سياراتالتقاريرتقارير السياراترئيسية

تسارع اعتماد السيارات الكهربائية غير كافٍ لدرء العواقب المناخية (دراسة)

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • تحرّك العالم لاعتماد السيارات الكهربائية غير كافٍ للحدّ من آثار الأزمة المناخية
  • يتعين على أوروبا إضافة 10 آلاف جهاز شحن أسبوعيًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني لعام 2030
  • توقعات بانخفاض التكلفة الإجمالية لملكية السيارات الكهربائية في أوروبا وأميركا
  • خسائر وظيفية قد تطال 13 مليون وظيفة في قطاع مركبات محركات الاحتراق الداخلي

يتهافت عمالقة صناعة السيارات للاستحواذ على سوق السيارات الكهربائية وجذب المزيد من العملاء، لكن هل يكفي ذلك للحدّ من الأزمة المناخية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري؟

أجاب تقرير حديث صادر عن شركة وود ماكنزي للاستشارات على ذلك بأن تأثير المعدل الحالي لاعتماد المركبات الكهربائية عديمة الانبعاثات لن يكون ملموسًا على تغير المناخ، إذ تمثّل محطات الشحن إحدى العراقيل الرئيسة.

وحذّر التقرير، الذي يحمل عنوان "تحول قطاع النقل إلى الحياد الكربوني: نظرة على الفرص والمخاطر"، من ضيق الوقت لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2030.

التحرك ببطء

يعدّ قطاع النقل من بين أهم القطاعات المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتمثّل السيارات والشاحنات الصغيرة ثلاثة أرباع انبعاثات قطاع النقل، إلى جانب الطائرات والقطارات والسفن.

السيارات الكهربائية
السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات- الصورة من موقع موتور1

لذا، ترى وود ماكنزي أنه يتعين على صانعي السيارات والشاحنات تسريع خططهم لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، حسبما نشر موقع إنسايد إي في.

وقال المؤلف المشارك في التقرير، إريك هانون: "إن كيفية بلوغنا ذلك غير مؤكد، بصراحة، نحن نتحرك ببطء شديد، ولا نسير على مسار يؤهلنا لتحقيق ذلك".

ووفقًا لتقرير وود ماكنزي، تمثّل السيارات الكهربائية 8% من عمليات تسجيل السيارات الجديدة في أوروبا.

وفي الولايات المتحدة، تجاوزت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية والهجينة والمركبات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن الخارجي الـ10% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة خلال الربع الأخير من عام 2021.

وهذا يُثبت النمو السريع للسيارات الكهربائية على مدى السنوات الـ5 الماضية، لكن لا يزال أمام البشرية طريق طويل تقطعه حتى تعمل جميع سيارات الركّاب الجديدة بالبطاريات فقط.

وأوضح هانون أن السبب الرئيس وراء بطء اعتماد السيارات الكهربائية هو الزخم المتعلق بالبنية التحتية للشحن.

ووفقًا للتقديرات، يجب على أوروبا إضافة 10 آلاف جهاز شحن أسبوعيًا للمركبات الكهربائية للمساعدة في تحقيق الأهداف المناخية لعام 2030.

وأشار هانون إلى أن تأثير السيارات الكهربائية في تغير المناخ لن يكون كافيًا إذا لم تبلغ انبعاثات الكربون ذروتها وبدأت في الانخفاض بحلول 2025، ومنع تجاوز درجات الحرارة العالمية زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية.

السيارات الكهربائية

لفهم المخاطر والفرص في قطاع النقل على نحو أفضل، حللت وود ماكنزي الإنجازات في قطاع النقل بموجب سيناريو شبكة تخضير النظام المالي.

وفي هذا السيناريو، من المتوقع اختفاء سيارات محرك الاحتراق الداخلي، وزيادة مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، والمركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود، لتصل إلى قرابة 100% من مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2050، مقارنة بـ5% -حاليًا-.

السيارات الكهربائية
مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية- الصورة من موقع وايرد يو كيه

وتعدّ خلايا الوقود أقلّ شيوعًا من البطارية في سيارات الركاب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تكلفة إنتاج الهيدروجين الباهظة، وصعوبة النقل.

ومع ذلك، أنتجت العديد من الشركات المصنّعة سيارات تعمل بخلايا الوقود، وتقوم باختبار التقنية على الشاحنات والحافلات والقوارب، وغيرها من المركبات الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، هناك إجراءات أخرى لإزالة الكربون بهدف تحقيق الحياد الكربوني في قطاع النقل؛ من بينها تغير سلوك المستهلك من خلال الاعتماد على وسائل النقل العامّ، وأشكال النقل البديلة، مثل مشاركة السيارات.

ونتيجة لذلك، ستواجه الشركات على نطاق منظومة النقل -بما في ذلك مصنّعو المعدّات الأصلية والمورّدون والمصنّعون ومشغّلو البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية- مخاطر التحول.

تكلفة السيارات الكهربائية مقابل العادية

رغم ذلك، ستتوفر فرص لتقديم منتجات وخدمات جديدة، مع الوضع في الحسبان الإنفاق الرأسمالي على المركبات منخفضة الانبعاثات.

فالتكلفة الأولية للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية تتجاوز تكلفة سيارات محركات الاحتراق الداخلي بنسبة من 30-90%.

ووفقًا لسيناريو الحياد الكربوني 2050، يُقدّر وود ماكنزي أن التكلفة الإجمالية لملكية سيارات الركاب الكهربائية ستكون أقلّ في أوروبا بحلول 2025، وبعد عام 2030 في الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن التكاليف الأولية ستظل مرتفعة، لكنه يتوقع تضييق الفجوة مع انخفاض أسعار البطاريات بمرور الوقت، والتي تشكّل نسبة كبيرة من سعر السيارة الكهربائية.

ومن المتوقع أن تقترب الشاحنات الكهربائية المتوسطة، التي تسافر من 200 إلى 300 كيلومتر يوميًا، من التكافؤ في الأسعار مع سيارات محرك الوقود الاحتراري بحلول 2025.

أمّا الشاحنات الثقيلة طويلة المدى فستصل إلى التكافؤ في السعر بحلول عام 2030 في أوروبا، وفي وقت لاحق بمناطق أخرى.

السيارات الكهربائية
أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية- الصورة من موقع إي دي إف

مخاطر تواجه القطاع

يمكن أن ينتج عن تحول الصناعة من مركبات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية مخاطر تواجه المجتمعات والعاملين في إنتاج قطاع غيار المركبات العادية، المسؤولة عن توظيف قرابة 34 مليون عامل عبر سلاسل القيمة.

وبموجب سيناريو الحياد الكربوني 2050، تُقدّر وود ماكنزي أن 13 مليون وظيفة في قطاع الصيانة والتشغيل المتعلق بمركبات الاحتراق الداخلي ستُفقد بحلول 2050، مقابل 9 ملايين وظيفة ستوفرها عمليات تصنيع وصيانة المركبات الكهربائية، وقد يعوض ذلك جزئيًا مسألة الاستغناء عن الموظفين.

وإجمالًا، يمكن أن تواجه الصناعة خسارة صافية قدرها 14 مليون وظيفة بحلول عام 2050.

وبعيدًا عن ذلك، يدعو تحليل سابق لشركة وود ماكنزي لبعض التفاؤل، لا سيما ان التحول إلى المركبات منخفضة الانبعاثات يمكن أن يخلق فرصًا للشركات عبر سلاسل القيمة.

وتشمل هذه الفرص تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية وخلايا الوقود وتشييد وتشغيل البنية التحتية للشحن، وخلق حلول رقمية لدمج البنية التحتية مع شبكة الكهرباء.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق