جرامًا من النيكل و20 كيلو جرامًا من المنغنيز و14 كيلو جرامًا من الكوبالت، وفقًا لمختبر أرغون الوطني.

ويمكن القول، إن تكلفة بطاريات الليثيوم أيون قد انخفضت مقارنة بظهورها لأول مرة في الأسواق في أوائل التسعينيات.

وتتوقع وكالة "بلومبرغ بي إن إي إف" انخفاض تكلفة البطاريات إلى أقلّ من 100 دولار أميركي/كيلوواط/ساعة، بحلول عام 2023.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق