التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

صادرات روسيا من الوقود الأحفوري توفر المليارات لموسكو رغم العقوبات

بلغت قيمتها 66.5 مليار دولار منذ غزو أوكرانيا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • قيمة صادرات الوقود الأحفوري الروسية تجاوزت 66 مليار دولار في شهرين
  • روسيا تستمر في حصد غالبية إيرادات الطاقة من الاتحاد الأوروبي
  • العقوبات الغربية ضد موسكو لم تؤثّر كثيرًا في صادرات روسيا
  • ألمانيا تقود قائمة أكبر مستوردي الوقود الأحفوري من روسيا
  • الهند والصين تمثّلان فرصة كبيرة لتنويع أسواق التصدير الروسية

استمرت صادرات روسيا من الوقود الأحفوري في الارتفاع حتى بعد غزو أوكرانيا، رغم العقوبات الغربية التي تستهدف تقييد إيرادات موسكو من الطاقة، العنصر الرئيس لاقتصاد البلاد.

وبعد مرور أكثر من شهرين على الغزو الروسي لأوكرانيا، واصلت موسكو حصد مليارات الدولارات من صادرات الطاقة، حتى من الدول التي تسعى لمعاقبتها.

وتسبَّب غزو أوكرانيا في سلسلة من عمليات الحظر والعقوبات الغربية على صادرات روسيا من الوقود الأحفوري من جانب العديد من الدول، فضلًا عن تخارج شركات النفط الكبرى من موسكو وإعلانها وقف شراء الخام الروسي، لكن لا تزال غالبية العقود جارية حتى نهاية العام.

وحظر الاتحاد الأوروبي واردات الفحم من موسكو، مع خطة لحظر النفط الروسي تلوح في الأفق، كما أصبح الغاز تحت الأضواء، وكأن دول أوروبا تبدأ بالأقلّ تأثيرًا في احتياجاتها من الطاقة.

ورغم ذلك، بلغت صادرات روسيا من الوقود الأحفوري نحو 63 مليار يورو (66.46 مليار دولار) منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط حتى أواخر أبريل/نيسان الماضي، وفق بحث جديد صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (سي آر إي إيه).

وذهبت معظم صادرات موسكو من الوقود الأحفوري إلى الاتحاد الأوروبي، بقيادة ألمانيا، ما يسلّط الضوء على مدى قدرة موسكو على تحقيق إيرادات من الدول التي تسعى إلى الضغط على مواردها المالية، مع النظر إلى أن عائدات تصدير النفط والغاز أسهمت فيما يقرب من 40% من موازنة البلاد العام الماضي.

موقف الاتحاد الأوروبي

مع غزو روسيا لأوكرانيا، وجد الاتحاد الأوروبي يده مغلولة، أمام رغبته في معاقبة موسكو، لذلك تعهَّد بإنهاء اعتماده على الوقود الأحفوري الروسي وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.

وجاء قرار الاتحاد الأوروبي بحظر الفحم الروسي بداية من 10 أغسطس/آب المقبل، بوصفه أول الإجراءات ضد صادرات روسيا من الوقود الأحفوري.

ورغم أن روسيا أكبر مورد للفحم الحراري في أوروبا (النوع المستخدم في محطات الكهرباء)، وتوفر لألمانيا أكثر من نصف إمداداتها، فإن اتجاه أوروبا منذ سنوات إلى التخلص التدريجي من الفحم، يجعل قرار حظره الأقلّ تأثيرًا والأكثر سهولة، مقارنة بمنع استيراد النفط أو الغاز من موسكو.

وصعدت واردات الاتحاد الأوروبي من الفحم الحراري الروسي إلى 54% في عام 2020، ارتفاعًا من 7% قبل 30 عامًا، في المقابل، انخفض استهلاك الفحم في القارّة العجوز من 1200 إلى 427 مليون طن خلال المدّة نفسها، وفق تقرير لصحيفة إنرجي مونيتور.

ليس هذا فحسب، بل تبلغ قيمة واردات الفحم الروسي إلى أوروبا يوميًا نحو 15 مليون يورو (15.75 مليون دولار) مقابل 850 مليون يورو (892.5 مليون دولار) لواردات النفط والغاز، وفق ما نقلته صحيفة إنرجي مونيتور عن الباحث في مركز بروغل، سيمون تاغليابيترا.

صادرات روسيا من الفحم

وبعد الفحم، ينوي الاتحاد الأوروبي حاليًا حظر واردات النفط والمشتقات النفطية من روسيا بحلول نهاية هذا العام، لكن مع معارضة المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك هذا الاقتراح، فإن الكتلة تقترح منح الدول الـ3 مزيدًا من الوقت لتوفير الإمدادات من مناطق مختلفة حتى عام 2024.

ورغم ذلك، أظهر تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز أن الاتحاد الأوروبي قرّر إيقاف خطط لمنع قطاع الشحن داخل الكتلة من نقل النفط الروسي.

وبالنسبة إلى الغاز الروسي، ووضع الاتحاد الأوروبي هدفًا طموحًا لتقليل الاعتماد على الواردات من موسكو بنسبة 66% خلال هذا العام، قبل الاستغناء الكامل بحلول نهاية العقد.

ورغم ذلك، لم تقترح دول أوروبا حتى الآن حظر استيراد الغاز من روسيا على المدى القريب، وسمح ذلك للشركات بمواصلة شراء الوقود الأحفوري الروسي.

أبرز المستوردين.. أوروبا في الصدارة

استورد الاتحاد الأوروبي نحو 71% من صادرات روسيا من الوقود الأحفوري منذ بداية الغزو، بقيمة 44 مليار يورو (46.2 مليار دولار)، وذهب الربع تقريبًا إلى 6 موانئ فقط في القارّة، بما في ذلك روتردام وماسفلاكتي في هولندا وتريستي في إيطاليا، وفق تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

وبمزيد من التفاصيل، كانت حصة الاتحاد الأوروبي من صادرات روسيا من الوقود الأحفوري، 30% للفحم و50% للنفط الخام و70% للمنتجات النفطية و80% للغاز المسال و90% لخطوط الأنابيب.

ومن حيث الدول، كانت ألمانيا صاحبة أكبر حصة من صادرات روسيا من الوقود الأحفوري في أول شهرين بعد غزو أوكرانيا، بنحو 9.1 مليار يورو (9.5 مليار دولار)، تليها إيطاليا بقيمة 6.9 مليار يورو (7.2 مليار دولار)، ثم الصين 6.7 مليار يورو (7.03 مليار دولار).

وفي المرتبة الرابعة جاءت هولندا بنحو 5.6 مليار يورو (5.9 مليار دولار)، ثم تركيا بقيمة 4.1 مليار يورو (4.3 مليار دولار) في المركز الخامس.

وبصفة عامة، احتوت قائمة أكبر 20 دولة امتلاكًا لحصّة في صادرات روسيا من الوقود الأحفوري، على 6 دول فقط من خارج قارّة أوروبا، وهي: الصين وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة ومصر والهند.

صادرات النفط الروسية

هل تغيّر الوضع بعد الغزو؟

رغم استمرار هيمنة أوروبا على صادرات روسيا من الوقود الأحفوري، فإن تأثير العقوبات الغربية بدأ في الظهور، سواءً في انخفاض الصادرات الأوروبية لبعض أنواع الوقود الأحفوري، أو ارتفاع الشحنات خارج الاتحاد الأوروبي، مع سعي موسكو للعثور على مشترين آخرين.

وأظهر تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن الشحنات اليومية من النفط إلى الاتحاد الأوروبي انخفضت بنسبة 20% خلال الأسابيع الـ3 الأولى في أبريل/نيسان الماضي، مقارنة بالشهر الذي بدأ في 23 يناير/كانون الثاني، قبل الغزو، بينما تراجعت شحنات الفحم بنسبة 40%.

في المقابل، ارتفعت صادرات النفط الأميركية إلى أوروبا إلى مستويات قياسية بلغت 1.5 مليون برميل يوميًا في الشهر الماضي، لتعويض انخفاض إمدادات الخام الروسي، بحسب رويترز.

وارتفعت كذلك مشتريات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال وخطوط أنابيب الغاز بنحو 20% و10% على التوالي، منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، كما يشير التقرير.

وفي العام الماضي، استوردت دول أوروبا لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ما يقارب من 2.4 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات من روسيا، ما يعادل 49% من الصادرات الروسية، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وضمن صادرات روسيا من الوقود الأحفوري، حصلت أوروبا العام الماضي على 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، ما وفّر أكثر من 31% من إمدادات الغاز في المنطقة، وفق تقديرات ريستاد إنرجي.

في حين تلقّت أوروبا ثلث صادرات الفحم الروسية، التي بلغت 237.7 مليون طن متري في العام المنصرم، بقيادة دول ألمانيا وهولندا وتركيا وبولندا.

قطاع الطاقة الروسي

تنويع أسواق التصدير

في المقابل، زادت شحنات النفط والفحم والغاز المسال من روسيا إلى وجهات خارج الاتحاد الأوروبي بنسبة 20% و30% و80% على الترتيب، إذ ارتفع عدد السفن، التي تغادر الموانئ الروسية دون وجهة محددة، ما يشير إلى أن روسيا تسعى للعثور على مشترين خارج القارّة العجوز.

وتغازل روسيا الصين والهند -ضمن أكبر 3 مستهلكين للوقود الأحفوري في العالم- بالإضافة إلى دول أخرى، بتقديم عروض لزيادة حجم صادرات الطاقة الروسية إليها.

وفي أول شهرين بعد غزو أوكرانيا، جذبت شحنات النفط إلى الهند ومصر وجهات أخرى غير معتادة للصادرات الروسية الكثير من الاهتمام، وقد تُعوّض ولو جزءًا من التراجع في الصادرات إلى أوروبا.

واستوردت مصر ما قيمته 0.77 مليار يورو (0.81 مليار دولار) من صادرات النفط والمنتجات النفطية الروسية، كما تلقّت روسيا نحو 0.66 مليار يورو (0.69 مليار دولار) نظير صادراتها إلى الهند منذ غزو أوكرانيا، بحسب مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

وفي مارس/آذار المنصرم، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، اقتراب قِيَم صادرات النفط الروسية إلى الهند من مليار دولار، مشيرًا إلى نية موسكو زيادة تلك الصادرات خلال المدة المقبلة.

وهذا فضلًا عن الصين، التي تعتمد كثيرًا على صادرات روسيا من الوقود الأحفوري؛ إذ تحصل ثاني أكبر اقتصاد عالمي على 14% من وارداتها النفطية من موسكو (ما يقرب من 1.6 مليون برميل يوميًا)، ونحو 7% من احتياجات الغاز الطبيعي والغاز المسال، بحسب شركة الأبحاث وود ماكنزي.

بل من المقرر أن يزداد اعتماد الصين على روسيا بعد عقد صفقات قوية للنفط والغاز في وقت سابق من هذا العا، حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي النهاية، من شأن ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة صادرات روسيا من الوقود الأحفوري إلى دول أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، أن يستمر في تعزيز إيرادات موسكو من تصدير الطاقة، لتصل إلى 321 مليار دولار هذا العام، بارتفاع الثلث على أساس سنوي، وفق بلومبرغ إيكونوميكس.

في حين تشير تقديرات ريستاد إنرجي إلى زيادة إيرادات النفط والغاز في روسيا في العام الجاري، لتصل إلى 260 مليار دولار، منها 180 مليار دولار لعائدات النفط، والتي تمثّل زيادة 45% عن العام الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق