الروبل مقابل الغاز الروسي.. شركات أوروبية تلوح بـ"التحكيم الدولي" (تقرير)
إنجي الفرنسية: سندفع باليورو.. وفنلندا: نرفض القرار
أحمد بدر
بعد إعلان المفوضية الأوروبية شروط دفع شركات الطاقة الأوروبية ثمن الغاز الروسي دون انتهاك العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، أعلنت عدّة دول نيّتها رفض الدفع بالروبل الروسي.
وأعلنت الرئيسة التنفيذية لشركة إنجي الفرنسية للطاقة، كاثرين ماكغريغور، أن الشركة ستدفع إلى غازبروم الروسية باليورو، وليس بالروبل الروسي، ولكنها لم تحدد موعد هذه المدفوعات، واكتفت بالقول، إنها "وشيكة"، وذلك وفق ما نقلت عنها وكالة رويترز.
كما أعلنت فنلندا رفضها للدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي، إذ أكدت شركة غاسوم الحكومية للطاقة أنها ستحيل نزاعها بشأن مدفوعات الروبل الروسي مع غازبروم، إلى إجراءات التحكيم.
ولا تمنع عقوبات الاتحاد الأوروبي الشركات من فتح حساب في بنك معين، ويمكن للشركات دفع ثمن الغاز الروسي -ما دامت تفعل ذلك بالعملة المتفق عليها في عقودها الحالية- وتعلن اكتمال الصفقة عند الدفع بهذه العملة.
العملات المقررة في العقود
تنص جميع عقود التوريد التي أبرمتها شركات النفط الأوروبية العملاقة مع شركة غازبروم الروسية على الدفع باليورو أو الدولار، إلّا أن مرسومًا رئاسيًا وقّعه الرئيس بوتين نصَّ على المطالبة بالدفع بالروبل.
وقالت ماكغريغور، إن شركة إنجي الفرنسية لديها الحلّ، وهو الدفع بالعملة المنصوص عليها في العقد، وهو أمر يبدو مقبولًا لشركة غازبروم الروسية، كما إنه لا يخالف عقوبات الاتحاد الأوروبي، حسبما أعلنت المفوضية الأوروبية في بيانها.
ورفضت الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية الإفصاح عمّا إذا كانت هذه الخطوة تعني أن المرافق قد فُتحت، أو أنها تخطط لفتح حساب في بنك غازبروم الخاص، المملوك لشركة الغاز الروسي العملاقة في موسكو.
وكانت شركة إنجي الفرنسية قد توقعت -في توجيهاتها المالية لعام 2022- صافي الدخل المتكرر لأسهم مجموعة 2022، من 3.8 إلى 4.4 مليار يورو (3.97 إلى 4.59 مليار دولار أميركي).
وارتفعت إيرادات الشركة الفرنسية -التي تعدّ أحد أهم مشتري الغاز الروسي- للربع الأول المنتهي في 31 مارس/آذار بنسبة 85% عن العام الماضي، لتصل إلى 25.6 مليار يورو (27 مليار دولار أميركي)، في حين نمت أرباحها قبل الفوائد بنسبة 74%، لتصل إلى 3.5 مليار يورو (3.7 مليار دولار).
اللجوء إلى التحكيم الأوروبي
قالت شركة غاسوم الفنلندية الحكومية للطاقة، اليوم الثلاثاء 17 مايو/أيار، إنها ستحيل نزاعها بشأن مدفوعات الروبل مقابل الغاز الروسي إلى التحكيم، موضحةً أنها لن تقبل طلب شركة غازبروم بالدفع بالعملة الروسية، الأمر الذي يهدد باحتمال توقّف تدفّق الإمدادات الروسية إلى فنلندا.
وبحسب الرئيس التنفيذي للشركة الفنلندية، ميكا ويلغانن، فإنه لا يوجد أمام الشركة خيار آخر سوى تحويل العقد إلى التحكيم، فالشركة تبذل قصارى جهدها في هذا الموقف الصعب لتكون قادرة على تزويد عملائها الفنلنديين بالطاقة التي يحتاجون إليها، وفق رويترز.
وتهدف شركة غاسوم إلى إمداد العملاء الفنلنديين خلال الصيف بالطاقة، عبر خط أنابيب الغاز البلطيق، الذي يربط شبكات الغاز الفنلندية ودول البلطيق عبر خليج فنلندا، وهو ما قد يصبح صعبًا بسبب القيود المفروضة على سعة نقل الأنبوب.
وعلى المدى الطويل، تخطط فنلندا إلى تأجير محطة عائمة بشكل مشترك مع إستونيا لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، إذ تستورد فنلندا معظم احتياجاتها من الغاز الروسي، لكن الغاز يمثّل نحو 5% فقط من استهلاكها السنوي من الطاقة.
شروط المفوضية الأوروبية
أعلنت المفوضية الأوروبية، أمس الإثنين 16 مايو/أيار، مجموعة من الشروط التي يمكن لشركات الاتحاد الأوروبي من خلالها دفع ثمن الغاز الذي تشتريه من روسيا، دون خرق العقوبات.
وكانت المفوضية قد أبلغت، في أبريل/نيسان الماضي، دول الاتحاد الأوروبي بأن الشركات يمكنها دفع ثمن الغاز الروسي إذا اتّبعت شروطًا معينة، بعدما طلبت موسكو من المشترين الدفع بالروبل، أو فقدان إمداداتهم.
وكانت إمدادات الغاز من موسكو قد انقطعت الشهر الماضي عن بولندا وبلغاريا، لرفضهما الامتثال لطلب الدفع بالروبل، في حين سعت حكومات الاتحاد الأوروبي وكبار المستوردين لمزيد من التوضيح من بروكسل بشأن إمكان مواصلة شراء الغاز الروسي.
واشترطت المفوضية على الشركات إصدار "بيان واضح"، والالتزام بعقودها التي تنصّ على الدفع باليورو أو الدولار، موضحة أنه يمكن للشركات تلافي الدخول في معاملات مباشرة مع البنك المركزي الروسي الذي يواجه عقوبات أيضًا، وذلك من خلال الالتزام بإيداع العملة باليورو أو الدولار الأميركي.
اقرأ أيضًا..
- السيطرة على النفط العراقي.. حلم صيني تحبطه بغداد (تقرير)
- احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي عند أدنى مستوياته منذ 35 عامًا
- أغلى الدول وأرخصها في أسعار البنزين عالميًا.. ليبيا والجزائر في الصدارة