تقارير النفطالتقاريررئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

شركات روسية تتولى تطوير حقول النفط الإيرانية.. انقلاب مزدوج على العقوبات

وبدء العمليات التنفيذية في حقلين قريبًا

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • إيران تعلن تولّي شركات روسية مسؤولية تطوير حقلي نفط
  • حرب أوكرانيا عززت تعاون موسكو-طهران النفطي
  • مباحثات روسية-إيرانية أدت لاستئناف التعاون النفطي رغم العقوبات
  • العقوبات الأميركية عززت قدرات إيران النفطية على الصعيد المحلي
  • إيران تستعد لـ25 مشروعًا نفطيًا، ومنحت عقودًا لشركات محلية بـ3 مليارات دولار
  • وقوع روسيا وإيران تحت طائلة العقوبات عزّز المصالح المشتركة بينهما

يشكّل تطوير حقول النفط الإيرانية سلاحًا يسمح لروسيا وطهران بالاجتماع تحت غطاء واحد من شأنه الانقلاب على العقوبات الدولية.

ففي توقيت مثير للجدل، وبينما تمر الأسواق الدولية بأزمة طاقة واضطرابات أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، أعلنت شركة النفط الوطنية الإيرانية -قبل أيام- تولّي شركات روسية مسؤولية تطوير جانب من حقول النفط في طهران، وفق تقرير نشرته الصحيفة الإلكترونية لشبكة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية.

ويأتي ذلك في غضون خضوع صادرات النفط الإيرانية لعقوبات أميركية لم تحسم المحادثات النووية رفعها بعد، وهو الأمر ذاته الذي تواجهه واردات النفط والغاز الروسية بإعلان الرئيس جو بايدن حظرها بالموانئ الأميركية، بدءًا من 8 مارس/آذار الماضي.

تطوير حقول النفط الإيرانية

أعلن المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية "نيوك"، محسن خوجاشمهر، أن شركات روسية تبدأ في وقت قريب خطوات تنفيذية لتطوير اثنين من حقول النفط الإيرانية.

حقول النفط الإيرانية
جانب من حقول النفط الإيرانية - الصورة بلومبرغ

واكتفى خوجاشمهر -على هامش مشاركته بمعرض إيران الدولي للنفط والغاز والتكرير والبتروكيمياويات الجمعة الماضية- بتصريحه المقتضب دون تسمية الشركات الروسية التي تتولى مهمة تطوير حقول النفط الإيرانية أو الإفصاح عن موعد تلك الخطوة وموقعها.

ورغم أهمية توقيت إعلان التعاون الروسي الإيراني في مجال تطوير قطاع النفط، فإن طهران سبقته بخطوات أخرى لتعزيز صناعة النفط والغاز رغم العقوبات الأميركية.

وفي ظل خضوع إيران للعقوبات الأميركية التي اضطرت شركات النفط الدولية الكبرى للتخارج من أعمالها، لا سيما منذ تصعيد الضغط الأميركي ضد طهران ومحاصرة نشاطها النفطي بالعقوبات الدولية، حققت الصناعة المحلية إنجازات مهمة.

وركّزت الجهات المعنية على جهود الشركات المحلية لتعزيز تطوير حقول النفط الإيرانية ودعم قطاع النفط والغاز، وتحولت العقوبات الأميركية إلى دافع مُحفز لتولّي الشركات المحلية دور مثيلتها الدولية، ما أكسبها خبرة وقدرات مهمة.

ما علاقة الحرب على أوكرانيا؟

وقعت إيران تحت طائلة العقوبات الأميركية التي فرضت قيودًا اقتصادية سعت طهران للتحايل عليها، وهو مفترق الطرق الذي تقع فيه روسيا في الآونة الحالية.

وجاء إعلان إسناد تطوير اثنين من حقول النفط الإيرانية لشركات روسية، في توقيت تعاني فيه موسكو من تداعيات عقوبات دولية إثر غزوها أوكرانيا قبل شهرين ونصف، تهدف للضغط على أدائها التجاري.

وبغزوها أوكرانيا، انتزعت روسيا لقب الدولة الأكثر تأثرًا بالعقوبات الدولية -خاصة الأميركية- من إيران، ودفعت تلك الخطوة لالتقاء مصالح البلدين في تحالف يهدد الجهود الأوروبية والغربية لكبح مواصلة موسكو حربها ضد كييف، وفق تحليل منصة كاستيليم إيه إل المعنية برصد مدى العقوبات الدولية.

ورأى الرئيس التنفيذي لشركة تحليل المخاطر "بيرسيان غولف ستيت أناليتيكس"، جورجيو كافيرو، أن توطيد سبل التحايل على العقوبات من شأنه دعم العلاقات الروسية الإيرانية، وفق تصريحات سابقة له لشبكة سي إن إن.

ورجّح كافيرو زيادة أواصر تلك العلاقات كلما اشتدت شراسة الحرب على أوكرانيا، لا سيما إذ لم تكلل المحادثات النووية الرامية لإعادة طرح خطة العمل الشاملة المشتركة بالنجاح، وهي خطوة تصبّ في صالح موسكو التي تزداد حدّة محاصرتها دوليًا.

بينما نقل تقرير "برس تي في" عن وزير النقل الروسي، فيتالي سافيليف، أن موسكو تدرس التجربة الإيرانية وخبرتها بمجال النقل في ظل العقوبات.

مباحثات روسية إيرانية

مع تصاعد المناوشات الروسية الأوكرانية قبيل الغزو، كثّفت طهران جهودها لتعزيز التعاون النفطي مع موسكو، والتي أثمرت عن بدء تنفيذ تطوير حقول الإيرانية.

حقول النفط الإيرانية
جانب من حقول النفط الإيرانية - الصورة من Caspian News

والتزم مسؤلو النفط الإيرانيين الصمت حيال مباحثات التعاون التي تأجّجت بزيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لموسكو يناير كانون الثاني الماضي، إذ رافقه في تلك الزيارة عدد من مسؤولي القطاع.

وتواصلت الزيارات النفطية بين البلدين، إذ تداولت وسائل الإعلام -عقب زيارة رئيسي- أنباء حول نجاح محسن خوجاشمهر في إبرام اتفاقيات مع شركات روسية لتقديم الدعم اللازم لتطوير حقول النفط الإيرانية.

كما رحّبت شركة لوك أويل الروسية باستئناف التعاون مع إيران فيما يتعلق بالمشروعات النفطية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، غير أنها علّقتها على نتائج مباحثات فيينا.

وهنا يُشار إلى أن الشركة الروسية التي تعدّ ثاني أكبر منتجي النفط في موسكو، كانت تواصل حتى عام 2018 تطوير حقول النفط الإيرانية، وتحديدًا حقلي أبتيمور والمنصوري.

وخلال السنوات الماضية، طرح مسؤولون إيرانيون على شركات روسية أبرزها (غازبروم، وروسنفط، وغازبروم نفط، وتاتنفط، ولوك أويل)، تطوير 12 مشروعًا بقطاع النفط الإيراني.

وأكد حينها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رغبة بلاده في تعزيز الاستثمارات النفطية في إيران بقيمة تصل إلى 50 مليار دولار، غير أن تلك التصريحات والخطط توقفت في ظل العقوبات الأميركية.

تطوير محلي يهمّش العقوبات

قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، إن صناعة النفط تتصدر حرب طهران ضد العقوبات الأميركية، لافتًا إلى أن القطاع حقق نموًا كبيرًا خلال الأعوام الماضية.

وأضاف أوجي أن معدلات نمو الصناعة وتعزيز القدرة المحلية على تطوير حقول النفط الإيرانية تؤكد فشل عقوبات واشنطن على طهران، خاصة فيما يتعلق بالصادرات النفطية.

وكشف أوجي -على هامش مشاركته بالمعرض الذي حضره مشاركون من دول عدّة، من ضمنها إيطاليا وأسبانيا والإمارات وكوريا الجنوبية وسويسرا وألمانيا وأوكرانيا وجنوب أفريقيا وبلجيكا- عن عزم إيران بدء خطوات تنفيذية تتعلق ببدء تنفيذ 25 مشروع نفطي ضخم.

وأوضح المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية، محسن خوجاشمهر، أن المشروعات التي أعلنها أوجي ترفع إنتاج الخام من حقول النفط الإيرانية بمعدل 37 ألف برميل يوميًا، والمكثفات بمعدل 50 ألف برميل يوميًا، كما تزيد إنتاج الغاز الطبيعي بنحو 60 مليون متر مكعب يوميًا.

وفي إطار توجّه طهران لدعم الجهود المحلية بقطاعات الطاقة، منح خوجاشمهر الأحد الماضي، عقودًا نفطية لشركات محلية باستثمارات تقارب 3 مليار دولار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق